بالصور.. ملتقى «سابرا» يشدد على أهمية الخطط الوقائية لمواجهة الأزمات

رعته «الهيئة الملكية» في الجبيل.. واستمرَّ يومين
بالصور.. ملتقى «سابرا» يشدد على أهمية الخطط الوقائية لمواجهة الأزمات

استضافت مدينة الجبيل الصناعية، يومي السبت والأحد الماضيين، فعاليات الملتقى الرابع للجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان «سابرا»، الذي عُقد تحت شعار «العلاقات العامة والأزمات.. الأدوار والاستراتيجيات»، برعاية الهيئة الملكية بالجبيل.

وناقش الملتقى -الذي شارك فيه سعوديون وأجانب- عددًا من القضايا المتعلقة بالأزمات وكيفية تعامل إدارات العلاقات العامة والإعلام معها في ظل التوجهات والاستراتيجيات الحديثة التي تشهدها المنظمات الحكومية والأهلية مع سرعة تنقُّل البيانات والمعلومة وتغيُّر نمط الأزمات عما كانت عليه في السابق.

وصرح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان الدكتور محمد بن عبدالعزيز الحيزان، بأن اختيار موضوع العلاقة بين العلاقات العامة والأزمات، جاء انطلاقًا من إدراك الجمعية بأن التعامل مع الأزمات يشكل محورًا رئيسًا في نشاط العلاقات العامة، ومهمة أساسية من مهامها، استنادًا إلى حقيقة مؤداها أن العلاقات العامة معنية بالصورة الذهنية للمؤسسات، التي يستدعي والحفاظ عليها أن تكون العلاقات العامة حاضرةً بقوة في هذا الجانب؛ ما يؤكد أهمية هذا التخصص، وضرورة إعطائه المكانة اللائقة به.

من جانبه، قال رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع المهندس عبدالله إبراهيم السعدان (راعي المؤتمر)، في كلمة ألقاها نيابةً عنه الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس مصطفى بن محمد المهدي، إن منظومة العلاقات العامة -متمثلةً في أهم عناصرها وهو رأس المال البشري- هي خط الدفاع الأول للمؤسسة في إدارة الأزمات، مشيرًا إلى أن الحفاظ على سمعة المؤسسة واستثماراتها البشرية والمادية، وصورتها الذهنية وعلاقاتها الداخلية والخارجية؛ على رأس مهام العلاقات العامة.

وخلال الملتقى الذي عُقد بمركز الملك عبدالله الحضاري بالجبيل الصناعية، قدَّم باحثون ومختصون بمجال العلاقات العامة، جملة من الآراء والتصوُّرات لاستراتيجية العلاقات العامة في إدارة الأزمات.

وناقشت أولى الجلسات «الأزمات المؤسساتية.. مفاهيمها والأسباب»، وأدارها الدكتور تركي فهد العيار؛ حيث تحدَّثت أستاذة الإعلام المساعد بكلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة هناء الحفناوي عن «العلاقات العامة وإدارة أزمة المؤسسات.. التصورات والنماذج»، فيما تناول رئيس وحدة الإعلام بمؤسسة سليمان الراجحي رياض ناصر الفريجي، مسألة العلاقات العامة وفن إدارة الأزمات المؤسساتية عبر مقاربة حديثة في المفاهيم والاستراتيجيات؛ حيث أوصى بضرورة فهم الدور الحقيقي لمسؤولي العلاقات العامة بالمؤسسة، ومنحهم الثقة اللازمة للقيام بدورهم في مواجهة الأزمات المؤسساتية والحد من عواقبها وتأثيراتها السلبية على المؤسسة.

فيما تطرق ماجد عبدالله الجار الله، إلى جهود إدارة العلاقات في مواجهة الأزمات، وشاركت هاجر عبدالله تركستاني، بورقة عمل عن أزمة قياس الأثر وأساليب تحفيز الأداء في العلاقات العامة.

وأدار الجلسة الثانية «أساليب استكشاف الأزمة والتنبؤ بوقوعها» عميدُ كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام سابقًا الدكتور عبدالله بن محمد الرفاعي، وشاركت فيها مديرة العلاقات العامة والإعلام بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني «بنات» فوزية الحربي بورقة عمل عن الفرص التي قدمتها شبكات التواصل الاجتماعي لمسؤولي العلاقات في اكتشاف الأزمة قبل وقوعها.

وناقش الأستاذ بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد (عمر إبراهيم بو سعدة)، ورقة عمل بعنوان «دور إدارة المعلومات الاتصالية في مواجهة الأزمات المؤسساتية»، فيما ركز ساعد ساعد الأستاذ بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد، على موضوع الصورة الذهنية أثناء أزمات المؤسسات التعليمية الجامعية، في حين تطرق الأستاذ بجامعة شقراء محمود محمد عوض إلى دور العلاقات العامة الرقمية في مواجهة أزمة الأمن الفكري.

ثم ناقشت الجلسة الثالثة موضوع استراتيجية التعامل مع الأزمات المؤسساتية، وأدارها رئيس قسم الإعلام بجامعة الطائف الدكتور علي العنزي، وشارك فيها المدير العام للاتصال والإعلام والمتحدث الرئيسي في الهيئة الملكية للجبيل وينبع الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر، بورقة عمل عن استراتيجيات المتحدث الرسمي في مواجهة الأزمات من حيث أنواع الأزمات ومفهومها وسماتها والخصائص الديموغرافية للمتحدثين الرسميين.

فيما تطرق أحمد العياف إلى احترافية المتحدث الإعلامي في إيصال صوت مؤسسته وقت الأزمة. وطرحت الأستاذة بكلية الإعلام والاتصال يسرا حسني عبدالخالق، موضوع الدبلوماسية العامة وإدارة اتصالات الأزمات الدولية، وشارك الأستاذ المساعد بالصحافة الدكتور سمير محمود بموضوع الأدوار الاتصالية لإدارات الإعلام والعلاقات في أزمة فواتير الكهرباء. وتناولت زينب هذال تصورًا مقترحًا لاستراتيجية العلاقات العامة في إدارة أزمة المقيمين غير الشرعية بالمملكة.

واختتم اليوم الأول من الملتقى بالجلسة الرابعة، عبر ندوة اتجاهات ومستقبل الممارسة المهنية للعلاقات العامة، أدارها الدكتور فهد بن عبدالعزيز العسكر، وتحدث فيها الدكتور مفوض الفرهود عن أن الراصد للتحولات في صناعة العلاقات العامة، يجد ارتباطها بالتحولات في كل الجوانب، وبتطور وسائل الإعلام ووعي الجمهور، في حين رأى رياض الفريجي ضرورة إدراج مركز متخصص بالمنظمات يجمع المعلومات ويضع خططًا وقائيةً للأزمات المتوقعة، كما تناول الدكتور عبدالرحمن بن حمود العناد، والدكتور خالد بن  محمد مرغلاني، والدكتور عيسى بن محمد القايدي والدكتور مفوض بن عواد العنزي، جملةً من الآراء في هذا الشأن.

وفي اليوم الثاني، أدار الدكتور فهد بن عبدالله الطياش، جلسة مخصصة لعرض جملة من التجارب لأزمات تعاملت معها المنظمات بنجاح وأخرى باءت بالفشل؛ حيث أكدت الدكتورة حليمة الحبيب ضرورة توفير الأموال حال وقوع الأزمات البيئية، وأن البيئة محور مهم في حياة البشرية، فيما استعرض الدكتور سلطان الحمزي أزمة سيول ونفايات إحدى المدن، وأنه تمت معالجة الحدث في 45 يومًا لكن أثرها طال.

وفي المقابل، استعرضت تهاني أباحسين تجارب أزمات لبعض الشركات المحلية والعالمية، وأكّدت أنّ الشركات التي تريد الربح وعدم الدخول في إشكالات، ينبغي لها احترام المستهلك. وأكد سامي كبيشي أهمية تشكيل إدارة الأزمة قبلها لا بعدها. واستعرضت الدكتورة إيمان عشري تجربة «تويتر» في إدارة الأزمات، وقالت إنها كانت أفضل وسيلة للتواصل أثناء «عاصفة الحزم».

واتفق المشاركون على أهمية المتحدث الرسمي الذي يصفه الدكتور سلامي محمد بأنه شخصية فريدة من نوعها.

وحظي الملتقى بحضور نسائي كبير؛ حيث طرحت مجموعة من الباحثات أزمة المقيمين غير الشرعيين في المملكة، وتناولت الخطة الاستراتيجية للبحث إعداد خطة اتصال قبل وقوع الأزمة، ودور وسائل الإعلام الرسمية، واستمرار المتابعة بعد انتهاء الأزمة، إضافة إلى الدور الوقائي وتحديد الأطر الإعلامية المتبعة.

وانقسمت نتائج الدراسة إلى شقين: الأول يتمثل في نتائج تحليل النظم، والثاني يتضمن النتائج التحليلية ومنها مسارات المعالجة. وجاءت هذه المشاركة التي قامت بإعدادها باحثات الدكتوراه أمل محجي المطيري وزينب صالح الهذال وفاتن يتيم المنتشري ولمياء حمدان العنزي ومنى سالم القحطاني ونوف كتاب العتيبي وهند عامر العتيبي؛ في إطار المشاركة بتقديم استراتيجيات ومقترحات تناولت الحملة الوطنية الأمنية «وطن بلا مخالف» التي بذلت فيها أجهزة الدولة المعنية جهودًا لخلق بيئة سليمة في سوق العمل».

وفي الختام، عبَّر نائب رئيس الجمعية الدكتور عبدالرحمن عبدالقادر، عن فخره بما توليه الحكومة من اهتمام كبير بمنظمات المجتمع المدني، مشيدًا بنجاح الملتقى وبالحضور وباستجابة ومبادرة الهيئة الملكية بالجبيل إلى رعايته للمرة الثانية، وأشار إلى أن جميع البحوث التي نوقشت ستوضع على الموقع الإلكتروني الجمعية.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa