إيران تجند «ميليشيا» جديدة.. 1200 مقاتل لتحقيق هدف طهران في سوريا

جزء من استراتيجية أوسع لتأسيس موطئ قدم لها على المدى الطويل
إيران تجند «ميليشيا» جديدة.. 1200 مقاتل لتحقيق هدف طهران في سوريا

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تحرك إيراني في سوريا لتجنيد مئات المقاتلين الجدد، وبناء «ميليشيا» تحت إشراف طهران الحصري، بهدف تعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.

وقال المرصد، في تقرير نشره أمس السبت، إن مستشاري إيران العسكريين في سوريا يشكلون «ميليشيا» جديدة في البلاد، وجندوا لهذا الهدف ما يقرب من 1200 مقاتل من أجزاء مختلفة من سوريا، حسب ما نقل موقع صوت أمريكا «فويس أوف أمريكا».

كما نقل الموقع الأمريكي عن مصادر إيرانية طلبت عدم ذكر أسمائها، أن مسؤولي إيران وسوريا يبحثون منذ وقت طويل بناء مثل تلك القوى العسكرية الجديدة. وقال مصدر دفاعي إيراني: «كان هذا جزءًا من اتفاق أبرمته طهران ودمشق في مايو من العام 2017».  

وتابع المصدر لـ«فويس أوف أمريكا» أن «تشكيل أي تحالف يهدف إلى تعزيز قوة تحالف محور المقاومة ضد إسرائيل مرحب به». وأوضح الموقع الأمريكي أن «مصطلح محور المقاومة يستخدم من قبل مجموعات موالية لإيران، ويشار إلى كونه تحالفًا أيديولوجيًّا عسكريًّا بين إيران وسوريا وغيرها من المجموعات الشيعية، بهدف محاربة مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة».

وفي هذا الشأن، قال الباحث في شؤون الشرق الأوسط، علي آلفونه، الذي يراقب عن كثب تحركات الحرس الثوري الإيراني في سورية، إن «تشكيل هذه الوحدة العسكرية الجديدة أمر مرجح للغاية».

وقال لـ«فويس أوف أمريكا»: «من خلال متابعتي، تعرفت على عدد من أعضاء حركة حزب الله، وُلدوا ونشؤوا في سوريا. وتلك العلامات تدعم بقوة احتمالات إنشاء هذه الكتيبة».

وأظهر تقرير المرصد السوري أن الغالبية الساحقة من الميليشيا الجديدة من المواطنين السوريين، يعملون بشكل مختلف في الكتائب الأخرى التي تدعمها إيران، وتكونت خصيصًا للقتال في سورية خلال السنوات الماضية.

وكانت وثائق سرية لوزارة الدفاع السورية، نشرها موقع «زمان الواصل» الموالي للمعارضة نهاية 2018، كشفت أن هناك موافقة داخل الحكومة السورية بمنح إيران بعضًا من الحكم الذاتي داخل سوريا.  

ومن جهته، قال سيث فرانتزمان، المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للإبلاغ والتحليل في واشنطن، إن مخطط إيران لتشكيل ميليشيات إضافية في سوريا جزء من استراتيجية أوسع لتأسيس مَوْطِئِ قَدَمٍ لها على المدى الطويل هناك.

وقال لـ«فويس أوف أمريكا»: «وجود مزيد من القواعد والميليشيات، بينها ميليشيات تتشكل من السوريين المحليين، تدعم هدف إيران لبناء نفوذها عبر العراق وسوريا ولبنان».

 وتابع: «مع الانسحاب الأمريكي المعلن، تسعى إيران لإبرام اتفاق مع تركيا وروسيا يتعلق بمستقبل سورية. فإيران لديها ميليشيات محلية موالية لها بالفعل في العراق ولبنان واليمن، ووجود ميليشيات مماثلة في سورية سيتماشى مع هذا النهج».

وسبق وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب حوالي ألفي جندي أمريكي في سورية، لكن الإدارة الأمريكية عدلت، الشهر الماضي، خطط الانسحاب وقالت إن بضعة مئات من الجنود الأمريكيين سيبقون داخل سوريا للحفاظ على الاستقرار.

ومنذ بداية العام 2013، قُتل ما لا يقل عن 2100 عنصر من الحرس الثوري الإيراني، أو الميليشيات الموالية له، في سوريا، حسب تقديرات المؤسسة الإيرانية لشؤون القتلى والمحاربين.

وتصر طهران على الادعاء بأن قواتها تتواجد في سوريا من أجل حماية ضريح زينب، وهو الموقع الشيعي المقدس في دمشق، وغيرها من المقدسات الشيعية، لكن القوى الغربية والإقليمية ترى أن التواجد الإيراني في سورية يهدف بشكل أساسي إلى دعم نظام الأسد.

ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في العام 2011، لعبت إيران دورًا كبيرًا في الأزمة وهي الداعم الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، كما تورطت عناصر ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في معارك عدة بالبلاد، إضافة إلى أن إيران استعانت بميليشيات شيعية من لبنان، مثل «حزب الله»، ومن باكستان وأفغانستان. 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa