انفجار مرفأ بيروت بـ«نترات الأمونيا» تعيد التذكير بواقعة تكساس

الحادث الأمريكي وقع قبل 73 عامًا..
انفجار مرفأ بيروت بـ«نترات الأمونيا» تعيد التذكير بواقعة تكساس

أعاد حادث انفجار مرفأ بيروت إلى الأذهان، انفجار مرفأ مدينة تكساس الأميركية الذي وقع قبل 73 سنة؛ في 16 أبريل عام  1947 في سفينة فرنسية للشحن أثناء محاولتها الرسو عند أحد أرصفة الميناء التكساسي، لتفريغ 2300 طن من «نترات الأمونيا» كانت على متنها، فاندلع حريق مفاجئ فيها، تلاه انفجار هائل، أودى بحياة المئات وأصاب الآلاف برضوض وجروح بالغة، في حدث خسائره المادية 3 مليارات دولار بسعر اليوم، واعتبروه من أكبر الكوارث غير النووية بالعالم.

وقع انفجار تكساس بشكل مماثل تمامًا للذي وقع أمس في بيروت، وللسبب نفسه أيضًا، وهي نترات الأمونيا، وسريعًا انبعث دخان ونار من عنبر الشحن بالسفينة، فحاول عمال الميناء إطفاءه بمساعدة رجال إطفاء هرعوا إليها، إلا أن ألسنة النار وصلت إلى داخل مخزن نترات الأمونيا وفجّرت المكتظ فيه، وبثوان انتشر الحريق في السفن القريبة منها في الميناء، وتبعتها بعد ذلك انفجارات ضخمة في المواد المحملة بخزانات تخزين النفط ومشتقاته، كما تبعتها انفجارات متتالية في الميناء وما حوله من أبنية ومصانع. أما سبب الحريق على السفينة SS Grandcamp تحديدا، فاتضح أنه كان من عقب سيجارة مشتعل رماه أحدهم من العمال.

ووفقًا لما نقلته «العربية نت» كانت الخسائر بالأرواح في تلك الحادثة فادحة ومؤلمة، منها 941 قتيلًا، وأكثر من 5000 جريح ومشوّه، ممن تم تقلهم إلى 21 مستشفى ومركزًا طبيًا في المنطقة، مع تشريد 2000 شخص على الأقل أصبحوا بلا مأوى.. أما الخسائر بالماديات والممتلكات، فمنها هدم وتدمير 500 منزل، وتدمير المرفأ التكساسي بالكامل، أي ما قيمته الإجمالية 600 مليون دولار ذلك الوقت، منها 100 مليون في الممتلكات، وما يزيد عن 500 مليون خسائر النفط المحترق ومشتقاته، مع تمدمير مصانع عدة وكبيرة، منها واحد للمطاط، مبناه من 5 طوابق، إضافة إلى مصانع مواد كيميائية قريبة من الموقع، ثم تدمير أكثر من 1.100 مركبة و632 سيارة شحن.

وبالنسبة لانفجار مرفأ بيروت، فتشير معظم المعلومات للآن إلى أنه كان بسبب اشتعال 50 طنًّا من نترات الأمونيا كانت مخزنة فيه، وهي مركب عضوي على شكل بلورات عديمة اللون الواضح وتسيل بسهولة لدى تماسها بالهواء.

من جانبه أكد محافظ بيروت القاضي مروان عبود، أن قيمة أضرار الانفجار الذي هزّ العاصمة اللبنانية بيروت، تتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، وذلك جراء حريق اندلع في مستودع للمفرقعات قرب مرفأ بيروت، وأعلن البنك المركزي اللبناني أن البنوك ستعاود فتح أبوابها غدًا الخميس، وفقًا للعربية.

وقال وزير الاقتصاد اللبناني، راؤول نعمة، اليوم الأربعاء، إن صومعة الحبوب في مرفأ بيروت دُمرت في انفجار أمس الثلاثاء، الذي هزّ العاصمة، وأضاف نعمة، لرويترز، أن البلاد تملك مخزونًا كافيًا، بجانب سفن في الطريق، مما سيغطي احتياجاتها.

ويتم استخدام النترات في تصنيع القنابل والمتفجرات المستخدمة بدورها في المناجم؛ لأنه سهل وسريع الاشتعال لوجود الأكسجين الوفير بجزيئاته. أما سرعته الانفجارية فتزيد عن 2500 متر بالثانية، لذلك شمل انفجاره أمس كل المرفأ وبيروت وكل لبنان، واهتز له العالم ولو إعلاميًا على الأقل.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa