الداخلية الفرنسية: 50 ألف متظاهر في الأسبوع الثالث عشر لمحتجي «السترات الصفراء»

بينهم أربعة آلاف في باريس
الداخلية الفرنسية: 50 ألف متظاهر في الأسبوع الثالث عشر لمحتجي «السترات الصفراء»

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نحو خمسين ألف شخص من محتجي «السترات الصفراء» تظاهروا، يوم أمس السبت، في الأسبوع الثالث عشر للاحتجاجات التي اندلعت في نوفمبر الماضي. وفقًا لوكالة «فرانس برس». 

وأضافت الداخلية الفرنسية أنَّ الاحتجاجات الأخيرة تخللتها أعمال عنف، وخصوصًا في باريس حيث خسر متظاهر أربعًا من أصابع يده أمام مبنى الجمعية الوطنية، كما تقدّم رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية بشكوى إثر محاولة إحراق منزله الواقع في بلدة موتريف في بريتانيي غرب فرنسا.

وتظاهر نحو 51 ألفًا و400 محتج من حركة «السترات الصفراء»، أمس السبت، في كل أنحاء فرنسا بينهم أربعة آلاف في باريس، وفق إحصاء وزارة الداخلية الفرنسية. وبذلك دخلت الاحتجاجات الرافضة لسياسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاجتماعية شهرها الثالث.

وفي الأسبوع الماضي، بلغ عدد المتظاهرين 58 ألفًا و600 بينهم عشرة آلاف و500 في باريس، وفق المصدر نفسه، فيما يشكك متظاهرو «السترات الصفراء» في هذه الإحصاءات.

إصابة خطيرة
وفي العاصمة باريس، اندلعت أعمال عنف لدى وصول التظاهرة إلى الجمعية الوطنية؛ حيث خسر متظاهر أربعًا من أصابعه بحسب مركز الشرطة، ولم يعرف على وجه الدقة سبب الإصابة. لكن الشاهد العيان سيريان روير تمكن من تصوير الحادث في نهايته، وقال: إنَّ السبب «قنبلة تشتيت» ألقتها قوات الأمن حين كان محتجون يحاولون اختراق الأطواق الأمنية حول مقر البرلمان.

وأضاف هذا الشاب (21 عامًا) أن الضحية مصور من «السترات الصفراء» كان «يلتقط صورًا لأشخاص كانوا يحاولون إزالة السواتر حول مقر الجمعية الوطنية». وتابع روير: «حين أرادت عناصر الشرطة تفريق الجمع تلقى قنبلة تشتيت على مستوى الساق وأراد تفاديها قبل أن تنفجر في ساقه لكنها انفجرت حين لمسها». وأضاف: «وضعناه على جنبه وطلبنا الإسعاف، لم يكن المشهد جميلًا، كان يصرخ ألمًا وبترت كل أصابعه ولم يبقَ شيء يذكر من اليد». وندّد وزير الداخلية كريستوف كاستانير عبر تويتر بـ«هجمات مرفوضة»، مبديًا «استياءه واشمئزازه».

وسبق أن احتجَّ المتظاهرون مرارًا على خطورة الأسلحة التي تستخدمها قوات الأمن، وخصوصًا ما يسمى بـ«الكرات الوامضة» التي نسبت إليها العديد من الإصابات الخطيرة.

ووقعت حوادث أخرى مع استمرار التظاهرة التي وصلت قرابة الساعة 4,30 عصرًا بتوقيت باريس، إلى قرب برج إيفل وسط أجواء متوترة، حسب «فرانس برس».

وتم تحطيم واجهات متاجر ومصارف وإحراق نحو عشر سيارات، بينها سيارة تابعة لقوة مكافحة الإرهاب.

توقيف 36 شخصًا
هذا، وأكدت السلطات الفرنسية أنه تمّ توقيف عشرة أشخاص قبيل الساعة 1,00 ظهرًا. وفي الساعة 6,45 أحصت الشرطة اعتقال 36 شخصًا في باريس. وظلّ 16 شخصًا موقوفين حتى الساعة 17,00 بحسب نيابة باريس.

وكان الوضع بدأ يتوتر ظهر أمس السبت خلال مرور المسيرة التي انطلقت من جادة الشانزليزيه باتجاه شان دو مارس عند برج إيفل، ولدى وصولها أمام مبنى الجمعية الوطنية «تبول» متظاهرون على سياج المقر وحاولوا اقتحام الحواجز التي وضعت لحماية المبنى. وتبادلت قوات الأمن والمحتجون إطلاق الغاز المسيل للدموع من جهة والمقذوفات من جهة أخرى، وتعرضت بعض محطات الحافلات للتخريب.

شكوى
إلى ذلك، قرّر رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية ريشار فيران التقدم بشكوى بعد تعرض منزله الخاص الواقع في بلدة موتريف في بريتانيي (غرب) لمحاولة حرق «متعمد» الجمعة.

وجاء في بيان للجمعية الوطنية «اكتشف الدرك الوطني في المكان غطاء وبقايا إطار مطاطي وفتيلًا يدوي الصنع مشبعًا بالبنزين، ويبدو الطابع الإجرامي مؤكدًا». ونشر رئيس الجمعية وهو من حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، صورًا عبر «تويتر» يظهر فيها أحد الأبواب محترقًا.

وقال برنار (56 عامًا) في ليون (جنوب شرق) حيث تظاهر الآلاف أيضًا: «النقاش الكبير جيد لكننا نريد خطوات ملموسة، ضرائب أقل، قدرة شرائية أكبر. سنكون هنا كل سبت من العام إذا اقتضى الأمر».

وفي ديجون، سارت التظاهرة على وقع هتافات تطالب باستقالة ماكرون. وقالت نادين (55 عاما) التي لا تؤمن بالنقاش الكبير: إن ماكرون «لا يتكلم، إنه يتحدث إلى نفسه».

ماكرون قدم استقالتك
وتظاهر ألفا شخص على الأقل في لوريان (غرب). وكتب على سترة صفراء «ازدادت أسعار المواد الغذائية بين 8 و10%، وتراجعت رواتب التقاعد 3,5%. لقد سئمنا». وهتف المتظاهرون «ماكرون قدم استقالتك وكاستانير إلى السجن»

وكان وزير الداخلية الأكثر تعرضًا لانتقادات المحتجين، وخصوصًا بعدما تبنت الجمعية الوطنية اقتراح قانون تقدم به ينص على قيود إدارية تمنع التظاهر تحت طائلة عقوبة السجن ستة أشهر وغرامة مالية تبلغ 7500 يورو. ويحتاج الاقتراح إلى إقراره في مجلس الشيوخ.

وتظاهر 1700 شخص في كاين، و1500 في مرسيليا، والعدد نفسه في مونبيلييه، و1800 في ميتز وما بين 1500 والفين في ليل. وأصيب ثمانية شرطيين بجروح طفيفة بمقذوفات في سانت اتيين (جنوب شرق).
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa