صديقي و«دائها»

صديقي و«دائها»

يقول صديقي عندما أذهب لحلاق وتكون الحلاقة لا تُرْضيني: مستوى الحلاق ضعيف.. فأبدأ بتوجيه ملاحظات بلطف للخروج بأقلّ الخسائر وأشكره؛ فلا داعي للمناكفة و إبراز الامتعاض؛ وذلك لثلاثة أسباب رئيسية وهي أولًا أنَّه لا طائل من ذلك فقد ذهب ما ذهب، والثاني أنَّ الشعر خلال أسبوع ينمو، والثالث، وهو الأهم أنّي لن أحلق عنده مرة أخرى.

هكذا بعض علاقاتنا مع الناس تحاول الانسحاب منها بلطف وهي على الأصناف السالفة فلا طائل من الجدال والتصويب، وكثيرًا ما يأتي بنتائج عكسية وأيضًا يمكن تجاوز ما قيل وما نوقش واستبدالها بأفكار جديدة مع الوقت وتقليص الأثر السلبي من هذه المجالسة، والثالث العلاقات المتعبة وأيضًا للأسباب السالفة من الأفضل تركها مع دعاء بالهداية والصلاح لمن أبتلي.

ولكن ما تفاجأ به هو ما انتهت إليه هذه القصة؛ حيث يروى أنَّ رجلًا يقال له سعد بن زيد بن مناة تزوَّج امرأة جميلة جدًا تدعى رهم بنت الخزرج، ولها ضرائر، وولدت له ولدًا أسماه مالكًا، وكانت ضرائرها يَغَرْن منها فيؤذينها بمناداتها بـ "يا عفلاء" ، والعفل هو شيء بجسد المرأة التي حملت ووضعت .

فكانت رهم تبكي و تتضايق من ذلك، ثم شكت إلى أمها الأمر فنصحتها أن ترد عليهم بالمثل حتى ذاك اليوم ردّت على إحداهن فقالت لها : "يا عفلاء" فضحكت ضرتها وقالت "رمتني بدائها وانسلّت" ، أي عيرتني بما فيها وألقته بي.. وهذا ما يحصل أحيانًا معنا حتى رُغم الابتعاد لا تجد السلامة من بعض البشر.

للتواصل مع الكاتب:

‏e-mail: fhshasn@gmail.com

‏Twitter: @farhan_939

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa