«الفلك الدولي» يفسر ظاهرة التوهج المثير للشمس بالسعودية ومصر

المركز أطلق عليها اسم «الغروب الدامي»
«الفلك الدولي» يفسر ظاهرة التوهج المثير للشمس بالسعودية ومصر

- فريق التحرير

شهدت المنطقة العربية مؤخرًا، خاصةً السعودية ومصر، توهجًا غريبًا للشمس عند شروقها وغروبها، وهو ما أثار الكثير من التكهنات حول السبب، لكن مركز الفلك الدولي بالإمارات، كشف سر التوهج، موضحًا أنه بسبب ثورة بركان جزر الكوريل بالقرب من اليابان.

وأوضح مركز الفلك الدولي -عبر موقعه الإلكتروني- أنه في يوم 4 أغسطس الجاري، عبَرت أجواء الشرق الأوسط كتلة غريبة في أعالي طبقات الغلاف الجوي، منحت الشروق والغروب توهجًا شديدًا، مضيفًا أن هذه الكتلة بدأت تأخذ عند الكثير مسمى «السحابة المتوهجة» أو «ظاهرة توهج الشروق والغروب»، وهو ما شوهد في شرق السعودية وشمالها وشمال شرقها وشمال غربها، وفي بعض الدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وأشار مركز الفلك إلى أن السحابة تسببت في مضاعفة أضواء الغروب والشروق بالرغم من غياب الشمس لمدة تقارب نصف ساعة، موضحًا أن سبب التوهج كتلة من غاز ثاني أكسيد الكبريت، وكميات عالية من الجسيمات الدقيقة العالقة قُطر معظمِها 10 ميكروجرام، كانت في المستويات العليا من الغلاف الجوي، وتحديدًا 15-18 كم، مؤكدًا أن هذا المستوى من الغلاف الجوي لا تصله عادةً حرائق الغابات أو الحرائق الأخرى.

وأوضح أن سبب ارتفاع ثاني أكسيد الكبريت إلى هذا المستوى العالي يعود إلى أمرين: حركة الغلاف الجوي، وحركة سببها مصدر هذه الانبعاثات، مضيفًا أنه بالرجوع إلى المشروع الأوروبي (SACS) المخصص لمراقبة الانبعاثات الكبريتية حول العالم، تبين أن مصدر هذه الانبعاثات الكبريتية، هو بقايا من الرماد البركاني للبركان المتفجر في جزر شمال غرب المحيط الهادئ، وهو بركان رايكوك في جزر الكوريل الخاضعة لسيطرة روسيا، بالقرب من اليابان.

وأضاف مركز الفلك الدولي أن انفجار بركان رايكوك وقع يوم 22 يونيو 2019 بحسب وكالة (ناسا)، ولم تصل انبعاثات هذا البركان إلى المستوى العالي عند ارتفاع 15-18 كم بسرعة، بل تطلب الأمر فترة طويلة جدًّا للوصول إلى هذا المستوى من الغلاف الجوي، وبدأت السحابة المتوهجة ترحل مع الرياح الشرقية التي نشطت بين 25 يوليو الماضي حتى 4 أغسطس الجاري.

وأشار إلى أن رحلة السحابة المتوهجة بدأت من جنوب شرق اليابان ثم إلى جنوبها وجنوب غربها، ثم إلى بحر الصين، وعبرت إلى داخل الصين، ثم قمم جبال الهيمالايا، وصولًا إلى باكستان ثم إيران، والخليج العربي، ثم السعودية، ومنها إلى  مصر وليبيا وتونس والجزائر.

وأضاف مركز الفلك الدولي أن التوهج حدث قبل فترة الشروق المعتادة، وبعد فترة الغروب المعتادة؛ بسبب الجسيمات الصلبة التي تحتوي عليها هذه السحب الكبريتية. وهذه الجسيمات لديها القدرة على عكس أشعة شمسية أكثر، فغيرت بوضوح معدلات سطوع الشفق، كما أن مستوى ارتفاع هذه الجسيمات عند 18 كم كان له الأثر الكبير في ذلك، وأيضًا خلو السماء من السحب المتوسطة والركامية أو السحب العالية الكثيفة.

وكان رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية بالقاهرة، الدكتور أشرف تادروس، أوضح أن ظاهرة «الغروب الدامي» التي شهدتها سماء القاهرة، ترتبط بطبقات الجو العليا للغلاف الجوي، وأنها ظاهرة جوية وليست فلكية، وتحدث نتيجة وجود سحب من نوع معين أو تراب وغبار عالق في الجو أو شيء من هذا القبيل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa