دور تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التنمية

دور تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التنمية

يوجد دور كبير لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الارتقاء وتطوير الدول. وإن التطور الذي يعيشه العالم يرجع إلى تطور هذا القطاع الذي يعمل على زيادة نموها الاقتصادي وتحسين قدراتها الاقتصادية وتبادل المنتجات من خلال شبكات الحاسوب، وتوفير الخدمات المختلفة وتسهيل حصول المواطنين عليها، ويعتبر محركًا رئيسًا لعملية التنمية من خلال زيادة الدخل في معظم البلدان النامية والمتقدمة.

بدايةً.. لا بد من تعريف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات؛ حيث إن توضيح مفهوم ومعنى تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات هام في تبين أثر هذه المنظومة الجديدة في تنمية المجتمعات؛ ففي عام 1996 كان التعريف الفرنسي لهذه المنظومة يعني أنها تكنولوجيا ذات قاعدة عريضة (تشمل في مفهومها الطرق والإدارة والتطبيق) تدعم بدورها خلق وتخزين ومعالجة المعلومات. أما هانج وكين Hang & Keen في النرويج فقد عرَّفا هذا المفهوم بأنه مجموعة الأدوات التي تساعد الشخص في التعامل مع المعلومات وتحويل مهمات لها علاقة بمعالجة المعلومات.

لقد ابتدأ هذا المفهوم بشكل منفصل كتكنولوجيا المعلومات إلى أن أدرك العاملون في هذا المجال أن الاتصالات تشكل جزءًا مهمًّا في حلقات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات؛ حيث أصبح المفهوم الجديد يغطي بنود خدمة الإنترنت ومعدات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المتعلقة بهم ووسائل الاتصال والنشر ومراكز التوثيق ومزودي المعلومات التجارية وخدمات المعلومات التي تستخدم شبكات الاتصال وكل النشاطات المرتبطة بهم.

لقد عرَّف البنك الدولي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بأنها تكنولوجيا تتكون من المعدات Hardware والبرامج Software والشبكات والوسائط المخصصة لجمع وتخزين ومعالجة وانتقال وعرض المعلومات، عرضًا صوتيًّا أو على هيئة معطيات أو نصوص أو صور؛ أي أنها تكنولوجيا جمع وتخزين واسترجاع ومعالجة وتحليل وتحويل المعلومات باستخدام المعدات والبرامج.

ولقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات جزءًا هامًّا من حياتنا اليومية، وتواصل انتشارها إلى الكثير من المجالات ومنها إدارة الأعمال؛ حيث تؤدي تكنولوجيا المعلومات دورًا فعّالًا في إدارة المعلومات، وتقوم الشركات يوميًّا بالاستثمار بها؛ نظرًا إلى ما تقدمه من مزايا متعددة. وهذه الاستثمارات لا تركز على الأجهزة فحسب، بل ويزداد تركيزها على أنظمة المعلومات، بسبب ما تقدمه في مجال الدعم الإداري.

كما أن لتكنولوجيا المعلومات دورًا في التعليم؛ حيث عملت على تسريع وصول المعلومات؛ ما أدى إلى تحسين البيئة التعليمية وتقليل تكاليف الوصول إلى المواد التعليمية، وبالتالي سهولة التعلّم من أي مكان. ومن ثم، سهلت تكنولوجيا المعلومات الوصول إلى المعلومات وتبادلها في أي وقت للطالب وللمعلم؛ فمن الممكن توفير دروس مرئية وصوتية للطلاب، كما مكَّنت المعلم من إعطاء المهام للطلاب عن طريق البريد الإلكتروني، كما أصبح بإمكان الطلاب استخدام تطبيقات الهاتف المحمول لتنزيل الكتب من المكتبة الإلكترونية، بحيث يكون لديهم هذه الكتب في أي وقت؛ ما يساعدهم على القراءة وتوفير الوقت (الوصول الفوري للمعلومات)، كما سهلت تكنولوجيا المعلومات الدراسة للطلاب في جميع أنحاء العالم من أي مكان، عن طريق التعلم عبر الإنترنت، ومن ثم تقليل تكاليف التنقل (التعلم عن بعد).

واستُخدمت تكنولوجيا المعلومات في قطاع الصحة في تسجيل بيانات صحة المريض وتحليلها، فوفرت رعاية أفضل للمرضى وساعدت على في تحقيق العدالة الصحية؛ حيث سمحت للجميع من مستخدمين حكوميين وقطاع خاص بتسجيل بياناتهم فحدت من انتشار الأمراض.

إن دور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في مكافحة الأمراض مثل الإيدز والملاريا وغيرهما، يكمن في توفير قاعدة معلومات تتعلق بالأمراض وانتشارها وطرق المكافحة والعلاج، كما تحسِّن تكنولوجيا المعلومات جودة الرعاية الصحية المقدمة، وتقلل الأخطاء الطبية، فزادت سلامة المرضى.

إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحسن قدرتنا على قياس التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتقييم الطرق المتبعة لتحقيقها، ومعرفة الوسائل التي أثبتت جدارتها، وتلك التي لم تثبتها، وتحسين جودة عملية اتخاذ القرار في الوقت المناسب.

وتوفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفرص التي تسمح بترشيد وتحسين كفاءة وفاعلية الأنشطة التي نضطلع بها في جميع مناحي التنمية.

وتوفر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات النفاد إلى طائفة واسعة من المنتجات والخدمات الرقمية الجديدة التي تعزز الاقتصادات والابتكارات المحلية والمجتمعات المحلية

بقلم: المستشار خالد السيد

)مساعد رئيس حزب مصر الثورة للشؤون القانونية(.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa