يشهد نصف نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، مواجهتين من العيار الثقيل؛ حيث يترقب مانشستر سيتي حامل اللقب صدامًا عنيفًا أمام أرسنال، الفريق الأكثر نجاحًا في البطولة، في حين ينتقل الصراع المثير بين مانشستر يونايتد وتشيلسي من ساحة البريميرليج إلى التنافس على خطف تذكرة المحطة الختامية.
وما يزيد من حدة المنافسة ونديتها، هو أن الفرق المشاركة في المربع الذهبي بالنسخة الحالية للبطولة قد تُوجت بآخر أربعة ألقاب للمسابقة، فيما ودع ليفربول بطل الدوري الإنجليزي، المنافسة مبكرًا، بعدما دفع ضريبة اللعب في مونديال الأندية.
صدام الأستاذ والتلميذ
ورغم تتويج ليفربول ببطولة البريميرليج، إلا أن الفرصة مازالت مواتية أمام مانشستر سيتي للفوز بثلاثة ألقاب في الموسم الحالي؛ حيث تُوج رجال المدرب الإسباني بيب جوارديولا بلقب كأس رابطة المحترفين في وقت سابق، إلى جانب استمرار الوجود في دوري أبطال أوروبا.
ويخشى جوارديولا، صحوة أرسنال المتأخرة، الذي يمر بمرحلة انتقالية تحت قيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، بعدما نجح الفريق اللندني في تحقيق فوز ثمين على حساب ليفربول، قبل أيام، أنعش حظوظه في حجز مقعد مؤهل إلى الدوري الأوروبي.
ويبقى أرتيتا التلميذ الوفي لمدرب السيتي؛ حيث عمل مساعدًا تحت قيادة جوارديولا، غير أن الفريق السماوي يمتلك الكثير من الأوراق الرابحة، والتي من بينها لاعب وسط الملعب المخضرم ديفيد سيلفا، الذي يبدو مصممًا على إنهاء مسيرته مع سيتي على أفضل وجه.
ويستعد سيلفا للرحيل عن السيتي في نهاية الموسم الحالي، بعد عشرة مواسم قضاها داخل جدران ملعب الاتحاد؛ لكن جوارديولا يقول إنه لا يزال جزءًا لا يتجزأ من الفريق، معقبًا: «لقد كان في حالة رائعة منذ فترة الإغلاق».
وقام بيب بتدوير الفريق بشكل متكرر منذ استئناف فعاليات البطولة، التي توقفت خلال الإغلاق بسبب فيروس كورونا؛ حيث من المقرر أن يعود كيفن دي بروين ورحيم ستيرلينج وأيمريك لابورت للقائمة الأساسية للفريق أمام الجانرز.
انتفاضة المدفعجية
من جانبه، يحمل أرسنال الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، برصيد 13 لقبًا، فيما توج بالبطولة ثلاث مرات خلال المواسم الستة الماضية، وهو ما يكشف تمرس الفريق اللندني على اللقب، حتى في فترات التراجع.
وارتفعت الروح المعنوية لرجال أرتيتا عقب فوز الفريق المفاجئ على ليفربول، أول أمس الأربعاء لحساب بطولة الدوري، ويعتقد المهاجم ألكسندر لاكازيت، أن فريقه يمكنه أن يرتقي إلى مستوى الحدث أيضًا أمام السيتي.
وقال المهاجم الفرنسي، الذي أحرز الهدف الأول لأرسنال في مرمى ليفربول، وصنع الهدف الثاني الذي سجله زميله ريس نيلسون: «نأمل أن نحافظ على الثقة التي لعبنا بها في الدقائق السبعين الأخيرة أمام ليفربول، عندما نلاقي سيتي، السبت».
الصراع يتجدد
ويلتقي تشيلسي مع مانشستر يونايتد في نصف النهائي الآخر، بعد غد الأحد، لينتقل الصراع المصير إلى ساحة الكأس؛ حيث لايزال الفريقان يتطلعان للتواجد ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري، من أجل حجز مقعد في دوري الأبطال في الموسم المقبل.
ومن المرجح أن يستعين فرانك لامبارد مدرب تشيلسي، بالمهاجم الفرنسي أوليفييه جيرو أمام لاعب خط الوسط كريستيان بوليسيتش، بعد أن أشاد بانسجامهما في منتصف الأسبوع، على الرغم من تراجع عروض البلوز مؤخرًا.
وقال لامبارد: «لقد رأينا التجانس بوضوح خلال الهدف الذي سجلناه ضد نورويتش سيتي بالدوري، وسعدت بحركة كريستيان الذي مرر عرضية متقنة من الناحية اليسرى، أحرز منها جيرو هدف المباراة الوحيد».
وفي المقابل، ظهر مانشستر يونايتد بشكل جيد للغاية منذ استئناف الموسم، عقب توقف «كوفيد-19»؛ لكن المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير، يعتقد أن لاعبيه يمكنهم أيضًا التعلم من درس التعادل أمام ساوثهامبتون.
وشدد سولسكاير على أنه «من الناحية العقلية ربما يكون من المهم أكثر أن نتعافى»، مضيفًا: «خلقنا بعض الفرص الرائعة، وسجلنا بعض الأهداف الجيدة، ولعبنا كرة قدم رائعة في بعض الأحيان، ثم حدثت انتكاسة في النهاية».
واختتم المدرب النرويجي: «يتعين عليك التفكير فيما هو آت، المباريات القادمة ستكون صعبة للغاية، ومرهقة، لكننا في حالة بدنية جيدة ومستعدون لما ينتظرنا، ومن الرائع مواصلة البحث عن لقب الكأس».
اقرأ أيضًا:
