الموناليزا.. لوحة ما زالت ترفض الكشف عن أسرارها

يشاهدها 90% من زائري اللوفر
الموناليزا.. لوحة ما زالت ترفض الكشف عن أسرارها

لو كانت الموناليزا امرأة حقيقية، لم تكن لتطيق هذه الحشود. كل يوم، تقف الحشود أمامها، ترفع بهواتفها المحمولة أو أجهزتها اللوحية لأعلى نقطة، أملًا في التقاط صورة شخصية «سيلفي».

الموناليزا ببساطة أكبر نجم في متحف اللوفر في باريس. وتجتذب اللوحة، التي رسمها ليوناردو دافينشي منذ أكثر من 500 عام، الملايين سنويًا.

وعلى الرغم من شهرتها، إلا أن هناك شعورًا بالوحدة لدى الموناليزا: فهي من أحد أكثر الأعمال الفنية التي تحظى بالزيارة حول العالم، ولكن لا أحد يعطيها أكثر من نظرة خاطفة، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).

ويمضي الزائر العادي أقل من دقيقة، وفقًا لتعليمات المتحف؛ لتأمل «الجيوكندا» التي لديها ابتسامة كتومة؛ حيث تفتح أبواب المتحف الساعة التاسعة صباحًا، وبعد ذلك بفترة قصيرة، يتدفق مئات الزوار نحو اللوحة الشهيرة.

وتحت لوح كبير سميك من الزجاج المضاد للرصاص، تبدو الموناليزا صغيرة بصورة هزلية، واللوحة يبلغ مقياسها 77 سنتيمترًا × 53 سنتيمترًا، وتم رسمها عام 1503، ومنذ عام 2005، تم وضع الموناليزا في الصندوق الزجاجي لحمايتها، ليس فقط من الرطوبة وتقلبات درجات الحرارة، ولكن أيضًا من الذبذبات الصادرة عن الآلاف، الذين يتجولون يوميًا تقريبًا في أرجاء المتحف.

لكن هل هي تبتسم؟ الخبراء يحاولون معرفة حقيقة ذلك منذ عصور. ويعتقد أن دافينشي تمكَّن من إيجاد التعبير الكتوم لموناليزا، من خلال إتقان أسلوب «سفوماتو»، الذى يعني تمازج الألوان.

وبفضل عدة طبقات من الطلاء، تصبح الألوان ضبابية وتخلق هالة غامضة. مع ذلك، من الصعب أن تشعر بسحرها في الوقت الذي يقوم فيه السائحون حولك بالتقاط صور سيلفي دون توقف.

وحسب إحصاءات اللوفر، فإن نحو 90% من زائري المتحف الشهير عالميًا في باريس يأتون فقط لمشاهدة لوحة الموناليزا. وخلال عام 2018، زار اللوفر 10.2 مليون زائر، وهو رقم قياسي للوفر، وأكثر من 9 ملايين شخص زاروا الموناليزا.

وولد دافنشي عام 1443 في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتوفي في الثاني من عام 1519 في مدينة أمبواز الفرنسية. ويتردد أنه أحضر الموناليزا معه لدى قدومه إلى أمبوزا ليقيم في قصر كلوس لوك، وباعها لفرنسيس الأول قبل فترة قصيرة من وفاته.

وأصبحت اللوحة جزءًا من المقتنيات الملكية، وتم عرضها في وقت لاحق في قصر فرساي. وأصبحت الموناليزا فقط في القرن الـ18 جزءًا من مقتنيات متحف اللوفر.

وحظيت اللوحة بشهرة عالمية عام 1911، عقب سرقتها من اللوفر. وعلى مدار أكثر من عامين، بقي اللغز الذي أحاط بعملية السرقة الكبيرة دون حل؛ حيث تناثرت الشائعات حتى ظهرت اللوحة مجددًا في ديسمبر 1913 في إيطاليا بصورة فجائية، وكان فينتشينزو بيروجيا، الموظف السابق في اللوفر، قد اعترف بسرقتها، وقال إنه كان يريد إعادتها لموطنها إيطاليا، وحكم عليه بالسجن سبعة أشهر.

كما نجت الموناليزا فى وقت لاحق أيضًا من هجوم بمادة حمضية، وآخر بحجر ألقاه أحد السائحين.

وما زالت الموناليزا تحمل ألغازًا، وحتى اليوم هناك دراسات وتكهنات حول هويتها، فالبعض يعتقد أن السيدة التي ترتدي فستانًا أسود اللون هي زوجة الرجل الفلورنسي الثري فرانشيسكوا ديل جيونكوندو، ولهذا السبب يطلق على اللوحة أيضا «لاجيوكوندو».

ويعتقد آخرون أن دافينشي رسم السيدة المفضلة لدى الرجل الإيطالي الثري جيوليانو دي لورينزو دي ميدشي، أو عشيقة الحاكم الفرنسي تشارلز دي أمبواز.

وخلصت دراسة منذ بضعة أعوام، إلى أن الموديل لرسم هذه اللوحة كان في الحقيقة رجلًا، والأمر الذي سيظل واضحًا هو أن الموناليزا ما زالت تحتفظ بالكثير من الأسرار، التي لم يتم كشفها حتى الآن. والأمر الذي قد لا نعرفه مطلقًا هو لماذا يقضى ملايين الزائرين وقتًا قليلًا للغاية مع هذه اللوحة الخلابة.
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa