جو بايدن.. كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي مع الصين وإيران وكوبا

مراقبون: تشكل ثلاثة منحدرات خطرة أمام إدارته..
جو بايدن.. كيف سيتعامل الرئيس الأمريكي مع الصين وإيران وكوبا

على الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ ولايته بالتراجع عن سياسات سلفه دونالد ترامب، من واقع جملة الأوامر الرئاسية التي اتخذها في الداخل الأمريكي، لكنه لم يعلن بعد عن قرارات ملموسة حول ملفات وقضايا السياسة الخارجية.

وأعرب العديد من أعضاء فريق جو بايدن عن أن التغييرات في أجندته الخارجية ستكون معتدلة ولن تنحرف عن الخط الذي تبناه ترامب وأثارت هذه الإعلانات الأولية انزعاجًا داخل الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه الرئيس، كونه توقع موقفًا أقوى وأكثر تمايزًا من سابقه.

كان الهدف الأساسي للولايات المتحدة، منذ نهاية الحرب الباردة الحفاظ على تفوقها، وهو تحد أصبح أكثر أهمية مع صعود الصين الذي لا يمكن وقفه وتأثيرها العالمي، ولمواجهة هذا الجانب تحديدًا، اعتمد الرئيس السابق، دونالد ترامب، خطًّا واضحًا وقويًّا، وهو نفس الخط الذي ستتبعه الحكومة الديمقراطية بحسب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي أكد في مجلس الشيوخ أن ترامب كان محقا في اتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه الصين، فماذا عن رؤية جو بايدن المرتقبة؟.

كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الصين؟

في ظل خطبته التقليدية، أعطى النظام الشيوعي العصا أكثر من الجزرة للإدارة الأمريكية الجديدة، كانت الصين من أوائل الحكومات التي هنأت انتخاب بايدن، وأعرب عن أمله في «تطبيع» العلاقات الثنائية والتعاون للتغلب على التحديات العالمية المشتركة.

وفي الوقت نفسه، أدخلت عشرات من مقاتليها وأسلحتها إلى مضيق تايوان، فيما وصفتها بـ «التحذير الرسمي» للولايات المتحدة والمستقلين في تلك الجزيرة، التي تعتبرها ضمن سيادتها.

وأدى ذلك إلى رد الفعل الأول لحكومة بايدن، التي بعد التأكيد على أن دعم تايوان قويّ كصخرة، وحث بكين على «وضع حد لضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية» على ذلك البلد.

ووعدت سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، بمحاربة النفوذ الصيني العالمي، ونددت بأن العملاق الآسيوي «يعمل في جميع أنحاء منظومة الأمم المتحدة للترويج لأجندة استبدادية تعارض القيم الأساسية للصين».

فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان، أن العلاقات العسكرية الصينية الأمريكية الآن في نقطة جديدة تاريخية، وحان وقت عدم المواجهة والاحترام المتبادل.

جو بايدن وإيران.. من ينتصر؟

هذه من القضايا الحساسة الأخرى المطروحة على جدول الأعمال الخارجي، ورغم أنه أصر في المحادثة الهاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على اتخاذ الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاقية النووية الدولية مع إيران، إلا أنه نفى ذلك معتبرًا أن طهران يجب أن تدعي إلى الوفاء بالشروط المسبقة والعودة إلى الاتفاق النووي.

ومع ذلك، عيّن بايدن روبرت مالي «أحد مهندسي الاتفاق الموقع عام 2015»، كمبعوث خاص لإيران، على الرغم من الانتقادات التي تتهمه بأنه متساهل للغاية مع طهران، يأتي مالي إلى منصبه بسجل حافل من المفاوضات الناجحة بشأن الحد من برنامج إيران النووي، وهو ما تم التوصل إليه خلال إدارة أوباما.

كوبا الحائرة بين دونالد ترامب وجو بايدن

أعلن البيت الأبيض أنه سوف «يراجع» السياسات التي اتبعتها الحكومة السابقة برئاسة دونالد ترامب فيما يتعلق بكوبا، على الرغم من أن إدارة جو بايدن لم تؤكد حتى الآن أنها ستعود إلى الخطوط التي تم وضعها خلال المرحلة أوباما.

مع وجود أوباما في البيت الأبيض، استأنفت واشنطن وهافانا علاقاتهما الدبلوماسية وبدأت تقاربًا غير مسبوق منذ فرض الحصار الأمريكي قبل أكثر من نصف قرن، ومع ذلك، اختار ترامب مرة أخرى استخدام اليد الثقيلة وشدد القيود على الأمور السياسية أو الاقتصادية أو المتعلقة بالسفر.

وأكدت المتحدثة باسم الرئاسة الحالية، جين بساكي، أن سياسة بايدن ستسترشد بـ«دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان» واعتبار الأمريكيين وخاصة ذوي الأصول الكوبية، أفضل سفراء للحرية، وقالت بساكي: سنراجع سياسات إدارة ترامب، كما نفعل أيضا في مجالات أخرى من الأمن القومي، للتأكد من أن نهجنا يتبع تلك المبادئ.

كان رئيس كوبا، ميجيل دياز كانيل، على استعداد لمناقشة أي قضية مع بايدن في ديسمبر، على الرغم من أنه أوضح بالفعل أنه سيفعل ذلك دون التخلي عن ذرة واحدة في الثورة التي بدأها فيدل كاسترو، بعد فشل سياسة الحصار في العقود الماضية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa