«صفقة مع التنين».. أردوغان يضحي بمسلمي الإيجور مقابل 26 مليار دولار

أكد أنهم سعداء بسبب الرخاء في الصين
«صفقة مع التنين».. أردوغان يضحي بمسلمي الإيجور مقابل 26 مليار دولار

وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه وحكومته وحزبه في مأزق سياسي وأخلاقي كبير، بعدما تخلى علانية عن أقلية الإيجور المسلمة التي ظل لسنوات طويلة يتبنى مظلوميتها، باعتبارها مثالًا صارخًا لانتهاكات حقوق الإنسان.

وأمام حاجته لتأمين علاقات اقتصادية تساعده في الخروج من الأزمة التي تواجه الاقتصاد التركي، تراجع أردوغان، خلال زيارته، أمس الثلاثاء، لبكين عن دعم مليون مسلم يعيشون غرب الصين، فقال: «إنهم يعيشون في سعادة، مؤكدًا رفضه أي محاولة للإثارة الفتنة بين الشعوب».

وذكر التليفزيون الرسمي الصيني أن الرئيس التركي دعم السياسة التي تتبعها الحكومة الصينية في مقاطعة «سنجان» ذات الأغلبية المسلمة في غرب البلاد، مؤكدًا أن «الإيجور يعيشون حياة سعيدة في سنجان».

وأحدثت تصريحات أردوغان الداعمة لسياسات الحكومة الصينية ضد الإيجور، الذين ينتمون عرقيًّا لأبناء جنسه، صدمة داخل تركيا، خاصة أن الرئيس التركي كان الأعلى صوتًا في مهاجمة بكين؛ بسبب القضية نفسها، لكن محللين رأوا أن هذا الانقلاب يعود إلى رغبة الصين في الحفاظ على العلاقة الاقتصادية مع الصين، لمواجهة الأزمة التي تواجهها حاليًّا.

ونقل التليفزيون الصيني عن أردوغان قوله «إنها حقيقة.. سكان مقاطعة سنجان الصينية يعيشون في سعادة في ظل التنمية والرخاء في الصين. تركيا لا تسمح لأي شخص بالتحريض على التنافر في العلاقات الصينية التركية. تركيا تعارض بشدة التطرف، ومستعدة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة مع الصين، وتقوية التعاون الأمني».

وكانت الأمم المتحدة أعربت، في أغسطس الماضي، عن قلقها من التقارير التي تحدثت عن الاحتجاز الجماعي لأعداد كبيرة من الإيجور، ودعت إلى إطلاق سراح المحتجزين تحت ذريعة الإرهاب.

وأفادت تقارير أممية بأن ما يصل إلى مليون مسلم إيجوري في منطقة سنجان غربي الصين تم احتجازهم في معسكرات «إعادة التثقيف».

وتشير إحصائيات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في الصين، 23 مليونًا منهم من الإيجور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز الـ100 مليون، أي نحو 9.5% من مجموع السكان.

وتعليقًا على تصريحات أردوغان، قالت صحيفة «أحوال»: «ربما لم يكن مسلمو الصين يحسبون أن من أرسل إليهم عشرات الرسائل التي تحرضهم وتساندهم سوف ينقلب عليهم فجأة».

وأضافت :«الرسائل الإعلامية والخطابات الرنانة بخصوص مسلمي الصين كانت الشغل الشاغل للرئيس التركي وحكومته بوصف تلك العرقية أنها تعيش أتعس حياة يمكن تخيلها، لم تكن تلك الحملات الاعلامية بعيدة بل جرت سجالًا ضد الصين في مطلع هذا العام وما قبله مما هدد بنسف العلاقات التركية – الصينية من أساسها».

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد طالب السلطات الصينية بوقف الانتهاكات التي تطال حقوق الإيجور في الصين. وأوضح أوغلو في كلمة خلال مشاركته في الاجتماع الـ40 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن التقارير تشير إلى وجود انتهاكات كبيرة لحقوق أتراك الإيجور والأقليات المسلمة في إقليم تركستان الشرقية، تثير القلق.

وأضاف أوغلو أنه يجب على الحكومة الصينية التمييز بين الأبرياء والإرهابيين، والتعامل مع الأقليات في إقليم تركستان الشرقية، انطلاقًا من مبدأ الالتزام بحقوق الإنسان والحفاظ على الهوية المسلمة في الإقليم.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي اقصوي في بيان إن «سياسة الاستيعاب المنهجي للسلطات الصينية بحق الإيجور الأتراك هي عار على الإنسانية».

ودعا اقصوي المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة الى وضع حد للمأساة الانسانية التي تحصل في إقليم شينجيانج، مشيرًا إلى أنه تبلغ بموت شاعر من الإيجور خلال احتجازه يدعى عبدالرحيم هاييت.

وفي العام 2009، اتهم أردوغان، وكان وقتها رئيسًا للوزراء، بكين بارتكاب «نوع من الإبادة الجماعية» ضد الإيجور.

ونقلت صحيفة «أحوال» عن مدير مركز دراسات آسيا-المحيط الهادئ في أنقرة سلجوق كولاكوجلو، قوله إن «تركيا بدأت تعتبر الصين، التي توصف بالتنين نظرًا لقوتها الاقتصادية، مصدرًا لرؤوس الأموال بدلًا من الدول الغربية، وتسعى الى الحصول على مزيد من الاستثمارات الصينية في مجالات النقل والطاقة وصناعة التعدين».

وتابع كولاكوجلو، قائلًا: «اليوم، يواجه أردوغان معضلة تكمن في الاختيار بين الدفاع عن المصالح الاقتصادية للبلاد أو الاستجابة لقلق الناخبين الأتراك وذلك مع دخول الاقتصاد التركي في حالة ركود، تعرف الحكومة أن الثمن قد يكون مرتفعًا إذا تجاوزت انتقاداتها للصين التي بلغ حجم التبادل التجاري معها أكثر من 26 مليار دولار سنويًّا».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa