المساعدات الإنسانية والمسلسلات... بوابة أردوغان إلى أفريقيا

لتعزيز طموحاته الخارجية
المساعدات الإنسانية والمسلسلات... بوابة أردوغان إلى أفريقيا

قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يواصل سعيه لتعزيز طموحاته الخارجية، هذه المرة في أفريقيا، عبر الأعمال والتجارة وتقديم المساعدات الإنسانية إلى القارة الفقيرة.

وتحدثت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الإثنين، عن استخدام أردوغان للقوة الناعمة من أجل بسط نفوذه بأفريقيا والسيطرة على دولها، التي غالبًا ما تمر بأزمات مالية متتالية، وهي سياسة تهدف بالأساس إلى عكس نفوذ خصومها من الدول العربية وكذلك نفوذ الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا.

واعتمدت أنقرة في سياستها تلك على ثلاث أدوات رئيسة، هي التجارة والمساعدات التنموية والمسلسلات الشهيرة، وكثفت من استخدامها من أجل تعزيز نفوذها بالقارة السمراء، وهي «أدوات تملكها أنقرة وتحسن استغلالها»، حسبما قال مايكل تانتشوم، الخبير بالسياسة التركية في جامعة نأفارا الإسبانية.

التحول إلى أفريقيا

خلال الـ15 عامًا الماضية، تحولت السياسة التركية صوب أفريقيا من تجاهل كامل إلى مسعى لإعادة إحياء الروابط التاريخية. ومنذ العام 2009، زادت أنقرة عدد سفاراتها في أفريقيا من 12 سفارة إلى 42، وأصبح أردوغان من الزوار الدائمين للقارة، وزار أكثر من 20 عاصمة بها.

وكشف أردوغان عن سياساته الجديدة، معلنًا في أكتوبر الماضي، أن «الأتراك والأفارقة مقدر لهم أن يكونوا شركاء»، ووضع أمام عينيه هدف مضاعفة حجم التجارة بين بلاده وأفريقيا إلى 50 مليار دولار في السنوات المقبلة، بما يعادل ثلث حجم التجارة مع الاتحاد الأوروبي.

وركزت أنقرة على صفقات البنية التحتية الضخمة في دول عدة من السنغال إلى الصومال وجيبوتي.

ولعل أبرز سمات الأجندة التركية هي قرار أردوغان التدخل عسكريًا في الحرب الأهلية المشتعلة في ليبيا، وتوفير معدات وأسلحة ومقاتلين إلى حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. 

كما أنه أظهر رغبة في معاداة النفوذ الفرنسي في دول الاستعمار السابقة، وزاد من انخراط بلاده في السنغال وغيرها. وفي منطقة القرن الأفريقي، تعمل أنقرة، وحليفتها قطر، ضد مصالح الإمارات ومصر.

إثيوبيا... بوابة أفريقيا

جزء كبير من تركيز تركيا ينصب على إثيوبيا، التي تعد «بوابته إلى أفريقيا»، وهي ثاني أكثر دولها اكتظاظًا بالسكان وبها إمكانات كبيرة للدول المتناحرة في القرن الأفريقي. وتعد تركيا ثالث أكبر مستثمر فيها بعد الصين والمملكة العربية السعودية.

ووجد المستثمرون الأتراك، الفارين من المصاعب الاقتصادية في الداخل، زخما اقتصاديا آخذا بالنمو في إثيوبيا، مع زيادة معدل النمو حوالي 10% منذ العام 2005 وحتى الاضطرابات السياسية الأخيرة. 

واستثمرت أنقرة 2.5 مليار دولار في أديس أبابا، بين ستة مليارات دولار كاملة استثمرتها في دول الصحراء الأفريقية. 

وقال الخبير في الشؤون الأفريقية، عبدالله حلاخي: «حقيقة أن أديس أبابا هي مقر الاتحاد الأفريقي تحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى أنقرة. والأكثر من ذلك، لا ترغب تركيا في خسارة حليف إقليمي آخر بعد الإطاحة بعمر البشير، صديق أردوغان المقرب».

استغلال المساعدات الإنسانية

وتملك أنقرة وجودا كبيرا في الصومال، بمشاريع الطرق والبنية التحتية وبناء معسكر تدريب عسكري ضخم والمستشفيات والمدارس. والعام الماضي، وقعت شركة تركية عقدا مدته 14عاما لتأهيل وإدارة ميناء في مقديشو. 

وتعد أنقرة مصدر رئيسي للمساعدات الإنسانية إلى الصومال، وضخت ما يزيد على مليار دولار منذ العام 2011، فضلًا عن دفع 2.4 مليون دولار من ديون الصومال إلى صندوق النقد الدولي. 

وقال رشيد عبدي، الخبير في الشؤون الأفريقية: «من الواضح أن تركيا من أهم اللاعبين في الصومال، وشريك تجاري مهم لإثيوبيا. أديس أبابا فرصة ضخمة بالنسبة إلى أنقرة، لأنها سوق كبيرة واقتصاد نابض».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa