يستقبل مشروع «الحضانات والروضات الموسمية» أطفال ضيوف الرحمن، بإشراف من إمارة منطقة مكة المكرمة، وإدارة التعليم بمكة، بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة، وذلك للعام الثالث على التوالي.
ويعد مشروع الحضانات والروضات الموسمية «أمانة» بمثابة مؤسسات تربوية، تقوم على تقديم الرعاية والتعليم لأطفال حجاج بيت الله خلال أداء المناسك، بمعدل سبعة أيام على مدار 24 ساعة عمل، والتي سبقتها مراحل إعداد المشروع البالغة 25 مبادرة، نفذتها كوادر متخصصة ومؤهلة ومدربة تراعي خصائص نمو أطفال الحجيج في هذه المرحلة .
ورصدت «عاجل» عن كثب فكرة المشروع، والتقينا مديرة مشروع الحضانات والروضات الموسمية تهاني بنت زاهد قدسي، التي كشفت عن اهتمام مباشر بالمشروع من قبل أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، الذي وجه بفتح الروضات والحضانات لأطفال حجاج الخارج لأول مرة هذا العام، بعد أن كانت الخدمة مخصصة لحجاج الداخل في العامين الماضيين.
مؤسسات تربوية موسمية
وقالت تهاني قدسي: إن الحضانات والروضات مؤسسات تربوية مكملة لدور الأسرة، وتُعنى برعاية وتربية الأطفال والحفاظ على أمنهم وسلامتهم أثناء أداء أهالي الأطفال شعائر الحج والعمرة، من خلال برنامج تربوي وصحي، تم إعداده وفق منهجية علمية يتم من خلالها العمل على غرس القيم الإسلامية لدى الطفل، وتكوين اتجاهاته الإيجابية وتنمية مهاراته اللغوية والحياتية، وتدريبه على العديد من المهارات الحركية التي تنمي عضلاته الصغرى والكبرى، وتنمية ذوقه الجمالي والإبداعي، وحمايته صحيًا والمحافظة عليه من الأخطار ومواجهة المشكلات، ونقله برفق من الذاتية المركزية إلى الحياة الاجتماعية، من خلال الخبرات اليومية المخطط لها في البرنامج اليومي، بإشراف مشغلات ومعلمات وحاضنات مدربات قادرات على رعاية الأطفال في هذه المرحلة الحساسة .
ولفتت قدسي، إلى أن المبادرة أصبحت مشروعًا متكاملًا هذا العام بعد انفصالها عن إدارة الطفولة المبكرة بتعليم مكة، بهدف تكاملية العمل بمنظومة واحدة من عدة جهات حكومية على مدار العام لتحقق أداءً عاليًا من الجودة .
خدمات ورعاية واهتمام
وكشفت قدسي، أن الخدمات المقدمة للأطفال تبدأ من لحظة إيداعهم في الحضانات والروضات وتوجه والديهم للمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، وتشمل وجبات صحية وغذائية ووجبات «سناك»، حسب الفئة العمرية للأطفال، مع وجود مشرفة تغذية تعد الوجبات بناء على جداول تخطيط الوجبات المعدة من الإدارة ويتم تسليمها للمشغلات، كما يُقدم نظامًا تعليميًا للأطفال العاديين، وأطفال التربية الخاصة وآلية التعامل معهم، وبرامج موهوبين وتوعية بأهمية فريضة الحج وأركانًا تعليمية وترفيهية وأنشطة تعليمية بجدول يومي متنوع، بالإضافة للاحتفال مع الأطفال بعيد الأضحى، وتقديم الهدايا لهم يوم العيد، فضلًا عن الرعاية الطبية والصحية وتواجد ممرضة مقيمة لمدة 24 ساعة .
ونوهت قدسي، إلى أن الحضانات تعتني بالأطفال الرضع، حيت يتم إجراء فرز في لجنة الأطفال وسؤال الأم المرضعة عن الوجبات المناسبة لرضيعها، بالإضافة لإتاحة إمكانية حضورها من المشاعر المقدسة لإرضاع طفلها في أي وقت تشاء، فيما أشارت قدسي، إلى أن مشروع الحضانات والروضات الموسمية يستوعب حاليًا 800 طفل، ويتم التسجيل عبر رابط مسار الحجاج، وقد تم تسجيل 214 طفلاً عبر التسجيل الإلكتروني، وجرى تأكيد تسجيل 177 طفلًا منهم بعد دفع الرسوم .
