مقترح حول التطوير المهني لمعالي وزير التعليم

مقترح حول التطوير المهني لمعالي وزير التعليم

أصدرت وزارة التعليم في الفترة الماضية قرارات متلاحقة أثارت حراكًا مستمرًا طوال إجازة الصيف في صفوف منسوبي الوزارة ككل.. ولعلَّ تأخر صدور اللائحة التفسيرية مؤشر لاستقصاءات الوزارة وحرصها على تعديل أي خلل من خلال تبادل الآراء والمقترحات، وتلك مرحلة تمر بها هندرة أي منظمة تطبق القيادة التحويلية، وهذا ما شجعني للإدلاء بهذا المقترح لعلَّ الله أن ينفع به أصحاب الرأي...

حيث أقترح ضبط مسار التدريب بما لا يحيد بتركيز المعلم عن واجبه الأول تجاه تعليم الطلبة لاهثًا وراء شروط الترقية أو الترشيح للتشكيلات الإشرافية أو المدرسية أو الرخصة، لذلك أرى أهمية تقديم دعم تنظيمي مدرك للمعلمين لتحقيق الغاية من التدريب والثقة التنظيمية بما يدعم الانتماء والولاء لأهداف المؤسسة، والارتقاء بالمنظومة التعليمية لمستويات تليق بأهداف وطننا الغالي.

١-تحديد فترات موحدة عبر منصة التدريب الصيفي بنفس آليتها الحالية بما يضمن للمعلم ساعات نمو مهني متساوية مع نظرائه وتحقق له بما لا يزيد عن ٥٠% من الساعات المطلوبة منه كمستفيد، على أن تكون متاحة سنويًا في الإجازة الصيفية.

٢-فيما يخص خطط برامج التطوير المهني لكل منطقة تعليمية يتم تقديم حزمة من الدورات في نفس الوقت بحيث يلزم المعلم بعدم التواجد في أكثر من دورتين؛ تحقيقًا لتكافؤ الفرص التدريبية،وتحديد عددٍ معينٍ من الدورات بعدد ساعات لا تتجاوز عشرين ساعة لكل معلم في الفصل الدراسي الواحد، على أن تكون اختيارية ومتاحة كل فصل دراسي وخاصة بمنسوبي المنطقة التي تخدمها ادارة التعليم.

٣- اعتماد التدريب عن بُعْد كحلّ دائم حيث يتيح تدريب أعداد ضخمة في نفس الوقت عن طريق تدريب متزامن من خلال منصات التدريب في إدارات التعليم المختلفة أو غير متزامن من خلال منصات كإثرائي مثلًا.

٤- احتساب نقاط تميز لناقل أثر التدريب من خلال تدريب الزملاء، داخل المدرسة أو خارجها مع الأخذ بالاعتبار نوعية ومجال الدورة، فلو كانت الدورة منهجية تدريس جديدة فالأولى نقل أثرها من خلال درس تطبيقي. والتدريب الممنهج وفق ضوابط تبدأ من تحديد الاحتياج انتقالًا إلى تحديد موعد التدريب ثمّ نقله للآخرين ثم تقييم نتائج تدريب الموظف هذا هو جوهر التطوير الذي نسعى له، وتحتسب له كمنفذ بعدد الساعات التي قدَّمها.

٥- امتدادًا للنقطة السابقة أرى إتاحة الفرصة للجميع أن يكونوا منفذين للتدريب في مواقعهم الوظيفية ووضع حوافز مالية للمؤثرين في الميدان من خلال استطلاع رأي يطال الطالب والقائد وولي الأمر والمعلم والمشرف لتقييم القائم على ذلك الأثر. على أن يكون استطلاع الرأي إلكترونيًا مرتبطًا بفارس ومقابل عدد نقاط معينة -(تحددها الوزارة)- يستحق مكافأة مالية تضاف له تلقائيًا نهاية العام الدراسي. أسوة بالمكافآت المصروفة للمدربين التابعين لمركز التطوير المهني. وبكل مكافأة تحتسب له ١٠ نقاط تضاف لرصيده كمنفذ للتدريب.

٦- تقدير الاحتياجات التدريبية ومراجعتها بشكل دوري من قبل الوزارة مع تصميم وتجهيز المحتوى التدريبي من خلال خبراء ترشحهم الوزارة وفق معايير تحددها.. فأصحاب الشهادات العليا مستهدفون بمحتوى يختلف عن المحتوى المصمم لمعلمي التربية الخاصة مختلف عن المحتوى الذي يستهدف المعلمين الجدد، فيما عدا ذلك تكون دورات موجهة للجميع. وهذا جوهر التحسين المستمر لكل عناصر التعليم، والثمرة مرهونة بتربتها وماء سقياها.

٧- كسر نمطية التدريب بامتداد أثره للمجتمع وعدم احتكاره داخل أسوار المدرسة لغايات نبيلة تسهم في خدمته ومشاركته همومه للوصول لمخرج يليق بالتعليم كأعظم مؤسسة بالمجتمع ..مثل استهداف توعية وتدريب أمهات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة أو صعوبات التعلم أو التوحد. وهذا سيفعل دورًا واعيًا للأسرة ومتكاملًا مع دور المعلم فيخفف عبئًا كبيرًا واقعًا عليه. وينعكس على ارتياح كل أقطاب المنظومة التعليمية، وتحسب له كمنفذ للتدريب.

٨- قد لا يمتلك الجميع القدرة على التدريب وهذا لا يتعارض مع امتلاك المعرفة، فالمعلم رغم خلفيته المعرفية والثقافية لكنّه قد لا يمتلك مهارة التدريب وهذا وارد جدًا، لذلك مثل هؤلاء المعلمين إذا لم يكونوا قادرين على التدريب المباشر فدون شك هم قادرون على تدريب مدربين من الطلبة قادرين على نقل معرفة معلمهم لزملائهم، وبقدر تدريب طلبة المعلم لأقرانهم تحتسب نقاط منفذ للمعلم وبهذا يتم تحقيق أكثر من هدف (تدريب أقران- تنمية شخصيات قيادية في الفصول- تعميق المفهوم فالطالب المدرب حقق استيعابًا للمفهوم أعمق من كونه متلقي) وغير ذلك كما أضيف هنا أن دور المعلم في المنظومة التعليمية لا تقيده إطارات معينة فالمعلم بأدواته داخل الفصل قد ينتج في الميدان ما لا تنتجه قاعة التدريب. وكسيناريو مقترح لهذه النقطة، تدريب طلبة الصف الثاني ثانوي لطلبة الصف الأول ثانوي على القدرات، وهذا التدريب في أصله تدريب ثنائي قطب فطرفي العملية يتدربون في الواقع للوصول لمستوى أعلى مما هم عليه.

وفي البداية أختم ..الحراك سمة الحياة.. ولأننا نؤثر ونتأثر كان واجبًا علينا الدعم بالكلمة والمشورة فالبنيان شُيِّد من حجارة تلاحمت حتى ناطحت السحاب.. هذا والله من وراء القصد.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa