مربية أطفال سودانية توضح سر «الهدية الكاذبة» وتقدم شهادة جديدة ضد انتهاكات الحمدين

رحلت جبرًا بملابسها فقط
مربية أطفال سودانية توضح سر «الهدية الكاذبة» وتقدم شهادة جديدة ضد انتهاكات الحمدين

قدمت مواطنة سودانية، شهادة جديدة على انتهاكات النظام القطري، التي تجاوزت حدود مواطنيه، ووصلت للعاملين في قطر، الذي يصل الأمر إلى ترحيلهم دون الحصول على حقوقهم.

وسردت المربية السودانية، سحر عبدالباقي الشيخ، معاناتها الإنسانية مع دولة «تنظيم الحمدين» ليس لجُرم ارتكبته أو مخالفة أقدمت عليها بل فقط سمحت لمخدومها الشيخ سلطان بن سحيم، الموجود خارج البلاد، الذى كانت تعمل مربية لأطفاله، ومشرفة على من يقومون برعايتهم، بأن يتحدث إلى أبنائه من هاتفها الشخصي.

وقالت سحر، في شهادتها أمام نادي الصحافة السويسري في جنيف، إنها ذهبت إلى قطر العام 2013؛ للعمل بقصر الشيخ سلطان بن سحيم، ولاقت معاملة كريمة من الشيخ وأسرته.

وأضافت: «الأمور كانت تسير بشكل طيب ودون أية مشاكل حتى ظهر الشيخ سلطان مخدومها في التليفزيون يتحدث عن وجهة نظره السياسية، الأمر الذي لا يعنيها باعتبارها مجرد مربية تعمل مع صغاره».

وتابعت: «الأمور منذ هذه اللحظة انقلبت، ولم يعد أحد من العاملين يعرف كيف سيكون مصيره برغم أنهم لا علاقة لهم بأي شيء سوى القيام بعملهم؛ لمساعدة أهلهم في الدول التي وفدوا منها للعمل في قطر».

وأشارت المواطنة السودانية إلى أن رجال الأمن القطري بدأوا في التوافد على القصر، وأخذ بيانات العاملين به، كما طلبوا من مديرة القصر ومسؤول مكتب الشيخ سلطان، إبلاغ العاملين بعدم الحديث للشيخ سلطان الذى كان موجودًا خارج البلاد على الاطلاق، كما قاموا بتخويف كل العاملين وتهديدهم إن قاموا بذلك.

وواصلت حديثها: «اتصل الشيخ سلطان في أحد الأيام على هاتفي الشخصي، وطلب الحديث إلى أبنائه الصغار، فاعتبرت الطلب إنسانيًّا طبيعيًّا لأب يريد أن يستمع إلى أبنائه، وهو خارج البلاد، وبالفعل انتقلت إليهم في جناحهم وأعطيتهم الهاتف وتحدثوا إليه».

وأشار إلى أنها لم تتوقع أن ما قامت به يمكن أن يصنفه عاقل سواء كان شخصًا أو نظامًا، باعتباره جريمة، موضحة أنها بعد المكالمة عادت إلى مسكنها بالقصر، وفي المساء بدأ مسلسل انتقام نظام تميم منها، وانتهى بترحيلها إلى السودان بالملابس التي ترتديها فقط.

وأضافت: «مساء يوم 30 سبتمبر 2017 أرسلوا لي زميلتي، وأبلغتني بأن الشيخ سلطان أرسل لي أمانة، وعليّ الذهاب معها للحصول عليها»، مُشيرة إلى أنها ذهبت بالفعل، وبمجرد خروجها من بوابة القصر الرئيسة أخذها شخص ادعى أنه يحمل الأمانة، وصحبها إلى البوابة الأخرى الموصلة لسكن أم الشيخ سلطان، وفوجئت بسيارة داخلها الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني.

وتابعت: «في لحظات دخلت من خلفها سيارتان أخريان، ونزل منهما رجال لا تعرف هويتهم، وبدأت محاولات إجبارها على الركوب معهم دون أي افصاح عن المكان الذى سيأخذونها إليه، وعشت هذه اللحظات كأنها دهر؛ حيث كان المكان مظلمًا تمامًا، ولا أعرف أين سأذهب، وما الجرم الذى ارتكبته؟».

وواصلت: «كل ما كنت أحصل عليه هو السباب والإهانة من الرجال، الذين يحاصروني ويركلوني، وأخبروني بأنه ليس لديّ أي حقوق في هذه البلد، واستمروا في بث الرعب والخوف في نفسي طوال الطريق، الذي بمجرد انتهائه وجدت نفسي في مطار حمد الدولي».

وأشارت المواطنة السودانية إلى أنه بمجرد نقلها إلى المطار، تم تسليمها إلى شرطة المطار، ووضعوها في قسم يُدعى حراسات المطار، وهو المخصص للمجرمين والخارجين عن القانون وتحت حراسة مشددة من الساعة 11 مساء وحتى 9 من صباح يوم 1 اكتوبر 2017، ولم يسمحوا لها طوال الليل بالنوم و التحرك من الكرسي الذى جلست عليه ودون أي طعام أو شراب.

وأوضحت سحر أنه عند ترحيلها وجدت في الطائرة شخصًا صوماليًّا، يعمل بإحدى المنظمات الحقوقية العاملة في السودان، ومنحها هاتفه؛ لتتحدث إلى أولادها في السودان، حتى تجد أحدًا ينتظرها بعد ترحيلها جبرًا دون أي شيء.

ووجهت المربية السودانية تساؤلًا إلى تميم ونظامه في قطر عن الجرم الذى وجدوه في عملها الإنساني، وعن حقوق الإنسان التي يتشدقون بها ليل نهار.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa