متظاهرو الجزائر يعتمدون خطة الخداع الاستراتيجي لمواجهة شرطة الشغب

المحتجون فتحوا ممرات آمنة لخروج قوات الأمن
متظاهرو الجزائر يعتمدون خطة الخداع الاستراتيجي لمواجهة شرطة الشغب

واصلت التظاهرات الجزائرية تصاعدها، اليوم الجمعة، رافضة خطة الطريق التي أعلنها الرئيس الانتقالي عبدالقادر بن صالح (77 عامًا)، معتبرين أنه «أحد أذرع النظام السابق»، بينما شهدت المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين ما يمكن وصفه في العلوم العسكرية بـ«الخداع الاستراتيجي».

وفي الوقت الذي استعدت فيه قوات الشرطة مبكرًا لمواجهة الحشود المتوقعة؛ إلا أنهم فوجئوا بالمتظاهرين يستبقون التوقيت ويتجمعون قبل الفجر، بأعداد غفيرة في الساحات الكبرى والشوارع الرئيسية قبل إغلاقها من جانب قوات مكافحة الشغب، وتمركز المتظاهرون فوق سلالم الدرج العريض أمام المبنى التاريخي للبريد، بينما أخفقت الشرطة في فضهم، بعد أن تبين أن المحتجين يفوقون عناصرها عددًا ويحيطون بهم من كل اتجاه.

وعلى أصداء هتافات «سلمية.. سلمية»، أجبرت شرطة مكافحة الشغب على الانسحاب من وسط التجمعات، بعد أن فتح المتظاهرون لعناصرها ممرات آمنة، داعين أفراد القوات بالانضمام إليهم.

واحتشد المتظاهرون في الجزائر العاصمة في أول يوم جمعة بعد تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية، رافضين ما يعتبرونه مسبقًا «انتخابات مزورة، لا تخدم سوى وجوه الفترة الانتقالية»، الذين يطالبونهم بالرحيل باعتبارهم جزءًا من النظام. وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجَّه المتظاهرون الدعوات لبعضهم البعض بالتجمع قبل إغلاق الميادين من جانب القوات، رافعين شعار «يتنحاو ڤاع»، وتعني «ليرحل الجميع».

وقبل ساعتين من الموعد المقرر لانطلاق المسيرة، تجمع الآلاف في وسط العاصمة، في حين يتابع الجانبان (المتظاهرون والنظام)
 الوضع عن كثب؛ لمعرفة حجم التحرك، فمن جهة يعتزم النظام مواصلة العمل في إطار الدستور لانتخاب رئيس جديد خلال 90 يومًا في حين يطالب المتظاهرون والمجتمع المدني بتشكيل مؤسسات انتقالية لضمان انتقال فعلي، بينما وصلت حشود المتظاهرين قبل عناصر الشرطة منذ الفجر، وتمركزوا فوق سلالم الدرج العريض أمام المبنى التاريخي للبريد، وبعضهم أتى من مدن بعيدة عبر الطرق التي أقامت عليها الشرطة حواجز تفتيش.

وحدد الرئيس الانتقالي عبدالقادر بن صالح المحسوب على نظام بوتفليقة الرابع من يوليو المقبل موعدًا لتنظيم الانتخابات الرئاسية، لكن المحتجين رفضوا ذلك.

وقال حميد بوشنب (طالب- 24 عامًا): «واضح أنهم سيزوِّرون الانتخابات.. نحن لا نثق بهم، ولذلك نرفض أن يديروا المرحلة الانتقالية.. نرفض بن صالح.. قلناها وسنظل نقولها حتى يفهم ذلك». ومنذ تعيينه رئيسًا للدولة بحكم الدستور، تحولت شعارات المتظاهرين إلى «بن صالح ارحل».

من ناحيتها، قالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة الجزائر لويزة دريس آيت حمادوش، إن تظاهرات اليوم تظاهرة اليوم حاشدة وبأعداد هائلة». مضيفة: «الحراك الشعبي رد بالفعل على تنصيب بن صالح في التاسع من إبريل، رئيسًا للمرحلة الانتقالية»، بينما قالت أستاذة الفلسفة بجامعة بجاية محرز بويش: «انتخابات 4 يوليو مرفوضة من الشعب الذي يرفض أيضًا تعيين بن صالح».

ويرى المحتجون أن الانتخابات الرئاسية التي ستنظم بعد ثلاثة أشهر «لا يمكن أن تكون حرة ونزيهة»، لأن من ينظمها هي المؤسسات والشخصيات الموروثة من عهد بوتفليقة، والتي لطالما اتهمتها المعارضة بتزوير الانتخابات.

ويحظى بن صالح بدعم ضمني من الجيش الذي يُعتبر محور اللعبة السياسية منذ أن تخلى رئيس أركانه الفريق أحمد قايد صالح عن بوتفليقة، والذي حذَر الأربعاء من حصول فراغ دستوري، معتبرًا أنّه من غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية خارج المؤسسات.

وتعهّد رئيس الأركان، بأن «الجيش سيرافق عملية التحضير للانتخابات الرئاسية، وسيسهر على متابعة هذه المرحلة في جوٍّ من الهدوء، وفي إطار الاحترام الصارم لقواعد الشفافية والنزاهة وقوانين الجمهورية».

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa