تعرَّف على نتائج تركيزات البلاستيك على «المياه المعبأة»

دراسة: 93% منها تحتوي على جزيئات بوليمر
تعرَّف على نتائج تركيزات البلاستيك على «المياه المعبأة»

تلوث البلاستيك متفشٍّ في المياه المعبأة في زجاجات، كان هذا هو الاستنتاج المقلق لدراسة في مجلة حدود الكيمياء، التي حلَّلت عينات مأخوذة من 259 زجاجة مياه معبَّأة تمَّ بيعها في العديد من البلدان، فوجدت أن 93% منها تحتوي على جزيئات بوليمر اصطناعية (بلاستيك)، الكثير منها كان مرئيًا دون الحاجة لوجود عدسة مكبرة!

العلامات التجارية للمياه المعبأة في الزجاجات وعددها 11 علامة والتي تمَّ اختبارها في الدراسة تعدُّ من بين العلامات التجارية الأكثر شعبية على نطاق واسع حول العالم، وقد وجد الباحثون أنها تباينت في تركيزات البلاستيك، بمتوسط 325 مادة بلاستيكية لكل لتر، وهو ما نتج عنه إعلان منظمة الصحة العالمية بالتخطيط للتحقيق في سلامة المياه المعبأة، لكن الباحثين في الدراسة قالوا: إنَّ مشكلة التلوث بالبلاستيك أكبر بكثير، فهذه الجزيئات البلاستيكية موجودة في الهواء وفي مياهنا وفي تربتنا.

وحسب العلماء، في كلِّ مرة نبحث فيها عن المواد البلاستيكية في سياق علمي نجدها، فالبشر يتعرضون لهذه الجسيمات من خلال البلع والاستنشاق، واعتمادًا على حجم هذه الجزيئات فإنها تغتصب الحواجز الفسيولوجية الطبيعية، وهذا يعني أنَّ بعضها صغيرة بما يكفي للمرور عبر أنسجة الجسم الواقية وفي مجرى الدم والأعضاء.

كما أنَّ هناك أدلةً في الحيوانات تشير إلى أنَّ الإناث الحوامل منها قد ينقلن هذه المواد البلاستيكية الدقيقة إلى الأجنَّة، كما أنَّ هذه الجسيمات لديها ميل لعبور حاجز المشيمة والدخول للجنين والترسب في أعضائه، غير أنَّ الأمر غير الواضح هو كيف يؤثر التعرُّض البلاستيكي على صحة الإنسان، ولسوء الحظ لا يعرف العلماء حاليًا النتائج السمية لهذه التعرضات، غير أنَّ فكرة تراكم البلاستيك في أجسامنا هي فكرة غير مريحة ومخيفة للجميع، لحين إجراء الدراسات في هذه المجال، حتى وإن كان من الصعب الحصول على بيانات مباشرة، فمن غير الأخلاقي مثلًا تعريض النساء الحوامل عمدًا لجزيئات بلاستيكية لمراقبة الآثار البيولوجية.

فيما يقول باحثون: إننا نعرف ما يكفي بالفعل لاعتبار هذه التعرضات البلاستيكية تهديدًا لصحة الإنسان، حيث هناك أدلة على أنَّ المواد والملوثات الكيميائية المرتبطة بها لها آثار سامة، وإذا نظرت إلى الأمراض غير المعدية في جميع أنحاء العالم، فإنَّك ترى أن هناك علاقة بين التعرض لهذه الملوثات البلاستيكية، وحسب الباحثين فإنَّ من المفارقات أن يتم تسويق المياه المعبأة في زجاجات وكأنها أنظف من مياه الصنبور، فيما تظهر العديد من الدراسات أنها بالتأكيد ليست أنظف، واستنادًا إلى جميع البيانات المتوفرة، فإنك ستشرب بالتأكيد كمية أقل من البلاستيك من مياه الصنبور وليس المياه المعبأة في زجاجات.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa