تفاصيل خطة الصين لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي الدولي بهدف الترويج لسياساتها

كشفها مسح لـ«الاتحاد الدولي للصحفيين»
تفاصيل خطة الصين لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي الدولي بهدف الترويج لسياساتها

تسعى الحكومة الصينية إلى استغلال الصحفيين من البلدان غير الناطقة باللغة الإنجليزية للترويج لسياساتها الخارجية، في دفعة مكثفة جديدة لبسط نفوذها، ضمن حملة مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن.

وبحسب صحيفة «ذا جارديان» البريطانية، فإن «الاتحاد الدولي للصحفيين» أجرى مسحًا في 58 دولة، تبين من خلاله أن الصين تدير حملة مكثفة ومعقدة للسيطرة على البنية التحتية للإعلام، وتقديم محتوى محبب عن بكين، في إطار استراتيجية طويلة المدى لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي والإخباري الدولي.

وأشار التقرير الصادر بعنوان «قصة الصين.. إعادة تشكيل الإعلام الدولي»، إلى أن «حكومة بكين تسعى إلى فرض نفوذها وسيطرتها على البنية التحتية للرسائل، وخاصةً القنوات الإخبارية، عبر الاستحواذ على الإعلام الأجنبي والمشاريع الضخمة في هذا المجال».

وأجرى «الاتحاد الدولي للصحفيين» المسح بين شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي، مطالبًا التنظيمات الصحفية في 58 دولة بتوضيح ما إذا كانت تلقت أي عروض أو مبادرات من الصين، أو إذا كانت حكومة بكين نظمت رحلات أو عقدت اتفاقات لمشاركة المحتوى، أو إذا كانت توجيهات صدرت بتوقيع اتفاقات ثنائية مع أجهزة صينية.

وأوضح صحفيون من 29 دولة أنهم أجروا زيارات إلى الصين، فيما أعرب ثلثا الصحفيين المشاركين في المسح عن اعتقادهم بأن للصين حضورًا قويًّا وملحوظًا في إعلامهم المحلي.

وأظهرت نتائج المسح أن الصين تعتمد بوتيرة متزايدة على الصحفيين غير الصينيين، خصوصًا المنحدرين من دولة نامية، ومن الدول المشاركة في مبادرة «الحزام والطريق»، من أجل إبراز مزايا سياساتها.

واستشهد المسح بمحاولة الصين الأخيرة للرد على ما ذكرته الصحافة الأجنبية بشأن  انتهاك حقوق الإنسان في المعسكرات السياسية في ولاية شينجيانج، التي تحتجز فيها حكومة بكين ما يقرب من مليون مسلم من أقلية الإيجور.

وعلقت مشرفة المسح لويزا ليم لـ«ذا جارديان» على نتائج المسح بالقول: «إن جهود الصين غالبًا ما تكون شاملة ومحددة بدقة لتستهدف كل دولة بعينها، خصوصًا الدول النامية والصغيرة»، مشيرة إلى أن «دولاً كثيرة تعتمد النهج الصيني، لكن الاختلاف الوحيد هو أن هدف حكومة بكين محدد بدقة؛ حيث إن إرسال الصحفيين إلى معسكرات الإيجور يستهدف إظهار الدعم الدولي للسياسات الصينية».

وكشفت لويزا ليم أن الصين تطلب من الصحفيين أحيانًا توقيع اتفاقات قبل مغادرتهم، مع توجيههم بعدم كتابة أي قصة إخبارية ناقدة، بجانب فرض رقابة لصيقة على الصحفيين المستهدفين بمرافقتهم بمسؤولين ومترجمين بصفة دورية».

وطلبت صحيفة «ذا جارديان» من السفارة الصينية التعليق على التقرير لكنها لم تتلق أي إجابة.

يُشار إلى أن قضية السيطرة على الإعلام خلّفت نزاعًا دبلوماسيًّا بين الصين والولايات المتحدة على وجه الخصوص؛ حيث أعلنت الخارجية الأمريكية، هذا الأسبوع، أن منظمات الإعلام المدارة من قبل الدولة في الصين سيتم تصنيفها كبعثات دبلوماسية.

وردًّا على ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان: «إن القرار الأمريكي دليل على القمع السياسي الفاضح لأمريكا ضد الإعلام الصيني»، كما رفضت بكين تجديد تأشيرات دخول الصحفيين الأمريكيين العاملين لديها.

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa