بين ترامب وبايدن.. ماذا تعني الانتخابات الأمريكية للعالم؟

تنطلق الشهر المقبل
بين ترامب وبايدن.. ماذا تعني الانتخابات الأمريكية للعالم؟

تنطلق في الثالث من شهر نوفمبر المقبل، انتخابات الرئاسة الأمريكية الأكثر جدلًا في الولايات المتحدة، والتي سيختار فيها الأمريكيون بين المرشح الجمهوري، والرئيس الحالي دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي، جو بايدن.

ومع اقتراب موعد الاقتراع، بات الناخب الأمريكي أمام اختيار صعب بين المرشحين مع تقارب نسب التأييد بينهما في استطلاعات الرأي العامة التي أجريت إلى الآن.

متابعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يقتصر على الشعب الأمريكي فقط، بل تعد حدثًا عالميًّا، يتابعه الجميع حول العالم. ولعقود، كان من يشغل البيت الأبيض له تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي، وعلى سياسات القوى العظمى، والصراعات التي تعتمر في العالم.

وفيما تقترب الولايات المتحدة من الانتخابات الأكثر إثارة للجدل، أجرت صحيفة «واشنطن بوست» تحليلًا لما تعنيه الانتخابات الأمريكية بالنسبة إلى القوى الرئيسية في العالم، من روسيا وبريطانيا إلى الصين.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، الأربعاء، وترجمته «عاجل»، إن بعض العواصم لا ترحب بشكل كبير بإعادة انتخاب الرئيس ترامب، بسبب سياساته الغريبة ودبلوماسيته القاسية، والتهديدات والانسحاب المفاجئ من المعاهدات الدولية، وهو ما أثر بشكل كبير على التحالفات التقليدية للولايات المتحدة.

وذكرت أن تبني ترامب لسياسات اليمين المتشدد بالداخل، وشن حرب تجارية بالخارج، أثار تساؤلات لدى كثيرين عن مستقبل النظام الليبرالي العالمي.

وفي المقابل، وعد جو بايدن باستعادة ما فقدته الولايات المتحدة. فرئاسة بايدن تعني تعزيز العمل الجماعي بشأن التحديات الدولية مثل تغير المناخ وجائحة «كورونا»، لكنها لن تعيد الولايات المتحدة إلى الأسبقية الأمريكية، والتي بدت بالفعل وكأنها تتضاءل عندما كان بايدن في منصبه آخر مرة.

خصم واشنطن اللدود.. روسيا

لمدة نصف عقد من الزمن، لطالما تسبب وجود روسيا في أرق للسياسات الأمريكية. فعمليات موسكو ونفوذها لعبت دور مسبب للاضطراب في انتصار ترامب المفاجئ في انتخابات عام 2016.

ما جنته موسكو من مساعيها لزرع الفوضى في المشهد الداخلي الأمريكي، حسب الصحيفة، لازال سؤال مفتوح. لكن الأكيد أن روسيا باتت في موقف أضعف في 2020 مقارنة بموقفها بالعام 2016، حيث تضرر اقتصادها بشكل كبير جراء انخفاض أسعار النفط، وتنامي الاستياء العام من الرئيس فلاديمير بوتين، الحاكم لفترة طويلة.

والآن، مع ارتفاع فرص بايدن في الفوز في الانتخابات، حسب استطلاعات الرأي، يتراجع الروبل الروسي بسبب مخاوف من أن التغيير في الإدارة قد يؤدي إلى مزيد من العقوبات وتجميد أعمق في العلاقات الأمريكية الروسية.

الصين.. خصم الحرب التجارية

وبالنسبة إلى الصين، فوز ترامب يعني أن هناك «حربًا باردة جديدة» في الطريق، على الأقل حسب الصقور المتشددين في واشنطن. فأربع سنوات من تهديدات ترامب بفرض التعريفات الجمركية بحق بكين عمقت خطوط الصدع الجيوسياسي ومهدت الطريق لمنافسة بين القوى العظمى.

وفيما يتعلق بمجموعة من القضايا العالمية، تُعتبر الصين «الشرير المفضل» لدى البيت الأبيض، بالنظر إلى تكتيكاتها التجارية غير العادلة والمزدوجة، واتهام حكومتها بأنها حاضنة لوباء شنيع، وقمعها للأقليات العرقية في شينجيانغ والمتظاهرون المؤيدون للديمقراطية في هونج كونج.

بريطانيا وبريكست

قالت «واشنطن بوست» إن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، جعل مسيرته المهنية قائمة على الرهان ضد الاتحاد الأوروبي وفاز، ولذا من الواضح أن دعمه سيكون مع دونالد ترامب، الذي نصب نفسه «السيد بريكست»، وقارن طريقه غير المتوقع إلى الفوز في 2016 بالموجة البريطانية التي دفعت جونسون في النهاية إلى رئاسة الحكومة البريطانية.

وعلى الوجه الآخر هناك بايدن، نائب الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي انتقد علانية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأعلن دعمه لأيرلندا واتفاقية الجمعة العظيمة.

لكن هذا لا يعني أن معظم أعضاء الحكومة البريطانية سيرحبون بفوز ترامب. يحذر المسؤولون الحاليون والسابقون في واشنطن ولندن من أن المفاوضات الخاصة أكثر تعقيدًا مما قد يوحي به ترامب وجونسون. لكن رئاسة بايدن قد لا تكون مباراة مثالية كذلك.

أوروبا

قالت الصحيفة الأمريكية إن الأوروبيين لا يحبون ترامب، بهوامش ملحوظة ظهرت في استطلاعات الرأي العامة. كما أن نظرة الشعب الأوروبي لترامب «قاتمة للغاية» من حيث اعتقادهم بقيامه بالأمر الصواب فيما يتعلق بالشؤون العالمية، وهي نظرة أقل من رؤيتهم للرئيس الصيني على سبيل المثال.

وتمثل هذه النظرة فرصة متاحة أمام بايدن، بعد أربع سنوات من تقلبات ترامب. لكن على مستوى أعمق، فإن نظرة أوروبا إلى أمريكا تتغير أيضًا. كتب سايمون كوبر من «فاينانشيال تايمز»: «تتحول المواقف الأوروبية تجاه الأمريكيين إلى التعاطف. ففرص تحولك إلى ملياردير أصبحت أكبر في الدول الاسكندنافية منها في الولايات المتحدة» مع اتساع نطاق عدم المساواة في الولايات المتحدة وتلاشي مفاهيم «الحلم الأمريكي».

الشرق الأوسط... النزاعات الأبدية

وبالنسبة إلى المواطنين العاديين الذين يعيشون في ظل الأزمات المتعددة بالشرق الأوسط، لا يهم كثيرًا من يفوز بالانتخابات الأمريكية، سواء ترامب أم بايدن. فإدارة ترامب وإدارة أوباما؛ حيث شغل بايدن منصب نائب الرئيس، كانت شاهدة على الصراعات المتشابكة في المنطقة لكن لم تحرك ساكنًا، ولم تنجح أي منها في حلها.

وعوضًا عن ذلك، زادت وتيرة حملات القصف الأمريكية، ولاتزال القوات الأمريكية منتشرة في عديد من الدول، كما أن الجميع بات يدرك رغبة الولايات المتحدة في النأي بنفسها من صراعات المنطقة، حسب الصحيفة.

وبالنسبة إلى النخب السياسية، يمثل ترامب وبايدن مستقبل مختلف تمامًا عن الآخر، ولا سيما لقادة إسرائيل ودول الخليج، وهم من دعم ترامب في قراره وقف المشاركة الأمريكية في الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات واستدعاء حملة «الضغط الأقصى» على النظام في طهران.

على كلتا الجبهتين، قالت الصحيفة إن فوز بايدن والديمقراطيين في نوفمبر قد يشير إلى انعكاس دراماتيكي بالمنطقة.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa