اقترح وزير الخارجية الصيني وانج يي - اليوم الجمعة - وضع خارطة طريق لنزع السلاح النووي لبيونج يانج، بعد أسبوع من فشل قمة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم يونج أون.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وانج قوله إنّ مجرد اجتماع ترامب وكيم على طاولة واحدة أمر يستحق الإشادة في حد ذاته، لافتًا إلى أنّ قضية شبه الجزيرة الكورية لا يمكن حلها بين عشية وضحاها.
وأضاف: «يتعين على جميع الأطراف أن تكون لديها توقعات معقولة، ويجب ألا يضع المرء سقفًا عاليًّا جدًا في البداية أو يقدم مطالب غير واقعية من جانب واحد».
وأشار الوزير الصيني إلى أنّ بلاده - الحليف الرئيسي لبيونج يانج - تقترح أن تقوم جميع الأطراف بوضع خارطة طريق لنزع السلاح النووي في كوريا الشمالية واتخاذ خطوات متتالية، بدءًا من الأسهل منها.
بالتزامن مع ذلك، أعربت واشنطن عن اعتقادها بأنَّها ستكون قادرةً على التوصُّل إلى نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية بشكل نهائي وكامل بحلول نهاية الولاية الحالية للرئيس دونالد ترامب (يناير 2021).
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمريكي - لم تسمه لكنّها وصفته بأنّه مسؤول كبير - قوله إنّ واشنطن ستطلب من بيونج يانج «توضيحات» حول أسباب إعادة بناء موقع لإطلاق الصواريخ البعيدة المدى، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية لم تتوصّل حتى الآن إلى أي استنتاج محدد حول ما يجري هناك.
ويُنظر إلى القمة التي جمعت بين ترامب وكيم في العاصمة الفيتنامية هانوي قبل أسبوع أنّها باءت الفشل؛ حيث انتهت دون التوقيع على بيان مشترك، بعد أن اختلفا حول طلب كيم رفع العقوبات الأمريكية مقابل تدمير بيونج يانج أسلحتها النووية.
وبُعيد انتهاء القمة، تم الكشف عن استئناف بيونج يانج أنشطتها النووية؛ حيث أعلن مدير الاستخبارات الكورية الجنوبية سو هون - أمس الخميس - رصد ما وصفها بـ«أنشطة خاصة» في مركز لأبحاث الصواريخ في كوريا الشمالية.
وأوضح «هون» أنَّه تمّ اكتشاف مركبات تنقل إمدادات إلى مركز سانومدونج للصواريخ، وهو منشأة لإنتاج وتجميع الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي يمكنها الوصول إلى البر الرئيس للولايات المتحدة.
ولم يتضح ما إذا كان ذلك النشاط قد تمّ قبل قمة ترامب وكيم في هانوي أواخر شهر فبراير الماضي أو بعدها.
كما أظهرت صورٌ من الأقمار الصناعية نشاطًا في موقع لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، ما يوحي بأنَّ بيونج يانج باشرت بـ«إعادة بناء منشأة سوهي» بعد فشل القمة.
وأوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (مقره واشنطن) - أول من أمس الأربعاء - أنَّه تمّ رصد معاودة النشاط في الموقع بعد يومين فقط على فشل قمة ترامب وكيم.
وموقع «سوهي» الواقع على ساحل شمال غرب كوريا الشمالية، يستخدم بحسب الرواية الرسمية في وضع أقمار صناعية في مدارها، لكنّ من الممكن تكييف المفاعلات بسهولة لحمل صواريخ بالستية، في وقت يتهم فيه المجتمع الدولي، بيونج يانج بإخفاء برامج عسكرية خلف برنامجها الفضائي.
