متلازمة الألم العضلي الليفي.. مرض مزعج يحيل حياة المريض إلى جحيم

تهاجم الجسد والنفس على حد سواء
متلازمة الألم العضلي الليفي.. مرض مزعج يحيل حياة المريض إلى جحيم

تعد متلازمة الألم العضلي الليفي من الأمراض المزعجة للغاية؛ نظرًا لأنها تهاجم الجسد والنفس على حد سواء، ما يُحيل حياة المريض إلى جحيم، فضلًا عن صعوبة تشخيصها. ويمكن تخفيف متاعب هذه المتلازمة المعروفة أيضًا باسم "الفيبروميالجيا" من خلال الأدوية النفسية والرياضة وتقنيات الاسترخاء والتغذية الصحية.

وأوضح البروفيسور فينفريد هويزر، من عيادة طب الباطنة بمستشفى ساربروكن، أنه من الصعب تشخيص متلازمة الألم العضلي الليفي؛ نظرًا لعدم وجود اختبار دم محدد أو فحوصات بالأشعة السينية لتشخيص هذا المرض، الذي يعرف أيضا باسم "الفيبروميالجيا".

ولكي يتم تشخيص الإصابة بالألم العضلي الليفي فإن الأطباء يحتاجون إلى إلقاء نظرة فاحصة على التاريخ المرضي للشخص، بالإضافة إلى إجراء العديد من الاختبارات والتحاليل؛ للتأكد من عدم وجود أمراض أو مشاكل صحية أخرى تسبب هذه المتاعب والآلام.

أسباب متنوعة

وتتنوع أسباب الإصابة بمتلازمة الألم العضلي الليفي؛ حيث يعتقد الأطباء أن الاستعداد الوراثي والعوامل البيولوجية والنفسية المختلفة قد تكون هي المسؤولة عن الإصابة بمتلازمة الفيبروميالجيا. ومن ضمن هذه الأسباب العدوى والاكتئاب والأحداث الصادمة وعوامل مرتبطة بأسلوب الحياة، مثل عدم ممارسة الرياضة وزيادة الوزن.

ومن الأمور الملفتة للنظر أيضًا أن الكثير من المصابين بمتلازمة الألم العضلي الليفي يشتركون في سمات شخصية متشابهة. وأوضح توماس فايس، المتخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي، ذلك بقوله: "يمتاز معظم مرضى متلازمة الألم العضلي الليفي بحساسية شديدة والاستعداد للأداء والطموح، وغالبًا ما يكون لديهم متطلبات مفرطة على مدار حياتهم، وهو ما يدفعهم إلى حدودهم القصوى، ويكون من الصعب عليهم فهم ما يحدث لهم".

آلام جسدية ومشاكل نفسية

وتتمثل أعراض متلازمة الألم العضلي الليفي في ظهور آلام مستمرة واضطرابات في النوم، مع التعب والإجهاد بصورة مستمرة، بالإضافة إلى المشكلات النفسية. وأضاف البروفيسور الألماني قائلًا: "تظهر أعراض الاكتئاب أو الهلع لدى 60 إلى 80% من المرضى، ولكن ليس كل مرضى متلازمة الألم العضلي الليفي يعانون من اضطراب نفسي، علاوة على أنه ليس كل مرضى الاكتئاب أو الهلع يعانون من آلام مزمنة في أجزاء متعددة من الجسم".

وأشار فايس إلى أنه يصف للمرضى مضادات الاكتئاب بجرعات منخفضة في أغلب الأحيان، ولكن هذا لا يعني أن متلازمة الألم العضلي الليفي تعتبر نوعًا من الاكتئاب، ولكن الأدوية تمتاز بتأثيرها المسكن للآلام.

علاوة على أنه يمكن الاعتماد على تقنيات الاسترخاء للمساعدة في التخلص من الآلام مثل التأمل والاسترخاء العضلي التقدمي، بالإضافة إلى أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في حالات المرضى، الذين يعانون من آلام شديدة وتعب وإرهاق بصورة مستمرة.

ومع ذلك أشار، البروفيسور الألماني هويزر إلى عدم المبالغة في الحركة وممارسة النشاط البدني؛ حيث يتعين على المرضى مراعاة أن التدريب بمستويات متوسطة والتحميل بدرجة عالية يؤدي إلى زيادة الآلام لدى الكثير من الحالات، ويستثنى من ذلك الأشخاص، الذين كانوا يتدربون جيدًا بواسطة تمارين قوة التحمل قبل ظهور المرض لديهم.

وأضاف هويزر أن التغذية الصحية قد تسهم في التخفيف من المتاعب؛ لذا ينبغي على المرضى الإكثار من الخضراوات والفواكه الطازجة والإقلال من اللحوم، كما قد يستفيد بعض المرضى من النظام الغذائي النباتي أو الأغذية الخالية من الجلوتين.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa