أبو الغيط يُشدد على ضرورة أن تكون حلول أزمة الخرطوم سودانية خالصة

دعا الأطراف كافة للعودة لطاولة المفاوضات
أبو الغيط يُشدد على ضرورة أن تكون حلول أزمة الخرطوم سودانية خالصة

طالب الأمين العامة للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الأطراف السودانية بمواصلة الحوار والعودة إلى طاولة التفاوض، وعدم الجنوح عن المنهج السلمي للتوصل إلى توافق وطني.

وقال أبو الغيط، إن الحلول للأزمة الراهنة في السودان يجب أن تكون «سودانية خالصة»، مؤكدًا التزام الجامعة بتقديم كافة أشكال العون والمساندة للسودان.

وقال المجلس العسكري في السودان، إن رئيسه عبدالفتاح البرهان أجرى، اليوم الأحد، مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط في الخرطوم حول المرحلة الانتقالية.

وذكر المجلس في بيان، أن البرهان قدم لأبو الغيط شرحًا مفصلًا حول الأوضاع في السودان ورؤية المجلس العسكري، وتواصله مع القوى السياسية للتوافق على ترتيبات الفترة الانتقالية.

وأوضح أبو الغيط، في تصريحات إعلامية، أن الجامعة العربية تسعى إلى تأمين الاستقرار في السودان، والتوصل إلى توافق داخلي، مُشيرًا إلى شعوره بالاطمئنان والأمل، بعدما استمع إلى البرهان.

وأعرب أبو الغيط، عن أمله في التوصل لتوافق ينقل السودان إلى مرحلة تؤمن لأبنائه تنمية اقتصادية وسياسية واجتماعية، إضافة إلى حكم مستقر ومقبول من كل أبناء السودان.

وصدر بيان عن زيارة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى الخرطوم يعرض جهود الأمين العام للمصالحة السودانية ولقائه مع أطراف الأزمة.

وفيما يلي نص البيان:

قام السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية يوم 16 يونيو 2019 بزيارة استغرقت يومًا واحدًا للخرطوم، والتقى خلالها مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وعدد من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير، ورئيس حزب الأمة القومي د. الصادق المهدي، وممثلي الحزب الاتحادي الديمقراطي، والحركات السياسية والمدنية السودانية.

ووفق البيان، كان أبو الغيط قد أوفد وفدًا رفيع المستوى من الأمانة العامة للجامعة، والذي وصل للخرطوم يوم الخميس الماضي، برئاسة السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن القومي، وأجرى عددًا من اللقاءات التمهيدية مع المجلس العسكري الانتقالي، والقوى السياسية السودانية، ومبعوث الاتحاد الإفريقي، وممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة بالخرطوم.

وتابع: «تأتي زيارة أبو الغيط في سياق الالتزام الكامل لجامعة الدول العربية بمساندة السودان والوقوف معه ومع شعبه في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به، وانطلاقًا من حرص الجامعة الأصيل والثابت على أمن واستقرار السودان وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية، ودور السودان العروبي الفاعل في الجامعة وفي منظومة العمل العربي المشترك».

وأكد الأمين العام أن الجامعة كانت وستظل ملتزمة بتقديم كافة أشكال العون والمساندة للسودان، تأسيسًا على المقررات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الجامعة على مستوى القمة، بما في ذلك في سبيل تطبيع علاقات السودان مع مؤسسات التمويل الدولية وإعفائه من ديونه الخارجية، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وتفعيل الآلية المشتركة بين الجامعة وحكومة السودان لمتابعة وتنفيذ المشروعات الإنسانية والإنمائية العربية في دارفور ومختلف أرجاء البلاد، والتحضير لتنظيم وعقد مؤتمر عربي جامع لإعادة الإعمار والتنمية في السودان.

وشدد الأمين العام، خلال كافة اللقاءات التي عقدها بالخرطوم، على وقوف  الجامعة العربية مع جميع أهل السودان بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وستكون مرافقة لهم لعبور تحديات المرحلة الراهنة، وتشجيعهم على مواصلة الحوار والعودة إلى مائدة التفاوض وعدم الجنوح عن المنهج السلمي للتوصل إلى توافق وطني عريض يعلي مصلحة الدولة ويلبي تطلعات أبنائها للوصول بالبلاد إلى بر الأمان.

كما أعرب أبو الغيط، عن أسفه العميق للأحداث التي وقعت في ساحات الاعتصام بالخرطوم يوم 3 يونيو، داعيًا لاستكمال التحقيق حول هذه الأحداث بهدف الكشف عن ملابساتها والمسؤولين عنها.

و أوضح أبو الغيط، خلال لقاءاته، أن الجامعة العربية، إذ تابعت وواكبت تطورات الوضع في السودان منذ بدء المظاهرات والاعتصامات، كانت تكتفي بالتعبير عن مواقفها الداعمة عمومًا لتطلعات الشعب السوداني من خلال البيانات الصحفية، وأن الزيارة التي يقوم بها، وما سبقها من اتصالات من وفد الأمانة العامة، إنما تأتي في إطار استمرار الوضع وتأزمه على نحو فتح الباب أمام التدخلات والوساطات ومحاولات التأثير على مسار الأمور، وهو ما كان يستدعي ألا تغيب الجامعة العربية عن المشهد، بل أن تكون حاضرة وبقوة لمساعدة أهل السودان على تجاوز الصعوبات الراهنة أسوة بما سبق أن حدث في محطات مفصلية أخرى خلال السنوات الماضية.

وأشار، إلى أنه حرص على الاستماع إلى كل الآراء والتوقعات التي عبرت عنها الأطراف في السودان بشأن الدور والإسهام الذي يمكن أن تقدمه الجامعة لدعم مسار الانتقال السياسي السلمي، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، واستعادة جسور الثقة فيما بينها، بما يهيئ الأجواء للتوصل إلى اتفاق وطني عريض حول ترتيبات المرحلة الانتقالية المنشودة وهياكلها وإطارها الزمني، وإتمامها بشكل سلمي وتوافقي ومنظم ومنضبط وسلس، للوصول إلى مرحلة إجراء الانتخابات التي تتوج عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد.

وأكد أبو الغيط، أن الحلول للوضع الحالي يجب أن تكون سودانية خالصة، وأن يتم التوصل إليها في إطار وطني خالص، بعيدًا عن التدخلات أو الإملاءات الخارجية، وبشكل يحترم استقلال وسيادة السودان وتطلعات كافة أطياف شعبه ومكوناته.

وناشد الأمين العام وسائل ومنصات الإعلام السودانية والعربية بالارتكاز على خطاب يشجع ويدعم الحوار والتوافق بين مكونات الشعب السوداني، ويتجنب إثارة الفرقة والفتنة والخلاف فيما بينها وبما يوفر بيئة إعلامية حاضنة لعملية الانتقال السياسي السلمي في البلاد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa