«واشنطن إكزامينر»: هل يتجه لبنان نحو حرب أهلية جديدة؟

مع خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع..
«واشنطن إكزامينر»: هل يتجه لبنان نحو حرب أهلية جديدة؟

حذّرت صحيفة «واشنطن إكزامينر» الأمريكية من تنامي خطر اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان، مع خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، في أعقاب انفجار دَامٍ بمرفأ بيروت أودى بحياة 150 شخصًا، واندلاع اشتباكات مع قوات الأمن، واحتمالات زيادة التوترات خلال الأيام القليلة المقبلة.

ورغم دعوة السياسيين إلى الوحدة الوطنية، وتوجه المجتمع الدولي إلى توفير المساعدات الإنسانية وتنظيم مؤتمر مانحين دولي بتحرك فرنسي، إلا أن خطر اندلاع حرب أهلية جديدة لا يزال يلوح في الأفق، حسب مقال الصحيفة «ترجمته عاجل».

ووسط التحديات الكبيرة التي تواجهها لبنان، إلا أن الصحيفة رأت أن التحدي الأول ربما يكون الخسارة الكاملة للثقة في المؤسسة السياسية والنخب الحاكمة، مع احتقارها بسبب الفساد المتجذر واستغلال الوزارات الحكومية كأنظمة لجنى المنافع وتحقيق المصالح الشخصية، وسيطرة النزعة الطائفية على النخب السياسية. 

وتعد المعاناة الاقتصادية التي يتكبدها غالبية الشعب اللبناني من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء التظاهرات الأخيرة؛ حيث يرزح الاقتصاد اللبناني تحت وطأة طبيعته المتمركزة حول الدولة والشركات الاحتكارية. 

وعوضًا عن العمل لحل الأزمة الاقتصادية، قالت الصحيفة إن الحكومة عمدت إلى التستر على هذه الصعوبات في السنوات الأخيرة بـ«مناورات مصطنعة للعملة وتقديم خدمات مالية لسوريا»، لكن العقوبات الأمريكية الأخيرة بحق النظام السوري فضحت هذه المناورات وكشفتها للعيان. 

وفيما أن الحل بات واضحًا للجميع، بحسب الصحيفة، وهو إصلاح سياسي شامل يسمح بحكومة ديمقراطية حقيقية، وينهي نظام الغنائم الطائفي ويتفق على ميثاق وطني جديد، إلا أن جدية الرئيس اللبناني ورئيس حكومته بشأن الإصلاح أمر مشكوك به.

واتهمت الصحيفة الرموز السياسية البارزة في لبنان بالاستفادة من النظام القائم وغياب الرغبة في تطبيق أي إصلاحات جدية، وقالت: «يُنظر إلى حسان دياب على نطاق واسع بأنه دمية بيد حزب الله، وفي الوقت نفسه، ميشال عون سياسي مسن ليس لديه شهية لتطبيق إصلاح جرئ. كما أن رئيس البرلمان، نبيل بري، وحسن نصرالله، سيعارضان أي إصلاح جدّيّ، فقبل كل شيء هم أول المستفيدين من النظام القائم». 

وترى الصحيفة الأمريكية أن الحل هو أن «تقبل الحركة الوطنية الحرة في لبنان بعض الإصلاحات الجدية، ربما تحت مظلة قائدها الشاب جبران باسيل، والانضمام إلى كتلة الأحزاب المعارضة». 

كما دعت الصحيفة المجتمع الدولي إلى تبنّي مواقف واضحة، وربط المساعدات المالية بتطبيق إصلاحات شاملة جدية، وقالت إن لبنان بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة يجب توفيرها الآن، لكن يجب ربط أي خطة إنقاذ اقتصادية في المستقبل بالإصلاح. 

وقالت: «هذا هو السبيل الوحيد لكي يخرج لبنان من أزمته السياسية والاقتصادية والإنسانية. ومع غياب ذلك، سيواصل المتظاهرون في الخروج إلى الشوارع، مع احتمالات كبيرة بتحول هذه التظاهرات إلى أعمال عنف، سيعقبها عند نقطة ما حرب أهلية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa