على مر التاريخ، أثبت بعض اللاعبين أنهم من معدن مختلف عن الباقين، بعدما نجحوا في صناعة الفارق مع أنديتهم وتحقيق إنجازات ملموسة لا يزال التاريخ يحتفظ بفصولها بين صفحاته.
وقد أدى إبرام بعض الأندية صفقات صيفية مميزة، إلى فوزها بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم؛ حيث حظيت الانتقالات الصيفية بأهمية كبيرة، بعد تعزيز الفرق صفوفَها قبل خوض المواجهات الحاسمة في الأدوار الإقصائية.
ويعد اللاعب السيراليوني محمد كالون، الذي انتقل من موناكو الفرنسي إلى صفوف الاتحاد على سبيل الإعارة عام 2005، من أبرز هؤلاء اللاعبين، برغم أنه انضم إلى نادي الاتحاد في منتصف الموسم، لكنه نجح في إنهاء البطولة متصدرًا الهدافين.
وصل كالون إلى جدة في صيف عام 2005؛ حين كان الاتحاد يسعى إلى الدفاع عن لقب البطولة التي توج بها في العام السابق. وقد أثبت اللاعب مباشرةً قدراته العالية في الجانب الهجومي.
وسجل كالون في دور الثمانية عندما تفوق الاتحاد على شاندونج لونينج الصيني بنتيجة 8-3 في مجموع المباراتين، ثم أضاف ثلاثة أهداف في قبل النهائي أمام بوسان آيبارك الكوري الجنوبي؛ حيث فاز الاتحاد 7-0 في مجموع المباراتين.
وفي النهائي، واجه الاتحاد اختبارًا صعبًا أمام العين الإماراتي؛ حيث انتهت مباراة الذهاب بالتعادل 1-1 بفضل هدف كالون من ضربة جزاء في وقت متأخر، ثم في مباراة الإياب افتتح المهاجم السيراليوني التسجيل قبل أن ينهي الاتحاد المباراة بالفوز 4-2.
كما تعد صفقة انضمام ماركو أرناوفيتش إلى نادي شنجهاي الصيني، واحدة من أهم الصفقات الصيفية التي جرت حتى الآن قبيل دور الثمانية لدوري أبطال آسيا.
ومن أبرز الصفقات الناجحة، انتقال المهاجم البرازيلي سيرجينيو من سانتوس البرازيلي إلى كاشيما إنتلرز الياباني؛ حيث كان في أغسطس الماضي أحدث النجاحات في الانتقالات الصيفية، ليسهم في تدعيم القوة الهجومية للفريق.
ونجح المهاجم في التسجيل خلال مباراتي ذهاب وإياب دور الثمانية أمام تيانجين كوانجين الصيني، ثم سجل هدفين في مباراتي الدور قبل النهائي أمام سوون سامسونج بلو وينجز الكوري الجنوبي.
وكان أهم أهداف سيرجينيو في النهائي؛ وذلك خلال مباراة الذهاب عبر تسديدة متقنة في شباك حارس «بيرسيبوليس» علي رضا بيرانفاند، ليفوز كاشيما 2-0؛ حيث إن النتيجة كانت كافية من أجل تتويج كاشيما باللقب القاري بعد نهاية مباراة الإياب بالتعادل السلبي، ليحقق سيرجينيو حصيلة بلغت خمسة أهداف في ست مباريات.
ومن أهم الصفقات أيضًا، انضمام باولينيو الذي قدم من توتنهام الإنجليزي إلى جوانجزو أيفرجراند الصيني في يونيو 2015، وهي خطوة أسهمت في الارتقاء بمسيرته لاعبًا وحوَّلته إلى أسطورة في النادي.
وبعد شهرين على انتقاله إلى الصين، افتتح لاعب الوسط البرازيلي سجل أهدافه في دوري أبطال آسيا، عبر تسديدة من ضربة حرة مباشرة من مسافة 40 ياردة، خلال مباراة ذهاب دور الثمانية التي فاز فيها جوانجزو على كاشيوا ريسول 3-1.
وتفوق جوانجزو بواقع 4-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، ثم تغلب في قبل النهائي على جامبا أوساكا الياباني، ونجح بعد ذلك في حسم اللقب القاري الثاني في غضون ثلاث سنوات بعدما تغلب على الأهلي الإماراتي في الدور النهائي.
وأضاف باولينيو بذلك اللقب الآسيوي إلى لقب كوبا ليبرتادوريس الذي فاز به مع نادي كورينثيانز عام 2012.
وواصل باولينيو تألقه في الدوري الصيني، فتم استدعاؤه إلى صفوف المنتخب البرازيلي؛ ما فتح له المجال من أجل الانتقال إلى برشلونة الإسباني عام 2017؛ حين واصل تألقه بإحراز ثنائية الدوري والكأس، ثم شارك مع البرازيل في كأس العالم 2018.
ويعد اللاعب بريندان هاميل -الذي انتقل من سيونجنام الكوري الجنوبي إلى ويسترن سيدني وندررز الأسترالي 2014- الأبرز في نجاح فريقه في التأهل للأدوار الإقصائية؛ وذلك قبل خوض الفريق منافسات دور الثمانية؛ حيث قام الفريق الأسترالي بعدة تعاقدات من أجل تدعيم صفوفه، وكان أبرزها ضم الظهير الأيمن بريندان هاميل.
وعانى هاميل خلال فترة لعبه في كوريا الجنوبية مع سيونجنام وجانجوون، لكنه قام مباشرةً بدور رئيسي في صفوف ويسترن سيدني، ليصبح الأسترالي الوحيد الذي رفع كأس البطولة.
ولعب هاميل في أربع مباريات خلال دور الثمانية وقبل النهائي؛ حيث تغلب ويسترن سيدني على حامل اللقب جوانجزو إيفرجراند، ثم سيول الكوري الجنوبي، وحافظ الفريق على نظافة شباكه في ثلاث من هذه المباريات.
وواجه ويسترن سيدني في النهائي مع الهلال السعودي؛ حيث حقق الفوز ذهاباً على أرضه 1-0، قبل أن تنتهي مباراة الإياب في الرياض بالتعادل 0-0، وكان النجاح الدفاعي هو مفتاح هذا الإنجاز للفريق.
