الإدارة الأمريكية تعاقب حكومة أفغانستان ماليًّا وتحرمها من 160 مليون دولار

«طالبان» تواصل حصد الأرواح.. والاتهامات تشير لـ«دور قطري»
الإدارة الأمريكية تعاقب حكومة أفغانستان ماليًّا وتحرمها من 160 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية حرمان حكومة أفغانستان من مبالغ مالية تقدر بنحو 160 مليون دولار، وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن واشنطن «ستسحب حوالي 100 مليون دولار مخصصة لمشروع للبنية التحتية للطاقة في أفغانستان، وستحجب 60 مليون دولار أخرى من المساعدات»، موضحًا أن هذه الخطوة مترتبة على «الفساد وانعدام الشفافية» من الحكومة.

وبينما ستكمل واشنطن مشروع البنية التحتية، لكنها ستفعل ذلك باستخدام «آلية خارج الميزانية»، فقد انتقد بومبيو أفغانستان «لتقاعسها عن إدارة الموارد الحكومية الأمريكية بشفافية، نظرًا للفساد وسوء الإدارة المالية، ومن ثم ستعيد الحكومة الأمريكية نحو 100 مليون دولار إلى وزارة الخزانة الأمريكية، بعدما كانت مخصصة لمشروع ضخم للبنية التحتية للطاقة»، بحسب رويترز.

وكان السفير الأمريكي في أفغانستان، جون باس، قد انتقد عبر «تويتر»، هيئة المشتريات الوطنية في أفغانستان، لعدم موافقتها على شراء الوقود لتوليد الكهرباء، بينما اتهم سكان كابول الهيئة بتجاهل احتياج الناس للكهرباء إذ تعيش مناطق واسعة من المدينة دون كهرباء لأكثر من سبع ساعات يوميًّا هذا الشهر.

ميدانيًّا، قُتل ما لا يقل عن 20 شخص وجرح 90 آخرون في تفجير سيارة مفخخة، أمس الخميس، استهدف مبنى الاستخبارات العامة ودمّر مستشفى على مقربة منه في مدينة قلعة بجنوب أفغانستان تبنته حركة طالبان، وقال حاكم ولاية زابل رحمة الله يرمال، إن «سيارة مفخخة استهدفت إدارة الأمن الوطنية الأفغانية».

وتضاعفت وتيرة الهجمات التي نفذتها طالبان في أرجاء أفغانستان بعدما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي وقف المباحثات معها بشأن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، بينما تعهدت طالبان بعرقلة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 28 سبتمبر، وتوعدت بمهاجمة التجمعات الانتخابية ومراكز التصويت والمدارس التي تستخدم كمراكز انتخابية.

وقال «news24»، الفرنسي، في وقت سابق، إن «أحد الأسباب الرئيسية وراء استقالة بولتون اعتراضه على حوار ترامب مع قادة طالبان حول مستقبل أفغانستان. وأوضح مصدران قريبان من الملف أن «إحدى المشكلات التي أثارت ترامب ضد بولتون، علاقته الخاصة بنائب الرئيس مايك بنس، الذي يشارك الموقف المعارض للحوار مع حركة طالبان. وسعى الرئيس إلى جلب قادة الحركة الأفغانية إلى كامب ديفيد بماريلاند من أجل التوصل إلى اتفاق سلام».

وأشارت المصادر إلى أن «بولتون حاول التحالف مع بنس لتوجيه رسالة إلى ترامب مفادها أنه حتى نائب الرئيس لم يوافق على توجهات الرئيس؛ الأمر الذي أزعج ترامب الذي بادر بإلغاء المحادثات المقررة في كامب ديفيد نهاية هذا الأسبوع»، بينما رصد موظفون في البيت الأبيض أنهم لاحظوا تغييرًا في نهج بولتون خلال الأشهر الأخيرة؛ حيث «أصبح أكثر هدوءًا، ولم يعد يدخل في مواجهات، وغالبًا خارج المدينة، على الرغم من أن أفضل المستشارين كانوا يتنقلون في الغالب مع رئيس أثناء السفر إلى الخارج».

إلى ذلك، أعلن ترامب، الأسبوع الماضي، إلغاء محادثات سلام كان مخططًا لها مع حركة طالبان الأفغانية، وقال على تويتر إن «مباحثات مع الرئيس الأفغاني أشرف غني كان من المقرر أن تعقد في منتجع كامب ديفيد، سيجري إلغاؤها، وإن محادثات السلام مع طالبان سيجري تعليقها»، وأضاف: «لسوء الحظ، ومن أجل بناء نفوذ زائف، اعترفوا بتنفيذ هجوم في كابول أسفر عن مقتل أحد جنودنا العظماء، و11 شخصًا آخرين. لقد ألغيت الاجتماع على الفور، وأوقفت مفاوضات السلام».

وتابع: «أي نوع من الناس هؤلاء الذين يقتلون الكثير من أجل تعزيز موقفهم التفاوضي؟! إنهم لم يحققوا مبتغاهم.. لقد زاد الأمر سوءًا! إذا لم يتمكنوا من الموافقة على وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام المهمة للغاية هذه -كما قتلوا 12 بريئًا- فمن المحتمل أنهم لا يملكون القوة للتفاوض على اتفاق ذي معنى على أي حال. كم عقدًا من الزمان يرغبون في القتال؟!».

وكانت حركة طالبان قد سيطرت على مقاطعة بكاملها في إقليم تخار شمال البلاد، وأوضح رئيس المجلس الإقليمي وفيّ الله رحماني أن «طالبان سيطرت على مركز مقاطعة يانجي قلعة في إقليم تخار، بعد يومين من القتال ضد القوات الحكومية الأفغانية»، وأكد عضو مجلس الإقليم أرباب روح الله رؤوفي، أن «المقاطعة سقطت»، لكن لم يتم الكشف بعد عن جملة الخسائر البشرية في كلا الجانبين، فيما قال «رؤوفي» إن «معظم المناطق كانت خاضعة لسيطرة طالبان بالفعل ما عدا مركز المقاطعة»، وهو منطقة صغيرة نصف قطرها كيلومتر واحد تقريبًا، كانت تسيطر عليها الحكومة الأفغانية.

وكان المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صدق صديقي، قد أشار إلى الدور الذي تلعبه قطر في قتل الشعب الأفغاني، وقال إن طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر، وفق ما أفادت «أفق نيوز» ووكالات أنباء أفغانية أخرى، وأشار صديقي، خلال مؤتمر صحفي عقده، الأحد الماضي، بالعاصمة الأفغانية، إلى أن الشعب الأفغاني لن يقبل بتاتًا سلامًا غامضًا وغير كامل ولن يؤدي إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام.

وأضاف: «كانت عملية التفاوض في قطر خاطئة، ونتائجها غير مكتملة منذ البداية؛ لهذا أبدينا قلقنا للأمريكيين منذ بداية التفاوض وفي الجولة الثانية من المحادثات، كما شاركتنا الولايات المتحدة قلقنا بشأن هذه العملية التي كانت غير مكتملة منذ بدأت»، وشدد صديقي على التزام الحكومة الأفغانية بالعمل مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في المنطقة لتأمين سلام دائم وكريم في المستقبل.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، قد أصدرت مذكرة استدعاء لإلزام زلماي خليل زاد بالمثول أمامها بعد شكوى من عدم اطلاعها على مجريات عملية التفاوض مع حركة طالبان التى انهارت حيث كان الجانبان يسعيان لإبرام اتفاق يقضي بسحب آلاف القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من الحركة المسلحة.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa