خبراء يحذرون من «كلمات العار» في تربية الأطفال

بعض الآباء لا يدركون تأثيرها الخطير..
خبراء يحذرون من «كلمات العار» في تربية الأطفال

«لماذا لا يمكنك أن تكوني مثل أختك؟»، و«كيف تستطيع فعل ذلك الشيء السيّئ؟».. هذه العبارات ببعض مما يطلق عليه «كلمات العار»، ولعل معظمنا نشأ يسمع بعض هذه الرسائل التي تثير مخاوفنا، حيث رد الفعل، إما أن نحاول إثبات خطأ متهمينا بالامتثال أو حتى بالتمرد.

وللأسف فقد استخدم معظم الآباء حول العالم هذه الطريقة لإدارة أطفالهم، ولكن المشكلة هي أن كلمات أو رسائل الخزي هذه يمكن أن تكون فعّالة للغاية على المدى القصير في حث الأطفال على التصرف، ولكنها ليست كذلك على المدى الطويل، فهي تعمل عندما لا يتاح للوالدين الوقت لطرق أخرى، لكن النتائج تمثّل مشكلة.

وكآباء نحن نعيش حياة مضغوطة بشكل متزايد، وفي بعض الأحيان نحتاج فقط إلى الخروج من الباب، وحسب الخبراء لا يدرك الناس حقيقة العواقب الداخلية للطفل عندما يقومون بتوجيه مثل هذه الرسائل، وتشمل هذه العواقب تأثر الأجزاء الضعيفة من الطفل التي تشعر بأنها لا قيمة لها أو سيئة، فتضطر للابتعاد والاختفاء داخل الطفل، والفكرة هي أننا في الداخل نعمل مثل عائلة أكثر من فرد، مع أجزاء مختلفة لها أدوار تهدف إلى الحفاظ على سلامتنا، والمبعدون هنا هم أجزاء مستضعفة تحمل آلامنا وعارنا، وغالبًا ما تكون في سنّ مبكرة، ويمكن أن يكون الألم شديدًا إلى حد أن الأجزاء الأخرى تحاول إنقاذ الموقف، بإظهار سلوكيات شديدة لصرف هذا الألم.

وبعد ذلك يشعر الطفل بالخجل من هذا النشاط، وبالتالي يحاول استخدام قوة الإرادة للسيطرة على نفسه، في المرة القادمة، وهلم جرا، وبذلك هذه الأجزاء المبعدة من داخله مرة أخرى بأنها أجزاء ليس لها قيمة، وهكذا في حلقة مفرغة، لذلك يصبح الناقد الداخلي للطفل أكثر قوة، بينما لا يشعر الآباء بهذه الأضرار التي يلحقونها بأطفالهم، لأن كل ما يرونه منهم هو "أطفال ممتثلون".

وحسب الباحثين، من الممكن أن تكون قويًّا مع الأطفال، مع الزملاء، مع زوجتك لدرجة المواجهة، ولكن عليك أن تفعل ذلك بقلب مفتوح، وأنت تتحلى ببعض الصفات كالثقة والشجاعة والوضوح، حيث يمكنك الوقوف لقول: "لا، هذا ليس على ما يرام"، ولكنك إذا فعلت ذلك بشكل سيّئ ستصل رسالة عار، تلك التي تأتي مع كيف قلت ذلك، ونبرة الصوت وأحيانًا الكلمات، فغالبًا ما نبدو كمديرين مرفوضين عندما نتعامل بهذا الشكل مع أطفالنا، ومعظمنا لا يدرك لهجة الصوت الذي نستخدمه ومدلوله لدى الطفل، ومدى تأثير ذلك.

ولكننا إذا استطعنا فعل ذلك بقلب مفتوح بحذف كلمة لا من هذه العبارة، وبنبرة مناسبة وأسلوب ولهجة جيدة: "هذا ليس على ما يرام"، فإن أطفالنا سوف يسمعون الرسالة دون الشعور بالعار، بل ويمكن أن يشعروا بالحب، فمن الجيد أن نعرف أن هناك طريقة أفضل.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa