زيت جوز الهند هل يساعد في التخسيس وتحسين الأيض والكوليسترول؟

رغم مزاياه الصحية في القلي والطبخ عالي الحرارة..
زيت جوز الهند هل يساعد في التخسيس وتحسين الأيض والكوليسترول؟

ينادي البعض باستبدال كل أنواع زيوت الطعام والاستعاضة عنها بزيت جوز الهند، في ظل ادعاءات بقدرة هذا الزيت المكوَّن من الدهون المشبعة على فقدان الوزن وتحسين الأيض وتحسين الكوليسترول، وبينما تعدّ النتائج المعملية واعدة لبعض هذه الادعاءات، إلا أنَّ الأدلة في العالم الحقيقي لا تدعمها كلها.

وحسب الخبراء فإنَّ السبب وراء شعبية زيت جوز الهند لفقدان الوزن، يرجع جزئيًا إلى بحث أُجْرِي حول الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة، والذي أظهر أنَّ مثل هذه الدهون قد يزيد من معدل الأيض أكثر من تناول الدهون الثلاثية طويلة السلسلة، وفي عام 2003 تمَّ نشر ورقتين بحثيتين تقارنان الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة وطويلة السلسلة في الرجال والنساء ذوي الوزن الزائد، فأظهرت معدل حرق السعرات الحرارية في كلا المجموعتين، فبدا أنَّ الدهون متوسطة السلسلة تسببت في فقد رطل بالنسبة للرجال خلال 28 يومًا هي فترة الدراسة.

ولكن المشكلة التي أشار إليها الباحثون المشاركون في هذه الدراسة تكمن في أنَّ الأبحاث قد أجريت باستخدام (زيت مصمم) يحتوي على 100 % من الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة، بينما يحتوي زيت جوز الهند على 13 إلى 15% فقط، كما أنَّ دراستهم وجدت أنَّ الشخص سيحتاج إلى استهلاك 15 إلى 20 جرامًا من الزيت المصمم لزيادة التمثيل الغذائي، وهذا يعني أنَّهم سيحتاجون إلى تناول الكثير من زيت جوز الهند ليكون لها أي تأثير.

كما نشرت دراسة أخرى توضِّح أنَّ جرعات أصغر مثل الكمية الموجودة في زيت جوز الهند لم تَزِد من حرق السعرات الحرارية عند المراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن، ووجدت دراسة أخرى نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية، أنَّ زيت جوز الهند لا يزيد من التمثيل الغذائي أو أكسدة الدهون بين النساء ذوات الوزن الزائد، ووجدت أنَّ أداء زيت زيت الزيتون أفضل، ما يعنِي أنَّ زيت جوز الهند قد لا يكون معجزة في تخفيف الوزن كما يزعم البعض، لكن الناس يشيدون بزيت جوز الهند ربما لأسباب أخرى، أو باعتباره أحد أغنى المصادر الغذائية لحمض اللوريك الذي يحوله الجسم إلى طاقة جاهزة لعقلك وقلبك، بدلًا من تخزينه بعيدًا عن الدهون، ويبدو أنَّه يزيد من مستويات الكوليسترول الحميد، كما أنَّ هناك فائدة محتملة أخرى لحمض اللوريك، فقد يكون قادرًا على التحكم أو القضاء على بعض الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية، لكن فهم العلماء المتغير للميكروبيوم البشري يجعل من الصعب التكهن بكل الفوائد.

وعندما يتعلق الأمر بالطهي أو قلي الطعام، فإنَّ نوع الدهون المشبعة الموجودة في زيت جوز الهند قد يجعله خيارًا صحيًا أكثر من زيوت الطهي الأخرى، فخلال القلي يريد المرء استخدام زيتًا مستقرًا، والدهون المشبعة هي في الواقع أكثر الزيوت استقرارًا من الناحية الكيميائية، ومن غير المرجَّح أن تتحلل الزيوت المستقرة أو تخلف الدخان عند تسخينها إلى درجات حرارة عالية، فعندما يحدث هذا التدخين حتى في الزيوت الصحية للغاية يمكن أن تطلق البوليمرات الحرة التي ترتبط في بعض الأبحاث بالسرطان وأمراض القلب، وهنا وعندما يتعلق الأمر بقلي الطعام فإنَّ زيت جوز الهند سيكون بالتأكيد الزيت النباتي الأكثر صحةً، حسب الباحثين.

وخلاصة القول هي أنَّ بعض الأدلة الأولية تشير إلى أنَّ زيت جوز الهند صحي، خاصة إذا كنت تستخدمه في القلي والطبخ عالي الحرارة، لكن تناوله مع كل ما تأكله ربما لن يساعدك على تحقيق أهدافك الصحية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa