توتال تعتزم استخدام الذكاء الاصطناعي لخفض نفقات التنقيب عن النفط

تتعاون في ذلك مع الفابيت الشركة الأم لجوجل
توتال تعتزم استخدام الذكاء الاصطناعي لخفض نفقات التنقيب عن النفط

قال مسؤول في شركة النفط الفرنسية العملاقة «توتال»: إنَّ الشركة تعتزم بدء تشغيل منشأة رقمية خلال الأسابيع المقبلة لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي في إطار محاولات توفير مئات الملايين من الدولارات من نفقات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما.

ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن أرنود بريلاك رئيس قطاع الاستكشاف والإنتاج في الشركة الفرنسية قوله أمس الجمعة: إنَّ استخدام الذكاء الصناعي في مراقبة البيانات الجيولوجية سيساعد في تحديد إمكانيات مناطق الاستكشاف الجديدة ويقلل الزمن اللازم للحصول على تراخيص العمل فيها.

وأضاف أنَّ هذه التكنولوجيا ستساهم أيضًا في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المعدات ويقلل تكاليف صيانتها.

من ناحيته، قال باتريك بويان الرئيس التنفيذي للشركة الفرنسية: إنَّ المنشأة الرقمية ستضم ما بين 200 و300 مهندس وسننطلق من نجاح المشروعات التجريبية للشركة في بحر الشمال. مضيفًا أنَّ هذه الخطوة ستكون أيضًا وسيلة لجذب المواهب الشابة في صناعة النفط.

يذكر أنَّ توتال والفابيت الشركة الأم لشركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأمريكية العملاقة جوجل وقعتا في العام الماضي اتفاقًا للتعاون المشترك في مجال تطوير حلول الذكاء الصناعي المستخدمة في تحليل البيانات الخاصة بطبقات الأرض السفلى.

ورغم تحسن أسعار النفط العالمية بعد تراجعها الحاد في النصف الثاني من 2014، فإنَّ شركات النفط الكبرى مازالت حريصة على الحد من الإنفاق، خوفًا من حدوث فائض في الإنتاج النفطي يدفع الأسعار إلى التراجع مجددًا.

وحتى الآن، كشفت البحوث الأساسية لتقنيات الذكاء الصناعي عن ثلاثة تطبيقات رئيسية يمكن لصناعة النفط توظيفها في أنشطتها المختلفة، وتتمثل في: استخدام الروبوتات الذكية Robots، وتحليل البيانات الكبيرة Big Data Analysis، وأخيرًا خدمة العملاء المؤتمتة فيما يُعرف بـVirtual Assistance.

ففيما يتعلق بالروبوتات، فقد يكون بإمكان شركات النفط مستقبلًا التعويل عليها في إجراء كافة العمليات التشغيلية خلال الحفر، أو الإنتاج، أو مدّ أنابيب النفط، أو حتى نقل النفط، لتمثل بذلك بديلًا فعالًا للعمال الميدانيين.

بينما يتعلق ثاني هذه التطبيقات بتقنيات تحليل البيانات الضخمة، وهي عملية تتضمن معالجة عدد كبير جدًا من المتغيرات اعتمادًا على خوارزميات الحواسب الآلية الفائقة Superpower Computer، من أجل تحليل هذه البيانات، واستخلاص نتائج دقيقة بشأن الأنشطة المختلفة، ومن ثمَّ المساعدة في اتخاذ قرارات أكثر رشادة في عمليات الإنتاج أو الاستثمار في صناعة النفط. فمثلًا يمكن تحسين نتائج عمليات حفر آبار النفط اعتمادًا على خوازميات الذكاء الصناعي؛ إذ بالإمكان معالجة كميات كبيرة من البيانات المنظمة وغير المنظمة لخصائص الآبار، مثل: الاهتزازات الزلزالية، والحرارة، ونفاذية الطبقات، بجانب المزيد من البيانات التقليدية مثل الضغط وغيرها من عوامل الطبيعة الأخرى، لتتمكن شركات النفط بذلك من تفادي عمليات الحفر العشوائية أو الفاشلة بدرجة كبيرة،، وبالتالي تجنّب مخاطر الاستكشاف أثناء عمليات البحث عن موارد جديدة.

كما أنَّ توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي ذات الصلة بمجال النفط لا تقتصر على عمليات التنقيب والإنتاج، بل قد يمتد استخدامها من قبل الشركات النفطية لتحسين كفاءة منشآت البنية التحتية، علاوةً على المعدات النفطية الخاصة بعمليات الإنتاج والتكرير، وذلك عبر استخدام مجموعة من التحليلات التنبؤية التي تتوصل بدقة لمستويات الإهلاك المحتملة للأصول المادية بناء على مستويات الإنتاج الحالية.

كما قد تساعد خوارزميات الذكاء الصناعي في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر رشادة في مجال الاستكشاف والإنتاج؛ حيث يمكن بناء نماذج اقتصادية ومالية تنبؤية دقيقة تأخذ في اعتبارها مئات المتغيرات التي تشمل: أسعار النفط، والظروف الاقتصادية، والاحتياطيات، وحتى أنماط الطقس، ومن ثمَّ يمكن تحديد قيمة رؤوس الأموال التي يجب استثمارها بدقة بجانب تحديد مستويات الإنتاج المحتملة الأكثر كفاءة اقتصاديًا.

ويتمثل آخر هذه التطبيقات فيما يُعرف بالمساعد الافتراضي، وهي تقنية تحاكي مساعد آبل الافتراضي «سيري»، إذ بإمكان العملاء طرح استفساراتهم كتابيًا من خلال نوافذ الدردشة عبر الإنترنت التابعة لشركات النفط، على أن يعمل في المقابل المساعد الافتراضي على تقديم المشورة الفنية والدعم المناسب لهم. وهي من الأهمية لشركات توزيع النفط والزيوت والتشحيم؛ إذ إنها تتيح الإجابة على التساؤلات والاستفسارات التقنية والمعقدة عبر استخدام قواعد بيانات الشركة بكل دقة وسرعة كبيرة، وبما يحقق مستويات أعلى من الرضا للعملاء.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa