من القاهرة.. خطابان أمريكيان خلال 10 سنوات بسياسات متضادة

من 2009 إلى 2019 أبرزت التحول الجذري في سياسة واشنطن
من القاهرة.. خطابان أمريكيان خلال 10 سنوات بسياسات متضادة

من قلب القاهرة أطلق مسؤولان أمريكيان خطابين، كل منهما يمثل إدارة أمريكية مختلفة عن نظيرتها، ويعكس سياسات واشنطن تجاه الشرق الأوسط، فقط 10 سنوات فصلت بين هذا وذاك.

وشهدت الفترة من 2009 إلى 2019، تغيرًا جذريًا وتصادمًا بين إدارتي الرئيس السابق باراك أوباما، والحالي دونالد ترامب؛ فالأول ألقى خطابه الأول في الشروط الأوسط من جامعة القاهرة، والثاني ألقى- ممثلًا عن ترامب- خطابًا يهاجم فيه سياسات أوباما.

وهاجم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم الخميس، سياسات أوباما تجاه الشرق الأوسط، حيث قلّل من شر التطرف والأيديولوجيا المتطرفة، الأمر الذي ساهم في نشر الإرهاب والجماعات المتشددة في دول عدة بالشرق الأوسط. واصفا إياها: بـ "التقاعس" وقد انتهى.

وأضاف في خطابة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة: "أتذكرون حين وقف أمريكي آخر- في إشارة إلى باراك أوباما- وقال لكم إن التشدد لا يأتي من الأيدولوجية، وقال لكم إن 11 سبتمبر دفع الولايات المتحدة لأن تتخلى عن مصالحها في الشرق الأوسط؟"، متابعًا أن سياسة أوباما الخارجية، ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط، أدت إلى نتيجة سيئة.

وأضاف: "حين كان أصدقاؤنا بأمسّ الحاجة لنا.. قللنا من أهمية شر التطرف والأيديولوجيا المتطرفة، مما أدّى إلى ظهور الجماعات المتشددة وعلى رأسها داعش"، متابعًا أن الولايات المتحدة "قوة خير" في الشرق الأوسط وقد أعادتها سياسات الرئيس ترامب للمنطقة.

وفي الرابع يونيو 2009، ألقى الرئيس السابق باراك أوباما، كلمة من جامعة القاهرة، حيث كانت الأولى لرئيس أمريكي في الشرق الأوسط، رسم بها سياساته تجاه الوطن العربي.

وافتتح أوباما خطبته بتحية الإسلام "السلام عليكم"- نطقها باللغة العربية- وعقِبها الآية القرآنية في سورة الأحزاب: "اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا".[8] استشهدت أوباما أيضًا في موضعَيْن آخرَيْن من خطبته بآيتين أخريين، إحداهما في سورة الحجرات: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" والأخرى في سورة المائدة: "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ [أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ] فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"؛ واستشهد بآية من إنجيل متى "هنيئًا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعونَ".

وقُسّمت خطبة أوباما إلى سبعة أجزاء: التطرف العنفي والصراع الإسرائيلي الفلسطيني والأسلحة النووية، وإيران، والديمقراطية وحرية المعتقد وحقوق المرأة والتطور الاقتصادي.

وعلق مسؤولون أمريكيون على خطاب بومبيو، اليوم من القاهرة، قائلين: إن هناك اختلافًا كبيرًا في سياسات إدارة الجمهوري ترامب، عن سابقه الديمقراطي أوباما.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ناثان تك: إنَّ أمريكا وسياساتها قد تغيرت، وذلك بعد تولي ترامب منصب الرئيس، إذ أنجز الكثير من العمل الحازم لمواجهة التهديدات المشتركة التي تواجهنا جميعًا في المنطقة، كأمريكيين وعرب، وذلك حسب تصريح لموقع سكاي نيوز عربية.

وأضاف ناثان تك أن بومبيو أدلى برؤية أمريكية واضحة للمنطقة، وهي مبنية على أنه لا بد من أن يكون لأمريكا دور فعال وواضح لمواجهة الأعداء، وهم واضحون، فإيران تلعب دورًا سلبيًا للغاية في المنطقة، سواء في سوريا أو اليمن أو العراق أو الخليج أو أماكن أخرى، مؤكدًا أن أمريكا ستقف جنبًا إلى جنب مع شركائنا في المنطقة لإزالة آفة  التشدد.

وأكد المسؤول الأمريكي على أن ترامب يريد محاربة التطرف الديني بغضّ النظر عن مصدره، قائلًا: "نحن لا نفرق بين تطرف داعش أو القاعدة أو الحرس الثوري الإيراني، ودعم إيران للميليشيات الطائفية التي تبث الفساد في المنطقة، وهذا تغيير واضح عن الإدارة السابقة".

وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "أعتقد أن الإدارة تريد توضيح الاختلاف في المقاربة لهذه المنطقة، خاصة وأن بعض المبادرات للإدارة السابقة أدَّت إلى الكثير من الأضرار، لا سيما الاتفاق النووي الإيراني، لذا لا بدَّ من التشديد على هذه النقطة، لنوضح أن أمريكا تغيرت وأن سياساتها تبدلت".

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa