انطلاق مشروع عالمي لرصد حركة وهجرة الحيوانات من الفضاء

يهدف إلى حماية الطيور ومنع انتشار الأوبئة
انطلاق مشروع عالمي لرصد حركة وهجرة الحيوانات من الفضاء

بعد 18 عامًا من طرح مدير قسم علم الأحياء السلوكي بمعهد ماكس بلانك في ألمانيا مارتن فيكيلسكي، لفكرة رصد حركة الحيوانات من الفضاء، خرج مشروع (إيكاريوس) للنور وتحقق الحلم.

وتستند فكرة مشروع إيكاريوس (وهو اختصار اسمه بالإنجليزية الذي يعني التعاون الدولي لأبحاث الحيوان باستخدام الفضاء) على تزويد حيوانات مثل الطيور المهاجرة أو الدببة أو الماعز بأجهزة إرسال دقيقة، واستخدام محطة الفضاء الدولية لتتبع تحركاتهم على الأرض.

ويأمل فيكلسكي وأعضاء فريقه أن يساعد المشروع في توفير المزيد من المعلومات الخاصة بالطرق التي تسلكها الحيوانات، مما يسمح للإنسان بتعزيز حمايتها عبر تحسين وتطوير المناطق المحمية.

ويمكن أن تساعد هذه المعلومات على توفير حماية أفضل للبشر، حيث إن الحيوانات قد تحمل أمراضًا، ومن شأن البيانات الخاصة عن تحركاتها أن تساعد العلماء في منع، أو تعطيل انتشار منشأ الأوبئة، أو تتبعها، كما يمكن للمشروع أن يصبح بمثابة نظام إنذار مبكر للكوارث الطبيعية مثل الزلازل والثورات البركانية.

وقدم فيكلسكي فكرته في البداية إلى وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا)، ولكنها خذلته، وفي عام 2014، قررت وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) تبني المشروع ودعمه، وإلى جانب معهد ماكس بلانك الألماني، يشارك في المشروع أيضًا مركز الفضاء الألماني وجامعة كونستانز.

ويوفر الشركاء الألمان الأجهزة التكنولوجية، في حين يتولى الجانب الروسي العناية بنقلها وتثبيتها في الفضاء، وفي أغسطس 2018، تم تركيب الهوائيات الخاصة بـمشروع إيكاريوس في الجانب الروسي من محطة الفضاء الدولية خلال مهمة سير في الفضاء، وسيقوم نظام كمبيوتر موجود على متن المحطة بمعالجة البيانات التي ستبعث بها الحيوانات المرصودة.

ويرغب الباحثون في مراقبة تحركات الببغاوات في نيكارادجوا، والماعز في إيطاليا والدببة في شبه جزيرة كامشاتكا، شرقي روسيا، وعلى مدار الأعوام المقبلة، سيتم تثبيت أجهزة الإرسال الصغيرة في مئات الآلاف من الحيوانات.

وسيكشف المشروع عن معلومات هامة مثل موقع تواجد الحيوانات بدقة، والسرعة التي تتحرك بها، وتوجهها فيما يتعلق بالمجال المغناطيسي للأرض، بالإضافة إلى درجات الحرارة في محيط وجودها، والضغط الجوي ونسبة الرطوبة.

أما الأجهزة التي تبث هذه المعلومات فهي عبارة عن أجهزة إرسال مربعة الشكل، طول الواحد منها 2 سنتيمتر فقط ووزنه حوالي 5 جرامات، وهو في حجم ظفر الإصبع، ويعمل بالطاقة الشمسية، ويحتوي على وحدة إرسال واستقبال وأجهزة استشعار لتسجيل تحركات الحيوانات، بالإضافة إلى وحدة تخزين بيانات.

وبداية من شهر نوفمبر المقبل سيقوم الفريق الذي يقوده فيكلسكي، ومنسق مشروع إيكاريوس، أوشي مويلر، بإرسال المئات من أجهزة الإرسال إلى الفرق المتعاونة في بقاع أخرى، كما سيتم على مدار السنوات المقبلة، تثبيت الآلاف من أجهزة الإرسال في الحيوانات، وستتلقى محطة الفضاء الدولية الإشارات لترسلها إلى الأرض.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa