خبراء يحدّدون كمية القهوة المسموح بها للأطفال.. ويحذّرون الآباء

وسط قلق علمي من استهلاكهم لها..
خبراء يحدّدون كمية القهوة المسموح بها للأطفال.. ويحذّرون الآباء

كشف تقرير أمريكي صادر عن الرابطة الوطنية لـ«البن»، عن أن نسبة الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا، والذين يشربون القهوة يوميًا ارتفعت إلى 37 في المائة، مسجلة زيادة قدرها 14 نقطة مئوية منذ عام 2014، وهو ما لفت الأنظار إلى هذه الزيادة.

كما طُرح سؤال حول شرب القهوة وتأثيره على النواحي الصحية بالنسبة للأطفال، فى ظل وجود دراسات حديثة تشير إلى أن استهلاك القهوة، قد يقلل من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والموت المبكر، وإثبات احتوائها على العديد من المركبات المضادة للأكسدة، بما في ذلك البوليفينول بتأثيراته الصحية المحتملة المضادة للالتهابات.

وحسب الخبراء، قد تكون كل هذه الفوائد رائعة، إلا أن بعض مشروبات القهوة الأكثر شعبية اليوم تحتوي على أكثر من مجرد بن، حيث يعتبر السكر مكونًا مميزًا في العديد من الأنواع الموجودة وكذلك في سلاسل القهوة الشهيرة، وهي الأنواع المختلفة التي يحتوي بعضها على 52 إلى 55 جرامًا من السكر في الكوب الواحد.

وبذلك يُصبح كوب القهوة عمليًا بمثابة حلوى تحتوي على الكافيين، فهذه الكميات من السكر تفوق بكثير الحد الأقصى البالغ 25 جرامًا في اليوم، وهو الحد الذي تقترحه جمعية القلب الأمريكية للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، ولذلك يعتقد الأطباء الذين درسوا الآثار الصحية للسكر، أنه ليس من المستغرب أن تنتشر بين الشباب مخاطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري، وربما أيضًا مشكلات النمو المعرفي.

وهناك أيضًا تأثير الكافيين على الأطفال، وبينما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ألا يستهلك الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا أكثر من 100 ملليجرام من الكافيين يوميًا، وهو ما يعادل كوب من القهوة المخمرة، إلا أن تأثير هذه الكمية التي توصف بالمعتدلة من الكافيين، تبدو غير واضحة على كامل هذه الشريحة العمرية.

ويؤكد الخبراء، أن كمية الكافيين المستهلكة في فترة ما بعد الظهر أو المساء، قد تعرقل نوم الشخص الصغير، كما أن متطلبات نوم الطفل أكبر من احتياجات البالغين؛ حيث يحتاج  إلى النوم للنمو الصحي والأداء المعرفي، وقد وجدت بعض التقارير الحديثة أن المراهقين اليوم ينامون أقل، ولكن ليس من الواضح إن كان الكافيين هو المحرك الرئيسي لهذه المشكلة.

وحسب الخبراء، فإن الأطفال لا يحتاجون إلى الكافيين لتنبيه الجهاز العصبي، بل قد تكون له تأثيرات ضارة عليهم، فالكافيين منبّه يؤثر على الجهاز العصبي، ويعتقد بعض العلماء أنه يؤثر على الدماغ النامي، وفي دراسة نُشرت عام 2016 على الفئران، وجد الباحثون أن الاستهلاك المنتظم للكافيين يغيّر الطريقة التي يتم بها التعبير عن الجينات في أدمغة الفئران، وأن هذه التغييرات يمكن أن ترتبط بزيادة في أعراض السلوكيات المرتبطة بالقلق خلال مرحلة البلوغ، كما أن تغييرات مماثلة في البشر يمكن أن تكون لها آثار مماثلة.

وهناك حاجة لمزيدٍ من البحث حول أطفال العالم الحقيقي واستهلاك القهوة، ولكن الخبراء يعتقدون أن استخدام المراهقين للكافيين، قد يجعل المخ أكثر عرضة للخطر في وقت لاحق من الحياة، ولذلك يلزم الحذر المبرر من العواقب الضارة، ومن ثم فإنهم ينصحون بالاعتدال، وعدم تجاوز كميات الكافيين والسكر الموصى بها يوميًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa