الاحتقان السياسي في الجزائر يتراجع أمام تألق منتخب «محاربي الصحراء»

نهائي أمم إفريقيا يتزامن مع الجمعة الـ22 للحراك
الاحتقان السياسي في الجزائر يتراجع أمام تألق منتخب «محاربي الصحراء»

ساهم تألق منتخب الجزائر لكرة القدم وتأهله إلى نهائي كأس أمم أفريقيا التي تختتم في مصر غدًا الجمعة، في تخفيف حدة احتقان سياسي يعاني منه البلد العربي منذ خمسة أشهر؛ في ظل انتفاضة شعبية رافضة لاستمرار رموز نظام الرئيس المستقيل، عبدالعزيز بوتفليقة الذي حكم البلاد في الفترة من 1999 إلى 2019.

ومنذ أيام، تعيش الجزائر أجواءً احتفالية، بفضل تألق منتخبها، المعروف بـ«محاربي الصحراء»، في البطولة القارية، وبلوغه المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 29 عامًا.

وفاز «محاربو الصحراء» على المنتخب النيجيري، الأحد الماضي، بهدفين مقابل هدف، ليضربوا موعدًا مع السنغال «أسود التيرانجا» في النهائي، غدًا.

وحتى قبل مباراة نصف نهائي البطولة، حظي مشوار المنتخب الجزائري بإشادة في الشارع وعبر وسائل الإعلام، في ظل أداء فني مبهر وروح قتالية واضحة.

ومع نهاية كل مباراة للمنتخب، خرجت جماهير بالآلاف للاحتفال في شوارع الجزائر، وانتعشت تجارة الملابس الرياضية الخاصة بالمنتخب، وعاد إنتاج الأغنية الرياضية إلى قمة نشاطه.

كما انخرطت السلطات في ذلك الحماس الرياضي، عبر تخصيص جسر جوي لنقل مشجعين إلى القاهرة، بأسعار رمزية، لحضور مباراتي نصف النهائي والنهائي.

وخصصت الحكومة 28 طائرة مدنية وعسكرية، لنقل قرابة خمسة آلاف مشجع، لحضور المباراة النهائية.

وأشاد الرئيس الجزائري المؤقت، عبدالقادر بن صالح، بمشوار «الخضر» خلال البطولة، وذلك عبر رسالة تهنئة وجهها إلى اللاعبين والطاقمين الفني والإداري.

ويتابع الإعلام الحكومي بقنواته الفضائية والإذاعية كل صغيرة وكبيرة عن المنتخب، وسط بث متواصل لأغانٍ رياضية حماسية تتغنى بـ«محاربي الصحراء».

وتزامن تألق المنتخب الجزائري في البطولة مع ما يشبه الانسداد وحالة احتقان سياسي في الجزائر، في ظل تواصل انتفاضة شعبية بلغت شهرها الخامس.

وأطاحت تلك الانتفاضة ببوتفليقة البالغ من العمر 82 عامًا من الرئاسة، يوم الثاني من أبريل الماضي، وهي متواصلة للمطالبة برحيل رموز نظامه، وضمان إجراء انتخابات حرة وشفافة.

وفي جمعة الحراك الشعبي الماضية، رقم 21 على التوالي، برزت شعارات في المظاهرات تعتبر أن التتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا يجب أن يقترن بتتويج الانتفاضة بانتخابات شفافة.

وتتزامن الجمعة الـ22 للحراك مع خوض المنتخب الجزائري المباراة النهائية، وسط توقعات بتراجع الحشد للاحتجاجات، في ظل هذا الحماس الرياضي والحرص على متابعة المباراة.

وكان واضحًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، ازدياد الاهتمام بالنقاش والمنشورات المتعلقة بمشوار المنتخب، مقابل تراجع الجدل السياسي حول وضع الجزائر.

وظهرت منشورات لمعارضين يتهمون السلطات بمحاولة استغلال النتائج الإيجابية للمنتخب من أجل تحسين صورتها في الشارع، عبر إقامة الجسر الجوي للمشجعين بأسعار رمزية.

وعلى غير العادة، ووسط غمرة الحماس الرياضي، مر إعلان رئاسي، أول أمس الثلاثاء، حول قرب تشكيل لجنة حوار، من دون أن يثير جدلًا كبيرًا بين النشطاء.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية، في بيان لها، أنها ستعلن قريبًا عن قائمة الشخصيات المستقلة، التي ستقود جولات الحوار لتهيئة الظروف، لتنظيم انتخابات رئاسية، وأن المشاورات بشأن عضويتها متواصلة.

وسابقًا، أعلنت قيادة الجيش دعمها للمبادرة، باعتبارها خطوة إيجابية نحو حوار جاد للخروج من الأزمة.

واعتبرت أغلب قوى المعارضة الجزائرية المبادرة «خطوة إيجابية» نحو الحل، شريطة إشراكها في المشاورات لاختيار تلك الشخصيات، وإرفاق المبادرة بقرارات تهدئة أخرى، مثل رحيل رموز نظام بوتفليقة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa