علاقة القلق والإجهاد بالهواتف الذكية

دراسات تجيب عن السؤال الهام..
علاقة القلق والإجهاد بالهواتف الذكية

من الصعب التقليل من تقدير قوة الهاتف الذكي بالنسبة لكل الأشخاص تقريبًا حول العالم، فهو يناسب الجميع، يجمع المعرفة الإنسانية في جيبك، مزوَّد بإمكانية وصول سهلة لجميع الأشخاص والموسيقى والصور... وربما لن تجد أحدًا يسأل عن فائدة الهاتف الذكي، لكن الكثيرين أصبحوا يتساءلون حول قدرة هذا الجهاز على جذب انتباهنا بشكل قد يتسبّب في أضرار قد تفوق هذه المنافع.

وحسب الخبراء فإنّ بعض تطبيقات الهاتف الذكي مصممة لزيادة رغبة الناس في البقاء على أجهزتهم، فالعديد من الألعاب الشعبية التي تعتمد على الهاتف وتطبيقات الوسائط الاجتماعية تستخدم فرقًا من المهندسين والمصممين الذين يتمثل هدفهم النهائي في ضمان مواكبة جهازك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ حيث يصل معظمنا إلى هواتفنا الذكية تلقائياً، دون وجود حاجة ملحة، ولكن ما الخطأ في ذلك؟

هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن قضاء وقت طويل مع الأجهزة المحمولة قد يقصر فترات اهتمامنا، مما يؤدّي إلى تفاقم القلق والإجهاد، وبشكل عام تشير جميع البيانات الحديثة إلى أنّ التكنولوجيا المحدودة هي الأفضل للصحة العقلية والسعادة، وقد أظهرت المزيد من الأبحاث أن تعدّد المهام الإعلامية وغيرها من السلوكيات التي يسهلها الهاتف الذكي قد تضعف الذاكرة، وكذلك التفاعل البشري، وقد توصلت الأبحاث إلى أنه عندما زاد الآباء من استخدام هواتفهم حول أطفالهم، شعروا بأنهم أقل اتصالًا بأطفالهم، ومن ثم فقد الإحساس بأهمية العلاقة وهي أحد أهم الفوائد الثابتة للوالدية.

كما أظهر بحث آخر أن مجرد وجود هاتف ذكي على طاولة العشاء، حتى إذا كان لا أحد يستخدمه، يجعل الناس يستمتعون أقل بتناول وجبتهم، والشيء نفسه ينطبق على التفاعلات الشخصية، وحسب الخبراء المشاركون في الدراستان فإنَّ الهواتف الذكية تقودنا إلى تفويت فرص الإحساس بالمعنى أو السعادة أو الاستمتاع بأنفسنا ولحظاتنا.

ويعتقد بعض الباحثين أنَّ العودة للهواتف غير الذكية هي الحل الأمثل؛ حيث يرون أن الكثير من الناس يرغبون في الشعور بأنهم غير خاضعين لسيطرة تقنياتهم، وقد يكون اختيار أحد الأجهزة الأبسط طريقة للحد من استخدام الجهاز الذكي أو التوسط فيه، كما أنّ هناك أدلة متزايدة على أن الهواتف الذكية، بما توفّره من وصول مستمر لوسائل التواصل الاجتماعي، قد تؤثر سلبًا على الصحة العقلية للشباب، وكذلك على نموهم الاجتماعي والإدراكي.

وحسب الخبراء يبدو أن الشباب أكثر حساسية للتكنولوجيا، الأمر الذي أدي ببعضهم إلي تطور سلوكيات تشبه التوحد، فمنذ الولادة وحتى سن المراهقة، وهي من المراحل الحرجة للطفل حيث تطوير مهارات التفكير والتعاطف، ينشغل بالتكنولوجيا أكثر من اللازم، وهو ما يخالف الصحة الجيدة لعقل نامٍ.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa