قصص مؤلمة لنجوم «محاربي الصحراء».. غيروا مصيرهم وجلبوا المجد الكروي لبلادهم

بين تناول الكوكايين.. والفقر المدقع.. والتفكك الأسري
قصص مؤلمة لنجوم «محاربي الصحراء».. غيروا مصيرهم وجلبوا المجد الكروي لبلادهم

تشكل الظروف الصعبة، في الغالب، حاجزًا أمام الكثير من الناس لتحقيق أهدافهم، لكن هناك من يتخطاها ليجعل منها شاهدًا على إنجازاته. وبعض لاعبي المنتخب الجزائري مثال على ذلك.

لم يحقق لاعبو الجزائر المجد لفريقهم الوطني فقط، عندما أوصلوه لمباراة نهائي كأس أمم إفريقيا 2019 أمام السنغال، مساء اليوم الجمعة، بل لأن هذا الإنجاز أيضًا يعني الكثير لهم شخصيًّا، خاصة من عاش منهم ظروفًا صعبة للغاية في الماضي، كادت تفتك بمستقبله الكروي، قبل أن ينطلق نحو النجومية، حسب تقرير لـ« « dw.

أزمة تلو الأخرى

ويشكّل يوسف بلايلي قصة نجاح حقيقية للاعب كان مهددًا بالسجن بسبب تناوله الكوكايين، فقد تنبأ الكثيرون بأفول نجمه بعد فضيحة تناول المحظورات قبل أن يعود إلى توهجه. القضية تعود إلى أغسطس 2015، عندما أجرى طبيب للاتحاد الإفريقي كشف للمنشطات ليوسف في مباراة فريقه اتحاد العاصمة ومولودية العلمة في دوري أبطال إفريقيا، ما انتهى بوجود شكوك كبيرة في تناول اللاعب للمنشطات، وبعدها أجرى الاتحاد الجزائري فحصًا جديدًا، فكانت الصاعقة أن اللاعب تناول كذلك الكوكايين.

وجاء قرار الكاف بإيقاف اللاعب لسنتين في جميع المنافسات الوطنية والقارية، ثم جاء قرار أكثر صرامة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، في مارس 2016، برفع عقوبة اللاعب، علاوة على لاعبَين آخرين، إلى أربع سنوات إيقاف، لتصبح العقوبة ذات مفعول دولي، رغم أن بلايلي حاول تجنب هذه العقوبة الصارمة عندما اعترف للاتحاد المحلي بوقوعه في المحظور.

غير أن اللاعب انبعث من رماده رغم صعوبة المسار، وكانت بداية العودة، حيت تقدم بطعن إلى محكمة التحكيم الرياضي «طاس»، انتهى بقرار في نوفمبر 2016، مكّن من تخفيض العقوبة إلى سنتين، ليكون بإمكانه العودة رسميًّا إلى الميادين في صيف 2017، حيث التحق بفريق «أنجي» الفرنسي، ثم انتقل بسرعة إلى الترجي التونسي. وهو اليوم أحد أبرز نجوم المنتخب في الكان، إذ سجل هدفين، وشارك رسميًّا في خمس مباريات من أصل ست.

بنية جسدية نحيفة

لم يكن الكثير من زملاء اللاعب رياض محرز، يظن أنه اللاعب سيتحوّل إلى أحد أبرز نجوم القارة السمراء، وبل حتى العالم، بسبب بنيته الجسدية النحيفة، لكن ليس نحافته وحدها هي ما شكل تحديا له، بل كذلك ظروف أسرته التي كانت تعاني من ضيق الحال. ومن أكبر الصدمات التي تلقاها، وفاة والده، ورياض لا يتجاوز سنه 15 سنة.

حفزت الصدمة رياض على العمل أكثر، ليستطيع تأكيد نفسه في الدرجات الصغرى لنادي «سارسيل»، لينتقل بعدها إلى نادي «يمبي» في دوري الدرجة الثانية، لكن المحطة الفاصلة كانت مع نادي ليستر سيتي، حيث توج بلقب أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي وبلقب الدوري المحلي، ما أهّله للانتقال إلى مان سيتي، بسعر قياسي (60 مليون جنيه إسترليني)، محققًا في عامه الأوّل ثلاثة ألقاب محلية، بل ومسجلًا هدفا في مباراة التتويج بالدوري على حساب برايتون، بتسديدة لا تقل براعة عن هدفه ضد نيجيريا في نصف نهائي الكان.

أزمة أسرية

بين والد مكسيكي-فرنسي ووالدة جزائرية-فرنسية، تردد أندي ديلور، بين حمل قميصي المنتخبين الفرنسي والجزائري، إلى أن أكد لعبه لـ"مقاتلي الصحراء"، حيث يشارك في كأس إفريقيا لأول مرة في مسيرته الكروية، وذلك بعد حيازته الجنسية الجزائرية مؤخرًا، مستفيدًا من مادة في القانون الجزائري تتيح للأم منح جنسيتها لابنها.

قد يظن المتتبع أن الوشم الصغير تحت عينه اليمنى للزينة فقط، لكن القصة وراء ذلك تختلط فيها المشاعر، وترتبط بأسرة اللاعب. في مقابلة تعود إلى 20 مارس 2017 مع صحيفة «ليكيب» الفرنسية، تحدث أندي عن طلاق والديه وهو صغير السن، وكيف أنه بكي على الدوام في حياته، سواء لأشياء مفرحة أو حزينة، مشيرًا إلى أنه طبع وشم الدمعة عندما كان تحت رعاية والده، في فترة كانت علاقة الطرفين سلبية، لكن مع ذلك، يؤكد أندي أن والده شجعه على لعب الكرة منذ صغره.

إن حياة أندي في الملاعب عوّضته نوعا ما عن قساوة حياة الأسرة، إذ بدأت مسيرته الكروية بالتوهج وهو سن مبكرة، خاصة عندما انتقل إلى فريق «أجاكسيو» في دوري الدرجة الأولى لتحت 18 عاما، قادمًا من مدينة سيت، التي تدرّج في فريقها الأول. ومن «أجاكسيو» تعددت الأندية التي لعب لها، آخرها فريق «مونبوليه»، حيث سجل خلال العام المنصرم 14 هدفًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa