رعب سياسي وعسكري إيراني من التحالفات الخليجية والعربية الجديدة

وفق ورقة تحليلية لمعهد السياسة الدولية والمجتمع الألماني
رعب سياسي وعسكري إيراني من التحالفات الخليجية والعربية الجديدة

وصف معهد السياسة الدولية والمجتمع الألماني، سياسات إيران العدائية والتوسعية في المنطقة عبر الميليشيات والوكلاء؛ بأنها تخفي كمًّا هائلًا من الذعر والرعب من أي هزيمة عسكرية تتكبدها دولة الملالي على أراضيها.

وقال المعهد في ورقة تحليلية قيِّمة نشرها في نشرته الإخبارية الأخيرة، إن الهجوم الإيراني العنيف على خطط السلام واتفاقياته بين إسرائيل وعدد من الدول الخليجية والعربية؛ إنما مرده أن تل أبيب أصبحت، وعبر قنوات دبلوماسية، قريبة جغرافيًّا من الحدود الإيرانية.

كما أن طهران طالما وجدت حمايةً لنفسها أمام إسرائيل والولايات المتحدة، عبر اشتعال العداء بين تل أبيب والأنظمة والشعوب العربية. ومن ثم فإذا ظل هذا الأمر صارت هي في قلب المواجهة الحقيقية بعيدًا عن حروبها الكلامية التي لا تنتهي.

بتعبير أدق، لطالما اعتمدت طهران على العداء العربي الإسرائيلي كحاجز أمان عضوي. لقد فعلت ذلك لا لمنع إسرائيل العدو اللدود من ترسيخ نفسها في المنطقة الجغرافية لإيران فقط، ولكن أيضًا لتعزيز سياستها الخاصة «بالعمق الاستراتيجي» في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع فائدة وفاعلية كبيرتين.

كانت طهران قد أبدت في السابق تصميمها على حماية هذا الحاجز. في سبتمبر 2017، دعم الحرس الثوري بنشاط الحكومة العراقية في عهد رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي لإحباط سعي الحكومة الإقليمية الكردية إلى الاستقلال بعد أن منح استفتاء محلي أغلبية لمؤيدي دولة كردية مستقلة.

في ذلك الوقت، هدد اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري آنذاك، مرارًا وتكرارًا، بإرسال قوات شبه عسكرية مدعومة من إيران بجانب القوات الحكومية العراقية إلى مدينة كركوك النفطية إذا لم ينسحب المقاتلون الأكراد. كان الدافع الرئيسي لمعارضة طهران الشرسة للاستفتاء على الاستقلال هو الخوف من ذلك الاستقلال على أمنها.

وأشارت الورقة التحليلية إلى أن التحالفات الجديدة بالمنطق، من المرجح أن تجعل إيران أكثر عرضةً لمحاولات خصومها لممارسة الضغط. وينطبق الشيء نفسه على عمليات وكالات الأمن والاستخبارات.

وقد أصبح ضعف إيران واضحًا في فبراير 2018.. هناك تكهنات ملحوظة في مجتمع المخابرات الإيرانية بأن فريقًا من عملاء الموساد سرق أكثر من نصف طن من الوثائق النووية الشديدة السرية من منطقة آمنة في طهران، ونقل المسروقات عبر بحر قزوين إلى أذربيجان (حليف رئيسي لإسرائيل) ثم انتقلت المواد في النهاية إلى تل أبيب.

وبحسب الورقة التحليلية، أولت إيران في الماضي أهمية استراتيجية أكبر بكثير لجانبَيْها الغربي والجنوبي من جيرانها الشماليين، التي يُنظر إليها عمومًا في طهران بشكل عام على أنها الفناء الخلفي لروسيا.

التعاون العربي الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، سيكشف نقاط الضعف هذه بشكل أكبر.

وأكدت ورقة معهد السياسة التحليلية الأولية، أن هذه الثغرات في السلامة الإقليمية لإيران لم تجعل مثل هذه العمليات الليلية والضبابية ممكنة فحسب، بل جعلت سياسة «الضغط الأقصى» التي ينتهجها ترامب على طهران أكثر فاعليةً وألمًا من هجوم العقوبات الذي اتخذه سلفه.. الهدف هو خنق الاقتصاد الإيراني.

وأوضح معهد السياسة الدولية في ورقته التحليلية أن التعاون العربي المتزايد مع أعداء طهران قد ساعد على حجب القنوات المالية السرية، وإغلاق الصمامات التي كانت تستخدمها السلطات والمؤسسات الإيرانية تقليديًّا للتحايل على العقوبات الأمريكية.

واختتمت الورقة التحليلية أن من المحتمل أن يؤدي الاختراق الدبلوماسي عبر تحالفات جديدة في المنطقة إلى تكثيف انطباع طهران بأنها محاصرة استراتيجيًّا، ويؤدي إلى تصرف طهران بشكل أكثر عدوانيةً وبأقل قدر من ضبط النفس.
 

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa