الحرمان من النوم المناسب يقودك بسرعة لـ«مرض ألزهايمر»

مجموعة أبحاث تؤكد هذه النتيجة..
الحرمان من النوم المناسب يقودك بسرعة لـ«مرض ألزهايمر»

يعكف العلماء على تحديد العوامل، التي يمكنك تعديلها للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بالخرف، وأحد هذه العوامل هو النوم المريح، الذي يؤدي عند تحققه إلى جعل جسمك نموذجًا للكفاءة؛ حتى في ظل الإجهاد أو التعرض للملوثات والسموم، فالجسم هو محارب يمكنه أن يعمل لوقت إضافي للحفاظ على أداء وظيفته بأفضل ما يمكن، كما يمكنه التخلص من النفايات من خلال أعضاء متعددة والجهاز اللمفاوي.

ومع ذلك، فإن الجهاز اللمفاوي لا يصل إلى المخ، وبالتالي ليس له أي تأثير على إزالة المخلفات الأيضية للدماغ، وبعد يوم عمل شاق، قد نستحم لتخليص أنفسنا من الأوساخ المتراكمة على أجسامنا، فيما ينظف الجسم نفسه من الداخل يوميًا من خلال أجهزة وأنظمة مختلفة: الكلى والكبد والجلد والأمعاء، كما أن الدماغ لديه نظام صرف فريد لإزالة السموم وتطهير نفسه.

وحسب الخبراء، فإن النفايات الأيضية اليومية تتراكم في المناطق الضيقة بين الخلايا العصبية خلال ساعات الاستيقاظ، وهذه الحالة تتغير عندما نكون نائمين؛ حيث تتسع المسارات الضيقة وتزيد بحيث تسمح بالتخلص من المزيد من النفايات الأيضية، وبعد ليلة نوم جيدة يتم تنظيف عقلك وجعله جاهزًا ليوم آخر من الأنشطة والتحديات.
وربما لذلك ربطت العديد من الدراسات العلمية بين النوم ومخاطر الخرف، وأشارت إلى أن النوم الجيد ليلًا يمكن أن يساعد في الحماية من ظهور الخرف، فطوال اليوم تنتج خلايا الدماغ نوعًا من البروتين يسمى لويحات الأميلويد، وما لم تتم إزالتها فإنها تتجمع في الفضاء بين الخلايا وتسبب أضرارًا بالغة للدماغ، وتشير إحدى النظريات الحالية، إلى أن تراكم هذه اللوحات يمثل مقدمة أو علامة بيولوجية لمرض ألزهايمر، وأن النوم المريح هو وقت التنظيف الذي تتم فيه إزالة هذه التراكمات.

وأثناء النوم الجيد ليلًا، يكون لدى عقلك وقت لطرد السموم التي تراكمت على مدار اليوم، وبالمقارنة، فإن النوم المتقطع يؤدي إلى توقف أو تعطيل عملية الإزالة عن موعدها، مما يتيح لجسمك فرصة أقل لهذا النشاط، ومما يزيد من تعقيد مشكلة قلة النوم، هو أن الوجود السام للوحات يعيق تكوين الذاكرة ويقلل من جودة النوم، وقد لاحظ الباحثون أن الحرمان من النوم لليلة واحدة أظهر زيادة في تراكم اللويحات بنسبة 5 في المائة، فتخيل الحصيلة التي يتعرض لها المخ عندما يحرم من النوم ليلة بعد ليلة، شهرًا بعد شهر، وسنة بعد سنة؟

وحسب الخبراء؛ لكي يستريح الدماغ تمامًا يحتاج بين البالغين عمومًا من 7 إلى 8 ساعات من النوم الجيد، ويحتاج الرضّع 16 ساعة، ويحتاج الأطفال الصغار إلى 10 ساعات، ويجب أن يهدف المراهقون إلى 9 ساعات، ولتحقيق ذلك يوصي الخبراء بإبقاء الغرفة هادئة ومظلمة، التحكم في درجة الحرارة، الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية وتجنبها في غرفة النوم، وكذلك تجنب الضوء الأزرق الذي يؤخر إطلاق الميلاتونين، تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين في الليل قبل 8 ساعات على الأقل من التخطيط للذهاب إلى السرير.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa