رسوم «الجرافيتي».. وثقت تطورات الثورة السودانية بشوارع الخرطوم

منتجوها أكدوا أن الفن مكانه الشارع
رسوم «الجرافيتي».. وثقت تطورات الثورة السودانية بشوارع الخرطوم

قام فنانو الجرافيتي في الخرطوم، بدور مهم في إذكاء حركة الاحتجاج التي استمرت فترة طويلة، وأسفرت في النهاية عن التوصل إلى اتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة المدنية في السودان في أغسطس الماضي لإنهاء الأزمة، وكان لأعمالهم الفنية تأثير مستمر في دعم الاحتجاجات الشعبية، بما فيها الاعتصام الذي استمر في العاصمة طوال أسابيع.

ويقول الفنان جلال يوسف إن الثورة هي مجموعة من الصور، وبدون الصور ليست هناك ثورة، وتابع: «إنني أفضِّل أن أرسم على أن احتجَّ، فهذا ما أستطيع أن أقدمه».

ورسم يوسف الذي يبلغ من العمر 33 عامًا عدة لوحات جدارية في منطقة الاعتصام. وتظهر معظم هذه الأعمال شخصيات نحيلة منهكة، ترتدي في الغالب الملابس السودانية التقليدية، مع خطوط حمراء تغطي أفواهها كرمز للرقابة والقمع.

ورسم يوسف واحدة من أكبر لوحاته الجدارية تحت جسر، وهي تشبه لوحة «الصرخة» التي أبدعها الفنان النرويجي الشهير إدفارد مونك عام 1893. وتُصوِّر «الصرخة» شخصية معذبة تصرخ على جسر وتحت سماء حمراء دموية، ويصفها النقاد بأنها أيقونة الفن الحديث. أما لوحة يوسف فتصوِّر وجوهًا مطولة الشكل بأفواه فاغرة وبأيادٍ تغطي آذانها، وهو يعتقد أن الفنانين هم مرآة للمجتمع، ويرى أن «الفن هو صوت الشعب».

أما الفنانة التشكيلية السودانية آلاء ساتر فأبدعت أول لوحة جدارية لها قبل يوم واحد من الإطاحة بالبشير. وكانت هذه اللوحة أول عمل فني لها يعرض أمام الجماهير في ساحة عامة. واختارت آلاء مساحة من جدار بالقرب من الميدان المركزي الذي يجلس بداخله المعتصمون.

وفي هذه اللوحة الجدارية، استخدمت آلاء الأسلوب الكرتوني في رسم امرأة في ثياب بيضاء وهي تلوح بذراعها المرفوعة باتجاه الفضاء. وهذا العمل الفني اقتبسته من صورة المحتجة السودانية الشهيرة آلاء صلاح وهي تقف فوق سقف سيارة مرددة هتافات ثورية، وهي الصورة التي انتشرت بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم. وكتبت آلاء ساتر كلمات بجوار اللوحة الجدارية التي رسمتها تقول: «أيتها النساء، واصلن العزم والتصميم.. هذه هي ثورتكن».

وتتذكر آلاء ساتر هذه الفترة قائلةً: «لدينا -نحن الفنانين- الكثير لنقوله»، وكانت أعمالها الفنية التي تنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعالج قبل اندلاع الاحتجاجات القضايا السياسية والاجتماعية في بلدها، وهي ترى أن «الفن الثوري يجب أن يكون مكانه الشارع»، وتقول: «أعمالي الفنية لا تنتمي إلي أو إلى من يتابعونني على موقع إنستجرام، بل تنتمي إلى الناس».

يذكر أن التظاهرات بدأت في ديسمبر من العام الماضي احتجاجًا على حكم عمر البشير الذي حكم البلاد طوال 30 عامًا بقبضة حديدية، وعزل الجيش السوداني البشير في أبريل الماضي تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية، غير أن السودانيين واصلوا التظاهر في الشوارع مطالبين بتنصيب حكومة مدنية.

وتوصَّل المجلس العسكري الانتقالي في السودان والمعارضة المدنية أخيرًا إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية تحكم البلاد إلى حين إجراء الانتخابات بعد ثلاثة أعوام.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa