بعد الهروب من جحيم «الملالي».. الغدر التركي يلاحق اللاجئين السياسيين الإيرانيين

تنفيذ عمليات ترحيل قصرية بحقهم..
بعد الهروب من جحيم «الملالي».. الغدر التركي يلاحق اللاجئين السياسيين الإيرانيين

يفرّ الكثير من الإيرانيين المضطهدين سياسيًا إلى تركيا، ولكن في الأخيرة عادة ما يتدهور وضعهم، ويتم تجاهل حقهم في اللجوء السياسي، ومن ثم تنفذ عمليات ترحيل قصرية بحقهم، ليعودوا إلى السجن في بلد الملالي، ولسان حالهم يقول: هربنا من استبداد وقمع رجال المرشد لنسقط في فخّ الخيانة من جانب أنقرة.

وفقًا لوزارة الداخلية التركية، تقدم حوالي 3500 إيراني بطلب للحصول على الحماية الدولية في تركيا في عام 2019؛ حيث إنّ هناك أسبابًا عديدة لهجرتهم، غالبًا ما تكون أسبابًا سياسية.

ومن بين الإيرانيين الذين فرّوا إلى تركيا مؤخرًا نشطاء في مجال حقوق الإنسان ومدونون ونساء دخلوا في صراع مع النظام.

يوضح المحامي التركي محمود كاجان لهيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، أنّه «من المرجَّح بشكل عام أن يفرّ الأفغان من المخاطر التي تشكلها الصراعات العسكرية؛ أما الإيرانيون فيفرون من نظامهم».

يشرح كاجان قائلًا: «يدخل الكثير من الإيرانيين إلى تركيا بشكل طبيعي تمامًا عبر معابر حدودية، لكن البعض يأتون إلى هنا عبر ممرات سرية غير ممهدة».

الإيراني حامد من الذين فضلوا طريق اللجوء السري وسلك الطريق الصعب؛ لأنه كان يأمل في مزيد من حرية الصحافة في تركيا.

حامد يتواجد في تركيا منذ ست سنوات وكان قد تمّ استهداف الشاب البالغ من العمر 38 عامًا من قبل النظام الإيراني بسبب تقارير انتقادية نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي .

في اليوم الذي غيّر كل شيء، تلقى الإيراني مكالمة هاتفية من والده. حذره الأب: «لا تَعُد إلى المنزل». قال لابنه: إنَّ الشرطة اقتحمت المنزل، ثم أخذت جهاز الكمبيوتر الخاص به.

في البداية لم يعرف حامد ماذا يفعل. اختبأ أولًا في إيران لمدة أسبوع، ثم أدرك أنَّ الهروب إلى تركيا المجاورة كان فرصته الوحيدة.

وقال: «لقد شاركت في المعارضة في إيران وبالتالي اضطررت إلى مغادرة البلاد».

ومن المفارقات أنه أخضع لرقابة ذاتية أسوأ في تركيا، ويعتقد حامد أنه يمكن تسليم الأشخاص إلى الدولة المجاورة في غضون أسبوع.

وفي رسالة أرسلها إليه أحد الأصدقاء مؤخرًا، أفاد صديقه أنه حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا بعد ترحيله إلى إيران- وهو الآن في مركز احتجاز إيفين شمال شرق طهران.

وعزا الصديق في الرسالة عودته إلى التعاون الوثيق بين المخابرات التركية والإيرانية.

وقال المحامي كاجان، إنَّ أولئك المعرضين بشكل خاص لخطر إعادتهم إلى الوطن من قبل جهاز سرّي هم أولئك المدرجون في فئة «الشخصيات البارزة»، هؤلاء هم الأشخاص الذين لديهم بعض التأثير في المجتمع الإيراني.

في حادثة أخرى، سعى فرهاد أيضًا إلى اللجوء إلى تركيا لأسباب سياسية.

واجه عشر سنوات في السجن في وطنه، وتمكن من مغادرة البلاد قبل أن تؤيد المحكمة الحكم الصادر ضده.

وتابع: «لقد قمت بالتسجيل في مجموعات مختلفة على الإنترنت. تمّ القبض على جميع أعضاء هذه المجموعات في مرحلة ما، بمجرد تشكيل أي مجموعات ضد الحكومة، سيتم معاقبتهم على الفور. العقوبات قاسية، اضطررت إلى الفرار».

مثل حامد، يخشى فرهاد الترحيل. يقول فرهاد، إنَّ العديد من المقربين منه الذين أعيدوا إلى إيران انتهى بهم الأمر على الفور في السجن. ما يقلقه بشكل خاص هو أنَّ مستقبل ابنه البالغ من العمر 13 عامًا لا يزال غير مؤكّد تمامًا في ظل هذه الظروف. «الآن تركت إيران ورائي، لقد انتهيت من إيران، لكنني لا أعرف ما الذي سيحمله مستقبلنا»..

طلبات اللجوء في تركيا صعبة ويمكن أن تستمر لسنوات، وقال المحامي كاجان، إنَّ هناك أيضًا حالات تقول فيها السلطات: «اذهب الآن وعُدْ بعد عام أو عامين». يؤدّي عدم وجود عملية فعالة وشفافة إلى إضعاف نظام اللجوء- ونتيجة لذلك، سيُجبر العديد من اللاجئين على البقاء بشكل غير قانوني في تركيا حتى يتم الاعتراف بهم، وقال كاجان: «وهذا يزيد من مخاطر الترحيل».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa