حدِّث صورتك

حدِّث صورتك

ذات مرة سألني رئيسي عما إذا كنتُ أكتب في صحف؟ أجبته بنعم، قال: «احترت في صورة رأيتها في أحد المواقع- رغم كونها لاسم يطابق اسمك». تساءلت هل صورتي مختلفة جدًا عن الواقع؟ الأدق أنها قديمة نسبيًا؛ خاصة لمن عرفني مؤخرًا. هذا الموقف جعلني أعيدُ التفكير في كثير من الأمور. نعتاد أشياء منها صورنا، ثم ننسى أن لعقارب الساعة ريشة مثابرة، لا تتوقف عن تغيير ملامحنا، بل ولها أكثر من الأثر على مجرد الملامح.

في أحد المجالس؛ يلوم أحدهم نفسه على هدر بعض الفرص لشراء العقار قائلاً: في عام ١٤١٥ الأراضي هنا كانت تُعرض بعشرين ألفًا، ولا نشتري، والآن لن يتمكن أحد من شراء أي منها بأقل من مائة ألف. عذرًا أستاذي؛ هل تستوعب أنك للتو اسقطتَ 25 عامًا من الزمن؟ هل تعي أنك تتحدث عن ربع قرن؟! جيل بأكمله، حصل فيه ما حصل من التنمية، ومن التضخم المالي، ومن تغيرات مناخية، ومن زوال دُول، ونشأة غيرها. من وُلد ذلك اليوم؛ قد يَحتفل اليوم بحصوله على شهادة الدكتوراه، أو ربما بمولوده الخامس. وربما نُسيَ من توفي ذلك اليوم.

إن من أكثر ما أتعمد التطرق له في مقالاتي عامة قضية (تقييمنا للوقت)؛ لسبب أو لآخر، لا نُحس بالتغير الطفيف أو البطيء، مع أن مجرد نزول قطرة بشكل متواصل كفيل بنحت صخرة. بطبعنا لا نلاحظ نمو الأشجار من حولنا، ولكننا ننبهر إذا ما شاهدنا فليما تم تسريعه لنرى عملية نمو نبتة، ولا شك في أن سقوط أحدها سيكون ملحوظًا. حاول ملاحظة التغيير المستمر، وإن كان طفيفًا.

فات من عمرك ما يقارب 3 دقائق منذ بدأتَ قراءة هذا المقال! إن لم تكن قد وجدتَ فيه ما ينفعك، فاعلم أنك تسير في الاتجاه الخاطئ، وتهدر وقتك. قال أمير الشعراء: «دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة له: إنَّ الحياة دقائقٌ وثواني ». حدِّث صورتك الشخصية، فقد تغيرتْ بعض ملامحك يا صديقي.

فهد بن جابر      

 @FahdBinJaber

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa