الشركات الصناعية الصينية تتكبَّد أسوأ خسائر.. والأرباح تتراجع 14%

جولة جديدة من المباحثات بين واشنطن وبكين.. غدًا
الشركات الصناعية الصينية تتكبَّد أسوأ خسائر.. والأرباح تتراجع 14%

يترقب العالم ما سوف تُسفر عنه مباحثات غدٍ الخميس، بين بكين وواشنطن، للخروج من نفق الأزمة التجارية بين الجانبين، والتي ألقت بظلال كثيفة على الاقتصاد العالمي، وللمرة الأولى منذ العام 2011 حققت الشركات الصناعية الصينية أسوأ تراجع في أرباحها، فيما ارتفع العجز التجاري للولايات المتحدة، ليصل إلى 375.2 مليار دولار.   

وقد حققت الشركات الصناعية الصينية خلال الشهرين الماضيين، أسوأ تراجع في أرباحها منذ أواخر 2011، على خلفية الضغوط المتزايدة على اقتصاد بكين، وتباطؤ الطلب في الداخل والخارج، والذي أضر بالأعمال التجارية، للبلاد بشكل عام.

وقد تراجعت أرباح الشركات الصناعية الصينية في يناير وفبراير بـ14% على أساس سنوي، لتصل إلى 105 مليارات و500 مليون دولار، وفقًا لما ذكره المكتب الوطني للإحصاء، ويشير الانخفاض الحاد في أرباح تلك الشركات إلى مزيد من المتاعب بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي سجل أبطأ وتيرة نمو في ثلاثة عقود العام الماضي. وقد خفضت الحكومة النمو الاقتصادي المتوقع لهذا العام إلى ما بين 6% و6,5%، مقارنة بـ 6.6% في 2018.

وتأتي هذه المؤشرات المتشائمة، على خلفية الأزمة التجارية بين واشنطن وبكين، والتي أضرت الاقتصاد الأمريكي أيضًا، ويأمل مسؤولو الاقتصاد العالمي، أن تسفر محادثات الغد بين القطبين عن التوصل لحلول توافقية، حتى لا يدخل الاقتصاد في حالة من الركود يصعب الخروج منها في المستقيل القريب,

وقال مستشار البيت الأبيض للتجارة الدولية، كليت ويلمس، في وقت سابق، إن البلدين حققا تقدمًا في المحادثات؛ لكن ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه، وقد شهدت العلاقات التجارية بين البلدين أزمة حادة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع العجز في تجارة الولايات المتحدة مع الصين، والذي يتسم بحساسية سياسية، بنسبة 8.1 %، بما قيمته 375.2 مليار دولار.

وأعلنت وزارة التجارة الأمريكية في وقت سابق، إن العجز التجاري حقق قفزة بنسبة 18.8% خلال ديسمبر الماضي، أسهمت في تسجيل عجز إجمالي قدره 621 مليار دولار العام الماضي.

وقد استضافت واشنطن مؤخرًا محادثات بين الولايات المتحدة والصين؛ لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين، ومازالت هناك ثلاث قضايا عالقة، تتمثل في مطالب قدَّمتها الإدارة الأمريكية إلى بكين، في مقدمتها، عدم مُطالَبة الشركات الأجنبية بنقل التكنولوجيا قسرًا كشرط للعمل في الصين، ووضع حدٍّ لقرصنة المعلومات، وزيادة الواردات الصينية من الولايات المتحدة لخفض الفائض التجاري الكبير لصالح بكين.

وتسعى بكين وواشنطن للتوصُّل إلى تسوية خلافاتهما التجارية من خلال المحادثات؛ لتجنُّب تصعيد المواجهة التجارية، فيما عبَّرت وسائل إعلام صينية عن تفاؤلها بشأن التوصُّل إلى حلٍّ لهذه الأزمة؛ لكن صحفًا أمريكيةً ذكرت أن التقدُّم الذي تحقَّق ضئيلٌ في أصعب القضايا التي تتطلب إصلاحات بنيوية عميقة من قبل السلطات الصينية.

وكان صندوق النقد الدولي، حذر مما وصفها بـ«عاصفة» قد تضرب الاقتصاد العالمي، مرتبطة جزئيًّا بحرب الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، وقال في تقرير له إن الاقتصاد العالمي مُهدَّد بشكل كبير للتعرُّض لـ«عاصفة قوية» مع تراجع توقعات النمو العالمي، لافتًا إلى أن الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين أحد أسبابه الرئيسة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa