يدبرها الله

أحيانًا نظن أن لا مخرج لنا لأزماتنا، ولكن يدبرها الله دون قلق ولا خوف منَّا، وليصبح العالم من حولنا إيجابيًا ونقيًا من غير مشاكل ولا أزمات، ونعيش في هدوء تام ورُقيٍّ وتعايش سلمي.

تظن بعض الأحيان بأنَّك لن تخرج من المشكلة بسهولة، وأنها معركة وأنت المحارب، وعليك المحاربة بإيجابية وذكاء مبهر وحكمة عميقة وروح جلية، والوصول للحل بعد أشواط كثيرة يسبّب بعض في الأحيان البرود؛ لأنك كنت تنتظر طويلًا وأتاك يوم أدرت ظهرك وتفكيرك، مثلًا تعاني من سدّ دين معين، ولكن لا تستطيع توفير المال الكافي لسدّه وعليك اتباع الخطة بحكمة وتعقل وتريُّث وعدم التسرع في خطواتك، والتفكير العميق، والتحليل الدقيق، والاستعانة بأهل الخبرات؛ لكي- فقط- تخرج من مشكلة الديون بخيرٍ وأمانٍ لا تفكر كثيرًا وترهق نفسك في التفكير، ولديك رب إذا قال للشيء كن فيكون.

لا تتعب نفسك وامضِ في دنياك معافى بجسدك لديك حاجتك وسيتيسر أمرك من غير قلق دائم، ولا مصير حائر، ولا أفعال لا ترضي الله ورسوله، وإن صادفتك ضغوط ليس لها حل وعجزت عن حلها اتَّجه إلى ربك وعلى سجادتك قل ما تشاء وكن لحوحًا، كن صبورًا، كن حليمًا، كن جميلًا، كن حامدًا لله وشاكرًا له على إفضاله، لا تتذمر من حالك وهناك أناس يعيشون أسوأ من حالك.. ضع يدك على قلبك، وقل يارب دبِّر أموري، وإنني ولَّيتُك كل شيء بقلبي وخاطري ونفسي وكلَّ ما أملك... يا ربي كن لي عونًا وسندًا، حين لا يكون لديّ سند كن لي خير معين خير راعٍ يرعى قلبي، واحاسيسه وشعوره وكل أموره.

فكَّر رجل ذات مرة في بيته وكيف سيصرف عليه يوميًا، وكيف سيدبر أمور بيته، ولكن عجز تفكيره من بعد يأس؛ لأنه فقير ولا لديه الكثير ليسد جوع زوجته وأبنائه وبعدها رمى نفسه من فوق سطح بيته وانتحر، ولكن هذا ليس حلًا وهو كفر بحدّ ذاته، والحل إذا رأيت حياتك مغلقةً عليك من كل الجوانب، ولا تريد أفعالًا لا ترضي الله ورسوله، كل ما عليك أخذ سجادتك والتوضؤ، والنية الصافية، والخشوع لله من كل قلبك، والتضرع له، سيشرح صدرك ويهديك إلى سبيل الرشاد ويعوضك عن هذا كله.. ولو طال البلاء ارجع لربك لأنَّ الله دائمًا يبتلي العبد الذي يحبه كثيرًا ويريده دائمًا أن يرجع إليه؛ فهو يبتليه ليرجعه إليه ليتحدث مع ربه بكل خشية ويرتجيه ليغفر ذنبه، ويأتي بأجره ويغنيه عمن سواه.. ويارب إننا أغنياء بك، ونستعين بك لتغفر ذنوبنا، وتدبر أمورنا وتعطينا من حيث لا نحتسب.