وتشمل الفئات العمرية، الأطفال من سن شهر إلى ثماني سنوات إذا كانوا ذكورًا، والإناث من سن شهر إلى تسع سنوات، وتبلغ رسوم التسجيل 2500 ريال للطفل العادي، وثلاثة آلاف ريال لأطفال التربية الخاصة، تشمل جميع الخدمات للطفل الواحد .
• التنسيق وتجهيزات السلامة
وأكدت قدسي، أنه جرى عقد عدة اجتماعات واتفاقيات لتقاسم الأدوار والمسؤوليات بين الإدارة العامة للتعليم بمكة المكرمة، ووزارة الحج والعمرة، متمثلة في إدارة حجاج الداخل والمجلس التنسيقي لإضافة الخدمة في المسار الإلكتروني للتسجيل بالمسار الإلكتروني لوزارة الحج والعمرة عبر الرابط التالي « https://localhaj.haj.gov.sa» حيث يتم التسجيل عبر المسار الإلكتروني، وترسل المواقع والخارطة المدرسية للأهالي مسبقًا بمجرد التسجيل بالمسار، ويُحدد للحاج الموقع، ويوضح المسافة ما بين الروضة والجمرات .
وبيّنت قدسي، أن التجهيزات تضمنت أدوات الأمن والسلامة من خلال تشكيل فريق هندسي متكامل من إدارة الأمن والسلامة المدرسية، وتجهيزات إدارية وإعداد خطة استراتيجية شاملة من مديرة المبادرة وخطة تنفيذية لفرق ولجان العمل . فيما تتضمن التجهيزات داخل الحضانة، فصولًا وأركانًا تعليمية تناسب جميع مراحل الطفولة المبكرة، وألعابًا ترفيهيه للطفل، وتجهيزات وغرفًا للنوم، وساحات لعب ومطبخًا لإعداد الوجبات .
ويبلغ عدد الروضات والحضانات ثمانٍ، وهي (البرهان بالشوقية، والكوثر بالعزيزية، والإنجاز بالعزيزية، وبيتي مسكني بالعزيزية، وغراس الإبداع في الشرائع، وجيل الطفولة في العدل، والضي المضيئة بالعوالي، وأزهار القصر الزايدي) . ويصل عدد الكوادر العاملة في المشروع 180 موظفة ما بين لجان التعليم، ولجنة تنفيذية إشرافيه مكونة من 14 مشرفة، ولجان تدريب داخل الحضانة ومشغلات ومعلمات وحاضنات وعاملات وحراس أمن . ولفتت قدسي إلى تدريب 30 متطوعة من قبل مؤسسة «مسك الخيرية» لتدريبهن على التهيئة للمشاركة في موسم الحج لهذا العام .
خطط مستقبلية
وأكدت قدسي، أن إدارة المشروع رفعت لوزارة الحج لاستقبال أطفال حجاج الخارج، بعد توجيهات من أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، الذي استضاف فريق عمل المشروع، مشيرة إلى نية التوسع خلال الأعوام القادم في تقديم الخدمة لأي طفل من أطفال ضيوف الرحمن، كما يسعى فريق العمل إلى تقديم الخدمة لأطفال المعتمرين في شهر رمضان .
ولفتت قدسي إلى مواكبة رؤية 2030 والاستعانة بالخدمات التقنية الحديثة التي تسهل العمل، ومن ذلك البدء بالكاميرات والبطاقات الممغنطة لزيارة أولياء الأمور، ومتابعة الأهالي للأطفال عبر وسائل التواصل وهم بالمخيمات، حيث يمكن للوالدين التواصل مع أطفالهم، فضلًا عن توفير برامج وألعاب تعليمية الكترونية وخدمات أمنية للطفل، مؤكدة أن القائمات على مبادرة «أمانة عمل» يبذلن قصارى الجهد لتقديم أرقى الخدمات لأطفال ضيوف الرحمن .
شرف الزمان والمكان
ولم تخفِ قدسي دموع الفرح والسعادة لخدمة أطفال ضيوف الرحمن والتي تتزامن مع أيام فضيلة وفي البقعة المباركة مكة المكرمة، مؤكدة أن خدمة حجاج بيت الله الحرام شرف يتسابق عليه كل مواطن سعودي، مشيرة إلى أنها تصطحب بناتها منذ يوم السابع من ذي الحجة للعمل والمبيت في الحضانات لغرس مفهوم العطاء لديهن . واعتبرت قدسي أن السعوديين مفطورون على خدمة ضيوف الرحمن التي كرسها في نفوسهم ولاة الأمر حفظهم الله .
