يرى خبراء أن إسرائيل ستواصل على الأرجح حملتها الجوية ضد القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في سوريا، مع مواصلة استهداف أهداف وأصول إيرانية خصوصًا في المنطقة الشرقية من البلاد.
ونقلت إذاعة أمريكا «فويس أوف أمريكا» أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية ضد أهداف عسكرية مرتبطة بإيران في سوريا؛ حيث بنت طهران، الحليف الأكبر لنظام الرئيس بشار الأسد، وجودًا عسكريًا كبيرًا منذ بداية الحرب الأهلية لعام 2011.
وتعتبر تل أبيب الوجود العسكري الإيراني في سوريا تهديدا مباشرا لأمنها القومي، ولهذا كثفت من استهداف مواقع إيرانية، لكنها بالكاد تعترف بها علانية. فالأسبوع الماضي، يُقال إن طائرات إسرائيلية نفذت غارات جوية كثيفة في شرق سوريا، مستهدفة مواقع ومخازن أسلحة لقوات موالية لطهران؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المقاتلين.
واستهدفت إحدى الغارات موقع قرب البوكمال على الحدود مع العراق، يُعتقد أنه نقطة مركزية تستخدمها طهران لنقل أسلحتها داخل سوريا.
مواقع سرية
ونتيجة للغارات الأخيرة، لفت مراقبون إلى أن إيران قررت إعادة توزيع قواتها ومخازن أسلحتها إلى مناطق أخرى في شرق سوريا.
وقال عمر أبو ليلى، مدير مجموعة «دير الزور 24» البحثية: «مواقعهم مكشوفة بشكل متزايد أمام الإسرائيليين، ولهذا يحرك الإيرانيون القوات والذخيرة إلى مواقع أكثر سرية».
وكشف لـ«فويس أوف أمريكا» أن طهران تعيد توزيع قواتها وأسلحتها بشكل متزايد في المناطق السكنية من مدينة دير الزور لتفادي الغارات الإسرائيلية.
ومن جهته، قال سيث فرانتزمان، مدير مركز الشرق الأوسط للتقارير والتحاليل: «المواقع المستهدفة تمثل معبر لتدفق الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وهناك قاعدة إيرانية جديدة قرب المدينة تسمى الأمام علي، تضم مخازن أسلحة وأنفاق».
وتابع: «هناك مجموعات موالية لإيران تمتد على طول نهر الفرات إلى دير الزور وإلى قاعدة قرب تدمر حيث نشرت إيران في وقت سابق طائرات مسيرة بدون طيار».
هجمات مستمرة
وقال يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس وزراء إسرائيل، إن «استهداف إسرائيل للمواقع الإيرانية خلال السنوات الماضية عطل إلى حد كبير مخططات طهران لبناء آلية حرب مستقلة داخل سوريا».
وقال، لـ«فويس أوف أمريكا»: «تل أبيب تفعل ما يلزم الأمر لاحتواء الإيرانيين داخل سوريا، وكلما أمكن داخل العراق ولبنان».
وبالنظر إلى كثافة الغارات الجوية الأخيرة، توقع الباحث أبو ليلى أن تنفذ إسرائيل مزيد من الهجمات ضد القوات الإيرانية في شرق سوريا، وقال: «لقد أوضح الإسرائيليون أن الغارات الجوية ستستمر حتى تغادر طهران المنطقة».
وأوضح مسؤول بالمخابرات الأمريكية، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، أن الغارات الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، تمت بالاستعانة بمعلومات مخابراتية وفرتها الولايات المتحدة.
