علاج واعد لـ«الاكتئاب» يعيد الأمل إلى 350 مليون مريض

المرض يصاحبه شعور بفقدان الدافع والخمول..
علاج واعد لـ«الاكتئاب» يعيد الأمل إلى 350 مليون مريض

واحدة من أسوأ الأمور حول الاكتئاب السريري هو تلك الدائرة القاسية، شعور سيئ يؤدي إلى فقدان الدافع، ومن ثم الخمول وعدم النشاط، ما يزيد الاكتئاب سوءًا، وبالتأكيد فهناك الكثير من الناس الذين وقعوا في هذه الدوامة الرهيبة، ووفقًا للبحث الذي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي، يعاني ما يُقدر بنحو 350 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب، مع تكلفة عالمية متوقعة تقترب من 5.4 تريليون دولار حتى عام 2030 .

والخبر السار هو أن العلاجات تعمل، فالعلاج السلوكي المعرفي الذي يتم فيه تعليم الناس إعادة صياغة تفكيرهم وتحدي الافتراضات السلبية عن حياتهم، يمكن أن يقلل الأعراض، كما أن الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تساعد كذلك، لكن الأخبار غير الجيدة هي أن نتائج العلاج يمكن أن تكون متفاوتة، اعتمادًا على مهارات الطبيب النفسي أو مقدم الرعاية، كما يمكن أن يكون العلاج مكلفًا أيضًا.

ووفقًا لدراسة بريطانية نشرت في مجلة لانست، قد يكون هناك خيار علاجي آخر يمكن إدارته من قبل عدد أكبر من مقدمي الرعاية الأقل تدريبًا؛ ما يجعله متاحًا وأقل تكلفة من العلاج المعرفي السلوكي، ويتضمن القيام على الأقل بالأشياء التي كنت تحب القيام بها قبل أن يصيبك الاكتئاب، ويجعل من الصعب الاستمتاع بأي شيء على الإطلاق.

ويشتمل البروتوكول المعروف باسم التنشيط السلوكي، على بعض عناصر العلاجات التقليدية، بما في ذلك تحديد المواقف والأفكار التي تؤدي إلى نوبات الاكتئاب وتعلم تجنب الاجترار الذي يجعل الأعراض في كثير من الأحيان أسوأ، يمكن أيضًا استخدام الدواء المتوافق مع العلاج المعرفي السلوكي، ومع ذلك فإن الفرق الرئيس هو أن الجلسات مع المعالجين ليست مخصصة لممارسة مهارات المواجهة المعرفية والسلوكية، كما هي الحال مع العلاج المعرفي السلوكي، لكن للتخطيط للأنشطة الممتعة والإنتاجية وتعلم متابعتها.

وحسب الباحثين فإن العلاج المعرفي السلوكي هو علاج من الداخل إلى الخارج؛ حيث يركز المعالجون على طريقة تفكير الشخص، أما التنشيط السلوكي فهو علاج خارجي، يركز على مساعدة المصابين بالاكتئاب على تغيير الطريقة التي يتصرفون بها، وفي الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين من إكستر وكينجز كوليدج في لندن وأماكن أخرى، تباينت الأنشطة الخارجية اعتمادًا على المرضى أنفسهم، كأن تمارس أو تقوم بعمل تطوعي أو تخرج مع الأصدقاء، وفي جميع الحالات كان يجب أن يكون شيئًا إيجابيًّا واستباقيًّا، كما يمكن أن تكون الأنشطة أي شيء، اجتماعية أو بيئية أو مادية أو حتى خاصة جدًا كالقراءة، والشيء الرئيس هو أنها تتفق مع قيم الفرد وأنها وظيفية.

ورغم ما يوفره هذا العلاج من نجاح حتى وإن كان محدودًا حسب الدراسة، فإن الخبراء يؤكدون أنه لا علاج يأتي مع ضمان للنجاح، فكلا العلاجين يتطلب موافقة المرضى من حيث الحضور للجلسات، واتباع جميع بروتوكولات العلاج والتعاون مع المعالج فيه؛ لتكوين تحالف علاجي فعال، ودون ذلك لن يتحقق الشفاء.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa