بالصور: حليب الإبل.. غذاء ودواء ووسيلة لإكرام الضيوف في البادية

السعودية أكثر الدول استهلاكًا له
بالصور: حليب الإبل.. غذاء ودواء ووسيلة لإكرام الضيوف في البادية

يعد حليب الإبل مصدرًا غذائيًّا كامل العناصر، مفيدًا لجسم الإنسان، ويقي من الإصابة بالكثير من الأمراض، مثل هشاشة العظام أو تآكل العظام عند المسنين أو الكساح عند الأطفال؛ حيث رأت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أن حليب الإبل غذاء صالح لكل العالم.

وأوصت (الفاو) بتصنيع أنواع المنتجات من حليب الإبل، مثل الأجبان؛ حيث توقعت أن تصل مبيعات مشتقات حليب الإبل، في حال تم استثمارها بشكل جيد إلى 10 مليارات دولار بالعالم، خاصة في الدول العربية والإفريقية التي تمتلك هذه الثروة الحيوانية على ترابها.

ويتفاخر أبناء الجزيرة العربية في أكرام ضيوفهم بتقديم حليب الإبل لهم، ويعد من العادات النبيلة لديهم، ويعرف تقديم حليب الإبل عند أهل البادية لضيوفهم بأسماء حسب وقت تقديمه، فمثلًا في وقت الصباح يسمى «صبوحًا» وفي وقت المساء يسمى «غبوقًا».

ويتسم حليب الإبل بغناه بفيتامين «سي» الذي يصل تركيزه إلى ثلاثة أضعاف تركيزه في لبن البقر، بينما يزيد تركيز عنصر الحديد فيه بعشر مرات عن الألبان الآخر، كما يمتاز بأنه أكثر ملوحة من حليب البقر وأقل دهونًا منه، وهو غني بفيتامين «بي» وبالمنجنيز والأحماض الدهنية غير المشبعة.

وتنتج الناقة الواحدة خمسة لترات من الحليب يوميًّا، إلا أن الخبراء يرون أنه يمكن مضاعفة هذا الرقم بعد إجراء تعديلات طفيفة على طريقة رعي وتغذية الإبل.

من جانبه، أوضح خبير التغذية بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور عز الدين آدم بابكر، أن الدراسات العلمية أكدت نجاعة حليب الإبل بخصائص علاجية واستطبابية، كما عرف ذلك عنه عبر التاريخ وما يزال يستخدم في الطب الشعبي والعلاجي.

وأضاف خبير التغذية أن أكبر منتج لحليب الإبل في العالم هي الصومال، وأكثر الدول استهلاكًا لحليب الإبل هي المملكة العربية السعودية، مشيرًا الى أن كمية إنتاج الناقة الواحدة من الحليب يتراوح ما بين 3 و10 كيلوجرامات، وقد سجلت بعض الحالات الاستثنائية 35 كيلوجرامًا من الحليب.

وأضاف أن حليب الإبل يمتاز بأنه ذو لون أبيض داكن غير ناصع، وذو مذاق متقبل، يجمع بين الطعم الحلو والحاد، ويأخذ صفة الملوحة، تبعًا لنوع العلف الذي تتناوله الناقة وكمية مياه الشرب.

كما يمتاز حليب الإبل بأنه أقل لزوجه من حليب البقر، وتبلغ درجة حموضته 6.5 – 6.7، وقد تنخفض إلى 6.0 في بعض الحالات، وهي درجة حموضة أقل من تلك التي في حليب البقر، ومشابهة تقريبًا لحليب الغنم.

وأكد الدكتور عز الدين أن أغرب ما يمتاز به حليب الإبل عن غيره قدرته على البقاء في ظروف الجو العادية ودون معاملة حرارية لمدة زمنية ممتدة دون حدوث تغيرات سلبية على قوامه وطعمه ورائحته.

وأشار خبير التغذية إلى أن حليب الإبل يعد غذاءً كاملًا، يغطي الاحتياجات الغذائية للكائن الحي كاملة، الإنسان والحيوان، وغذاءً ذا قيمة غذائية وصحية عالية للإنسان، مضيفًا أن من أبرز ما يميز بروتين حليب الإبل احتواؤه على كميات كبيرة من نوع البروتين المعروف «بالكازيين»، الذي يمثل أكثر من نصف أنواع البروتين الموجودة في اللبن (50 ـ 80 بالمائة من كمية البروتين)، في حين يمثل النوع الآخر المعروف ببروتين الشرش الجزء الأقل المتبقي منه, مبينًا أن من خصائص بروتين الكازين، التي تكسب حليب الإبل ميزة إضافية أنه النوع الأسهل هضمًا والأقل تسببًا بالتحسس لأمعاء الطفل الرضيع.

وعدّ الدكتور عز الدين حليب الإبل من ناحية احتواؤه على الدهون خيارًا مناسبًا لمرضى القلب وارتفاع دهون وكوليسترول الدم، وأكثر أمانًا وفائدة للمرضى، الذين يعانون من حالة عدم تحمل سكر اللاكتوز، وهي حالة مرضية تنتشر في عدد من بلدان العالم، وخاصة دول شرق آسيا، مشيرًا إلى أن حليب الإبل يحتوي على الأملاح النادرة، مثل: الزنك، الحديد، النحاس، المنجنيز، والكبرى، مثل: الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa