«يورو 2020».. مراكز القوى تحتفظ بمواقعها على الخريطة الكروية

«يورو 2020».. مراكز القوى تحتفظ بمواقعها على الخريطة الكروية
تم النشر في

بعد 36 مباراة حافلة بالمتعة والإثارة، أسدل الستار على منافسات الدور الأول من بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، أسفرت عن نتائج متوقعة إلى حد كبير بصعود القوى العظمى التقليدية إلى دور الـ16.

ففي المجموعات الست لبطولة «يورو 2020»، تمكنت القوى الكروية التقليدية من التمسك بمواقعها رافضة منح الفرصة للوجوه الجديدة الساعية إلى إيجاد مكان لها على الخريطة الكروية الأوروبية.

لكن مع ذلك لم يكن تمسك الكبار بمواقعهم بالأمر السهل، بعدما واجه بعضهم صعوبات لم تكن في الحسبان، لكن في النهاية كانت الغلبة للخبرة بالبطولات الكبرى التي حسمت الصراع لصالح الكبار، لتمتنع «يورو 2020» عن تقديم وجه جديد قادر على منافسة الكبار.

عودة إيطاليا في «يورو 2020»

ابتعدت إيطاليا كثيرا ولسنوات طويلة عن مكانها كإحدى القوى الكبرى في كرة القدم، لدرجة أن «الآزوري» غاب عن المشاركة في كأس العالم 2018 بروسيا، لكن الإيطاليين سرعان ما أعادوا توجيه البوصلة في الاتجاه الصحيح، فظهروا خلال «يورو 2020» بشكل يليق بتاريخ إيطاليا الكبير والناصع في كرة القدم.

المنتخب الإيطالي تمكن من إنهاء دور المجموعات في صدارة المجموعة الأولى محققا العلامة الكاملة برصيد تسع نقاط بعدما فاز بمبارياته الثلاث على تركيا وسويسرا وويلز، مسجلا سبعة أهداف ودون أن يدخل مرماه أي هدف، ما يشير بوضوح إلى قوة «الازوري» ونجاح كرته الهجومية في التغلب على أي خط دفاع.

وتبدو إيطاليا في البطولة الحالية مختلفة عن ذلك المنتخب الباهت الذي مثلها في السنوات الماضية، بعدما تمكن روبرتو مانشيني من عمل التوليفة المناسبة التي تستحق تمثيل إيطاليا.. ولم يعد المنتخب الإيطالي هو ذلك الفريق الذي يعتمد على الدفاع المحكم والسعي لتسجيل هدف يتيم ثم قتل المباريات بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى مرماه.

بلجيكا مرشحة لـ«يورو 2020»

في المجموعة الثانية لم يكتف المنتخب البلجيكي بإنهاء الدور الأول في الصدارة بتسع نقاط، بل برهن أيضا على أنه أحد المرشحين بقوة لنيل لقب «يورو 2020» بتخطيه منافسيه الثلاثة، الدنمارك وفنلندا وروسيا دون عناء.

قدم المنتخب البلجيكي كرة هجومية متوازنة لم تهمل الجانب الدفاعي، فسجل سبعة أهداف وتلقت شباكه هدفا واحدا، والأهم هو تحقيق الفوز بسهولة كبيرة أظهرت الفارق بين المنتخب البلجيكي ومنافسيه بالمجموعة، فلم يسمح البلجيك لأحد بان يطل برأسه لمنافستهم، بما في ذلك المنتخب الدنماركي الذي اشتهر بقوته وصلابته على الرغم من أنه ليس ضمن منتخبات الصف الأول بأوروبا.

أزمة الطاحونة الهولندية

في المجموعة الثالثة لكأس الأمم الأوروبية، لم يواجه المنتخب الهولندي أي معاناة في اعتلاء الصدارة برصيد تسع نقاط أيضا، بتفوقه على النمسا وأوكرانيا ومقدونيا الشمالية.

الهولنديون كانوا من البداية فرسان المجموعة دون منازع، ولم يكن هناك أحد يريد يتوقع حدوث مفاجأة غير سارة للمنتخب «البرتقالي»، لكن مع ذلك فإن هناك معاناة حقيقية لمنتخب هولندا تتمثل في عدم تقديم عناصر جديدة يمكن أن تحمل لواء خلفاء يوهان كرويفأ ما يضع مستقبل الكرة الشاملة على المحك.

وبرغم الفوز في ثلاث مباريات، إلا أن الاختبارات الحقيقية ستظهر في الأدوار المقبلة وتحديدا في دور الثمانية، حيث ستواجه هولندا منتخب التشيك ثالث االمجموعة الرابعة، في دور الـ16، وهي مواجهة من المتوقع بقوة ان تنتهي لصالح الهولنديين.

دفاع الإنجليزي سلاح فتاك بـ«يورو 2020»

على الرغم من أن المنتخب الإنجليزي تصدر مجموعته بسبع نقاط، إلا أنه قدم أداء غير مقنع لا يتناسب مع حجم الآمال التي انعقدت عليه قبل البطولة. ففي ثلاثة مباريات حقق الإنجليز الفوز في مباراتين وتعادلوا في واحدة، لكن الغريب هو أن منتخب «الأسود الثلاثة» الذي يدخل مرماه أي هدف، لم يسجل سوى هدفين فقط على الرغم من أنه يضم نخبة من أفضل المهاجمين الذين أشعلوا الملاعب الإنجليزية بأهدافهم، فغاب هاري كين تماما، ولم يظهر رحيم ستيرلينج بمستواه المعروف على الرغم من انه سجل هدفي منتخب بلاده.

في المقابل، تمثلت قوة المنتخب الإنجليزي الحقيقية خلال «يورو 2020» في دفاعه الحديدي الذي لم يقبل أي هدف في المباريات الثلاث، ما أتاح الفرصة لتأهل المنتخب لدور الـ16 على الرغم من عدم إحرازه الكثير من الأهداف.

إسبانيا تلحق بقطار البطولة

في المجموعة الخامسة، تمكن المنتخب السويدي من تصدر المجموعة بسبع نقاط يليه المنتخب الإسباني الذي عانى من أجل احتلال المركز الثاني خلف «أحفاد الفايكينج».

وبالرغم من معاناته في بداية «يورو 2020»، وعدم تقديم الأداء الذي يليق باسم منتخب إسبانيا، إلا أن «الماتادور» تمكن من استعادة توازنه في النهاية وحقق فوزا كبيرا بخماسية نظيفة على حساب سلوفاكيا، ما مكنه تدارك الموقف والتأهل إلى دور الـ16.

مجموعة الموت الحقيقية

كانت الأنظار موجهة من بداية «يورو 2020» إلى المجموعة السادسة التي تضم فرنسا والبرتغال وألمانيا ومعهم المجر. وكان واضحا من البداية إن هذه المجموعة ستشهد صراعا مريرا من أجل التأهل وان المجر ستكو هي الضحية، لذلك كان السؤال حول الترتيب النهائي للمجموعة في ظل قدرة أي فريق على الفوز على الآخرين.

ففرنسا بطلة العالم 2018، والبرتغال بطلة أوروبا 2016، وألمانيا قوة كروية عظمى مرشحة للقب في أي بطولة تشارك فيها.

وعلى الرغم من حالة عدم التوازن التي يمر بها المنتخب الألماني إلا أنه تمكن في النهاية من التأهل كثاني المجموعة خلف فرنسا وأمام البرتغال، فيما ودعت المجر البطولة برأس مرفوعة بعد أداء أكثر من رائع ولعبت بشجاعة أمام عمالقة أوروبا.

اقرأ أيضا

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa