العلاقات السُّعُوديَّة العُمَانِيَّة .. ركيزة لأواصر الأخوة ونموذج عملي لتعاون الأشقاء

العلاقات السُّعُوديَّة العُمَانِيَّة .. ركيزة لأواصر الأخوة ونموذج عملي لتعاون الأشقاء

تعد العلاقات «السعودية – العُمَانِيَّة»، نموذجًا يُحتذَى في العمل العربي المشترك، وإدارة العلاقات الإقليمية على أسس ثابتة من التعاون والتفاهم والحفاظ على مصالح البلدين والدول الشقيقة كافة.

موقف موحد

وأخذت العلاقات بين البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، منحى جديدًا على صعيد التعاون بين البلدين، اتساقًا مع الموقف السياسي الموحد، ليمتد ذلك التعاون إلى المجالات الاقتصادية والثقافية.

ويُعلي البلدان مبدأ «الاحترام المتبادل» بينهما محركًا للعلاقات الثنائية التي تعد ركيزة أساسية للأمن القومي الخليجي والعربي برمته، بموجب عوامل عديدة يتميز بها البلدان، وأبرزها الموقع الجغرافي المميز، والثروات الطبيعية والعلاقات البينية لكل منهما مع الدول الشقيقة والصديقة.

زيارة السلطان للمملكة

وسبق أن استقبلت المملكة تلك الزيارة التي قام بها سلطان عمان هيثم بن طارق إلى أراضيها، بعد دعوة تلقاها من خادم الحرمين الشريفين في يناير من العام 2020م، وكانت المملكة أولى وجهاته الخارجية بعد توليه الحكم، لتتجدد بذلك علاقات ممتدة تاريخيًا بين البلدين.

ويستكمل البلدان تنفيذ مشروع المنفذ البري الرابط بين المملكة وعُمان بمسافة تتجاوز 680 كيلو مترًا؛ حيث يستهدف المشروع تسريع وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري، لاختصاره نحو 800 كيلو متر من زمن الرحلة، كما سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البريّة في السلطنة وصولًا إلى موانئها، ومنها لدول العالم، فيما وصل التبادل التجاري بين البلدين في العام 2020 إلى 3.36 مليارات دولار.

أرقام رسمية ودلائل هامة

 وتوثق الإحصائيات الرسمية، مدى قوة العلاقات السعودية العمانية، على المستوى الاقتصادي، إذ سجل الربع الأول من 2021  ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 6% بالمقارنة مع نفس الفترة العام السابق عليه (2020) ليصل إلى 2.250 مليار ريال سعودي، ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم، بعد افتتاح أول طريق بري يربط بين المملكة والسلطنة، فضلا عن مشاريع «عبري2»، التي تعد أكبر محطة طاقة شمسية في عمان، ومشروع «صلالة 2»، و«محطة صلالة المستقلة لتحلية المياه»، والتي تتم جميعها بشراكة مع «أكواباور» السعودية.

ويزور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، سلطنة عُمان، ضمن جولة خليجية تجدد التأكيد على علاقات الأخوة ذات البعد الاستراتيجي الهام بين المملكة والأشقاء، والعمل على بحث القضايا المتعلقة بأمن المنطقة.

الأمن القومي العربي

وتجدد الزيارة التأكيد على الثوابت الراسخة للأمن القومي العربي والخليجي والتي ترسيها المملكة عبر حكمة قادتها على مر التاريخ اعتدادا بأن العلاقات بينها وبين الخليج تكامل بين كيان واحد، وليس علاقة طرف وآخر.

تشمل الزيارة المقررة كلا من : «سلطنة عمان، ومملكة البحرين، وقطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت»، وتتصدر الزيارة المقررة مباحثات هامة في سياق الدور السعودي الفاعل خليجيا وعربيا في مختلف الملفات الشائكة، اتساقا مع ما يميز المملكة من مكانة عالية قائمة على الاحترام المتبادل مع الأشقاء.

ويتفق الأشقاء الخليجيون مع المملكة، على العمل العربي المشترك لاحتواء جميع الأزمات المشار إليها، وفق القواعد الحاكمة للأمن القومي للمنطقة، فضلا عن تأمين الملاحة البحرية الدولية من أي أخطار محتملة؛ جراء ممارسات إرهابية ترتكبها ميليشيات مدعومة إقليميا.  

اقرأ أيضًا:

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa