الكوتشنق 1 - الكوتشنج أداة تغيير فعالة

الكوتشنق 1 - الكوتشنج أداة تغيير فعالة

«وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا» لهذا خلق الله المجتمع الإنساني يحتاج كل فرد فيه إلى شخص يسنده ويساعده ويتعاون معه في تحقيق أفضل النتائج في حياته العملية والعلمية، وإحداث تغيير إيجابي للوصول إلى اهدافه بشكل عامّ وبأفضل الطرق، من أجل ذلك قال أرسطو الإنسان كائن اجتماعي، وأضاف ابن خلدون ولديه من حاجات الحياة المعروفة والضرورية لبقائه، ما لا يستطيع أن يلبيها بمفرده.

ومن هنا جاءت أهمية الكوتشنج Coaching في تحقيق هذا الهدف بشكل علمي وعملي في مساعدة الآخرين لتحقيق أهدافهم بأفضل الطرق وأسرعها إنجازًا سواء في مجال الحياة عامة أو حتى في مجال العمل الوظيفي والتجاري.

لكن ما هو الكوتشنج، ومن الذي يحتاج إلى كوتش؟ وما أهمية الكوتشنج وعلاقته بالنجاح في ريادة الأعمال والقيادة وبناء الثروة والحرية المالية وتحقيق الأهداف والتوازن فيها من خلال عجلة الحياة؟

الكوتشنج حسب المنظمة العالمية للكوتشنج يُعرف بـ “أنه عمليه تشاركية بين المستفيد والكوتش لإثارة الأفكار والتفكير الإبداعي وصولاً إلى تعزيز الإمكانات الشخصية والمهنية لأقصى درجاتها"، حيث يمكن أن تتم عملية الكوتشنج من خلال جلسات يستخدم فيها الكوتش أساليب وتقنيات فعاله ليثير ويحفز الوعي لدى المستفيد ويساعده على بلوغ أهدافه.

عمليه الكوتشنج تعتمد بالأساس على الأسئلة الفعالة والإنصات العميق في جو خال من التوجيه أو إصدار الأحكام وهذا ما أعطى لممارسة الكوتشنج نتائج استثنائية ومميزه حول العالم حسب الإحصائيات والدراسات.

كما أن الكوتشنج بصفته التدريبية أو التمكين الشخصي يعد من أهم أدوات تحقيق الرؤية الوطنية الطموحة 2030 التي ستختصر سنوات من العمل والتجارب، لهذا نجد أن القائمين على الرؤية قاموا بتخصيص ميزانية لمجال التدريب والتطوير، وتوفير الخبراء والبيئة المناسبة والتعليم المتكامل.

الكوتشنج أصبح خلال الألفية الجديدة من العلوم الحديثة نسبيًا، التي أخذت حيزًا من التفكير والمناقشة في العصر الحديث خاصة في أوروبا وأمريكا، وبدأ انتشاره هناك منذ عشرين سنة تقريباً، ومنذ سنوات أقل بدأ انتشاره في عالمنا العربي والخليجي.

وتنقسم جلسات الكوتشنج إلى قسمين رئيسيين:

الأول "شخصي" والذي يركز على العلاقات الأسرية أو العاطفية، والصحية مثل تحقيق هدفًا دراسيًّا أو الوصول إلى وزن معين أو مهارة في لغة أخرى أو مهارة رياضية معينة أو صناعة القيادة.. الخ.

القسم الثاني "أعمال" ويتضمن مساعدة أصحاب العمل على تحقيق أهداف مشاريعهم وشركاتهم، كما يتضمن عمل جلسات لموظفي الوزارات والشركات وخاصة المدراء التتفيذيين لمساعدتهم في تحسين أدائهم داخل بيئة العمل وكذلك النجوم والمشاهير كالرياضيين ومشاهير التواصل الاجتماعي وكذلك أبناء رجال الأعمال والوارثين للثروة حيث يحتاجون من يساعدهم للحفاظ عليها وتنميتها والوصول بها إلى الحرية المالية دون تعرضها للخطر والإفلاس كما نشاهد الكثير من القصص اليوم.

الكوتشنج القيادي أيضاً يهتم بتقديم جلسات تدريبية خاصة للقيادات والوكلاء والمدراء لدعمهم في فهم نوع التحديات التي تواجههم، إضافة إلى توضيح الرؤية المستقبلية لمنظماتهم، وتوفير مساحة من التفكير والتأمل الحر لرفع الوعي بالدور القيادي، وإعطاء الفرصة للتعبير والمشاركة.

كما تتجلي أهمية الـكوتشنج في المساعدة على الوصول لتحقيق الأهداف من خلال تنفيذ إجراءات وتقنيات بمصاحبة ومحادثة «كوتش» محترف ومهني عند الحاجة لدعم إيجابي وتحفيز حقيقي من خلال جلسات مشتركة، كما يوجد الكثير من الأسباب التي يحتاج الإنسان فيها إلى جلسات «كوتشنج» منها الرغبة في تحسين مستوى الأداء الشخصي أو الأكاديمي أو المهني، رفع الوعي الذاتي وتحديد نقاط القوة والضعف أو الميول والاهتمامات، التعرف على التخصص أو الوظيفة المناسبة أو الشغف، رفع مستوى الانضباط والتحفيز والمسؤولية الذاتية، تنمية مهارات الأفراد أو الموظفين بشكل فردي، رفع الأداء والإنتاجية المهنية، مساعدة المتدرب على اكتشاف ذاته وتحديد المشاعر والقناعات الإيجابية والسلبية، وجود تحدٍ أو عقبة أمام الإنسان يرغب بتجاوزها، البحث عن توازن بين الأدوار الحياتية المختلفة.

باختصار جلسة الكوتشنج توفر لك مساحة ووقت من التفكير والنقاش عن أحلامك وأهدافك، وما تريد الوصول إليه وكيف تصل إليه بشكل أفضل وإبداعي.. كما يمثل الكوتشنج العلاقة الإنسانية والاحترافية معاً، لذلك يجب أن يحرص الكوتش على بناء علاقة فعالة مع المستفيد مبنية على الاحترام غير المشروط، التعاطف، الثقة المتبادلة، والمصداقية.

وأثبتت الدراسات والأبحاث فاعلية الكوتشنج في التغيير وتحسين الذات، فعلى سبيل المثال تبين من استبيان وُزع على 2165 مستفيداً من جلسات الكوتشنج في 62 دولة وضح تحقيق الفوائد والتحسينات التالية لدى المستفيد بالنسب المسجلة: الثقة وتقدير الذات 80%، مهارات الاتصال 72%، الأداء الوظيفي 70%، العلاقات 73%، السعادة الأسرية 66%، التوزان بين العمل والحياة الشخصية 63%، السعادة والرضى 55%.

وفي الأخير.. الكوتشنج أداة مهمة لتحقيق نتائج كبيرة يعتمد عليها عالميًّا في بعض الوزارات والشركات وأصحاب المشاريع الناجحة ورواد الأعمال والمشاهير والنجوم في السوشل ميديا والمحترفين الرياضيين وأبناء الأثرياء لأنه يقدم جلسات مستمرة تجعلك على المسار الصحيح في بناء حريتك المالية عن طريق وضع أهداف وخطط عمل واضحة لتحقيقها وتحديد الفرص والاستراتيجيات لخلق نمو مستمر لأعمالك وجوانب حياتك الأخرى.

د. عبدالله القفاري

@DrAlqefari

كوتشن في بناء الثروة والقيادة وريادة الأعمال والتخطيط الاستراتيجي.

Related Stories

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa