النظارات الشمسية.. متى ترتديها وما تأثيرها على عينيك؟

لمواجهة تهديدات الأشعة فوق البنفسجية..
النظارات الشمسية.. متى ترتديها وما تأثيرها على عينيك؟

عندما يفكر معظم الناس في الأضرار المرتبطة بالشمس، فإنهم على الأرجح يقلقون بشأن بشرتهم فقط، لكن أشعة الشمس وبينها الأشعة فوق البنفسجية تشكل أيضاً تهديداً لعيونهم، ووفقاً لدراسة أجريت بالمعاهد الوطنية بالولايات المتحدة في عام 2014، فإن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تلحق الضرر بالبروتينات في عدسة العين، وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي هذا الضرر إلى زيادة خطر إصابة الشخص بإعتام عدسة العين، مما يضعف الرؤية.

وحسب الباحثون، فإنه عندما لا ترتدي نظارة للحماية، فإن الأشعة فوق البنفسجية التي لا تراها تخترق العين، وهياكل العين حساسة لها للغاية، كما أن الجزء الخلفي من العين (الشبكية)، لديه منطقة مركزية حساسة تعرف باسم البقعة، وعندما يأتي الضوء إلى العين فإنه يضرب تلك البقعة مثل شعاع الليزر المسلط على مركز الهدف، وهناك أدلة على أن التلف الذي تسببه الأشعة فوق البنفسجية هنا، قد يزيد من خطر إصابة الشخص بالتنكس البقعي، وهو أحد الأسباب الرئيسية للعمى المرتبط بالعمر، كما أن التعرض لأشعة الشمس يرتبط أيضاً بسرطان العين، وشكل من أشكال الإصابات القصيرة الأمد التي تشبه حروق الشمس والتي تسمى التهاب الشعيرات الضوئية، والتي يمكن أن تسبب العمى المؤقت أو الرؤية الوامضة.

وتكون مخاطر تلف العين المرتبطة بالشمس أكبر في أوقات معينة من اليوم وفي أماكن معينة، فالزجاج الأمامي معرض للمياه وعوادم السيارات وكل ما يمكن أن يعكس الضوء في العينين، وقضاء بعض الوقت في هذا التعرض يشبه الحصول على جرعة مضاعفة من ضوء الأشعة فوق البنفسجية، فأنت هنا تحصل على التعرض المباشر من الشمس والتعرض الثاني يكون من الضوء المنعكس، وكلما ارتفعت عن الأرض كلما كانت أشعة الشمس أقوى وكلما ازداد خطر إصابة العين.

وارتداء النظارات الشمسية يمكن أن يحمي العين من كل هذه المخاوف، ولكن ليست كل النظارات الشمسية متساوية في هذه الوظيفة، فلا يهم هنا مدى ظلامها أو لون العدسات، ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أنها يجب أن تحجب 99 إلى 100 في المائة من أشعة UVA  و  UVB، كما أن السعر لا يهم بالضرورة، فحتى النظارات الشمسية غير المكلفة يمكنها إنجاز المهمة، وما عليك سوى البحث عن لاصق أو علامة حماية من الأشعة فوق البنفسجية، كما أن حجم العدسات يحدث فرقاً أيضاً، وقد وجدت دراسة أجراها باحثون سويسريون عام 2018، أن النظارات الشمسية الكبيرة منعت الأشعة فوق البنفسجية أكثر من النظارات الشمسية الأصغر، وأن النظارات الواقية من الأشعة فوق البنفسجية توفر حماية أكثر اكتمالاً.

ومن ناحية أخرى، هناك أوقات من اليوم قد لا تكون فيها حماية عينيك خلف النظارات الشمسية فكرة جيدة، فقد أظهرت الدراسات أن مستقبلات الضوء المستشعرة للضوء في العين تساعد في ضبط الساعات اليومية للجسم، والتي تلعب دوراً في تنظيم النوم والشهية وغير ذلك الكثير، وقد وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يحصلون على مستويات عالية من الضوء الساطع في الصباح، يميلون إلى النوم بشكل أفضل من أولئك الذين لا يفعلون ذلك، وارتداء النظارات الشمسية في وقت مبكر من اليوم قد يتداخل مع هذه العمليات، ولذلك ينصح الخبراء بعدم استخدام النظارات الشمسية حتى الساعة التاسعة أو العاشرة صباحاً، على افتراض أن الشخص لا يحدق بالشمس مباشرة وأن الأشعه ليست قوية بما يكفي في الصباح لتسبب الكثير من الضرر، لأن تعريض العين للضوء الطبيعي يمكن يساعد في ضبط الساعة الداخلية للجسم.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa