تدرس الانسحاب.. فرنسا تتراجع عن تمسّكها بالبقاء في سوريا

سيرًا على خُطا الولايات المتحدة
تدرس الانسحاب.. فرنسا تتراجع عن تمسّكها بالبقاء في سوريا

أعلن السفير الفرنسي لدى روسيا سيلفي بيرمان -اليوم الثلاثاء- أنّ بلاده تبحث حاليًّا، مسألة سحب قواتها من سوريا.

وقال -في تصريحات لوكالة «سبوتنيك»، ردًّا على سؤال بهذا الصدد-: «هذه المسألة تتم مناقشتها الآن.. نحن مثل الجميع، فوجئنا ببيان الولايات المتحدة بشأن سحب وحداتها من سوريا، ومنذ ذلك الوقت ونحن على اتصال دائم مع القيادة الأمريكية».

وأضاف: «فرنسا تحمّلت التزامات معينة في إطار التحالف، وما يهدئنا هو أنّ الحديث يدور حول الانسحاب التدريجي والمخطط للقوات».

وتمثل هذه الخطوة الفرنسية بحثَا للسير على خطا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن في 19 ديسمبر الماضي، سحب قواته من سوريا، وأعلن هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي، بينما كانت باريس قد أعلنت على لسان وزيرة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو في اليوم التالي، أنّ قوات بلادها لن تغادر سوريا.

وصرحت الوزيرة –آنذاك- بأنّ الحرب على الإرهاب لم تنتهِ، رغم أنّها حقّقت تقدُّمًا كبيرًا مقارنةً بالسنوات الماضية، بل إنّها اعتبرت أنّ القرار الأمريكي (الانسحاب من سوريا) الذي وصفته بـ«المنفرد» يجعل باريس تفكّر أكثر في الحاجة إلى الاستقلالية في صنع القرار والاستقلال الاستراتيجي في أوروبا.

وأثارت خطوة ترامب ردود أفعال متباينة، لا سيّما من احتمالية أنّ هذه الخطوة قد تمنح التنظيم فرصةً لإعادة ترتيب صفوفه من جديد وبشكل أخطر من ذي قبل، كما أعلن -إثر ذلك- وزير الدفاع جيمس ماتيس الاستقالة من منصبه.

وصدرت أحدث الانتقادات عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت إنّ «داعش» لم يُهزم إلى الآن، ورأت أنّه تحوَّل إلى قوة قتالية غير منظمة بعدما خسر أغلب المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته في سوريا.

وأضافت -في تصريحاتٍ على هامش افتتاح مقرّ المخابرات الألمانية «بي إن دي» في مدينة برلين، السبت الماضي- أنّ مراقبة الأوضاع في سوريا كانت من أولويات المخابرات الخارجية، معتبرةً أنّ الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق السلام في سوريا.

ومساء الأربعاء الماضي، صرَّح ترامب بأنّه من المحتمل أن يعلن (هذا الأسبوع) القضاء على هذا التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق بالكامل، وقال -خلال اختتام مؤتمر التحالف الدولي ضد «داعش» بواشنطن- إنّ الجيش الأمريكي سيسلمه إخطارًا رسميًّا قريبًا جدًّا بأن 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم قد استعيدت في العراق وسوريا.

وقبل ذلك -وتحديدًا يوم الأحد قبل الماضي- أعلن ترامب أنّ قوات بلاده في سوريا، البالغ عددها 2000، بدأت بالانسحاب، لافتًا إلى أنهم سيذهبون إلى العراق بمجرد القضاء على آخر معقل لتنظيم «داعش»، وأنّ جزءًا منهم سيعود إلى دياره في نهاية المطاف.

وتقود الولايات المتحدة تحالفًا دوليًّا مكونًا من نحو 60 دولة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وكان لهذا التحالف مساهمة فعّالة في هزيمة التنظيم بالعراق؛ حيث قدم غطاءً جويًّا ومعلومات استخبارية وأسلحة للقوات العراقية.

وانتشر نحو خمسة آلاف جندي أمريكي في العراق منذ تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2014 لمحاربة التنظيم الإرهابي.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa