تغريدات «برينتون تارانت» تكشف التقصير الأمني النيوزيلندي

منفذ الهجوم الإرهابي أعلن خطته قبل فترة كبيرة..
تغريدات «برينتون تارانت» تكشف التقصير الأمني النيوزيلندي

فتح الهجوم الإرهابي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، الذي أسقط عشرات القتلى والجرحى، الباب أمام سلسلة من الانتقادات التي وجّهت إلى الشرطة في البلاد، بلغت حد اتهامها بـ«التقصير الأمني».

ارتبطت الانتقادات بتصريح أدلت به رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، قالت فيه إنه تم التحضير لهذا الهجوم الإرهابي منذ عدة أشهر، وهو ما أثار تساؤلات عن دور الأجهزة الأمنية للتصدي لمثل هذه الهجمات.

ولم تلتفت السلطات النيوزيلندية أو الأسترالية باعتبارها موطن منفذ الهجوم، إلى حساب برينتون تارانت على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي امتلأ بالتصريحات المعادية للمهاجرين، والتي رجَّحت أن هجومًا ما يستعد هذا الإرهابي لشنه، وقد حذر من ذلك صراحةً في تغريداته.

وحسب صحيفة «ذي صن» البريطانية، فإن تارانت (28 عامًا) يعتبر من المعادين للمهاجرين، وعبَّر على «تويتر» عن غضبه مما وصفهم بـ«الغزاة المسلمين الذين يحتلون الأراضي الأوروبية»، حسب زعمه.

ويؤمن هذا الإرهابي بتفوُّق العرق الأبيض؛ حيث يعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رمزًا للهوية البيضاء المتجددة، على الرغم من أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيمًا.

وعبر حسابه، سبق أن غرّد تارانت قائلًا عن نفسه: «أنا رجل أبيض عادي من أسرة أسترالية من الطبقة العاملة ذات الدخل المتدني.. والدي من أصول اسكتلندية أيرلندية وإنجليزية.. كانت طفولتي عادية من دون مشكلات كبيرة.. ليس لديَّ اهتمام كبير بالتعليم ولم ألتحق بالجامعة؛ لأنه ليس لديَّ أدنى اهتمام بالدارسة في الجامعات.. أنا رجل عادي قرر أن يتخذ موقفًا لضمان مستقبل شعبي».

وأضاف: «صدمة ما بعد أفعالي سيكون لها تداعياتها في السنوات المقبلة، وعلى الخطاب السياسي والاجتماعي، وستخلق جوًّا من الخوف، والتغيير وهو المطلوب»، في تلويحٍ بأن هجومًا سيرتكبه ضد المسلمين.

كما نشر عبر حسابه على «تويتر» صورًا لمخازن ذخيرة، نقش عليها أسماء بطريقة مبعثرة، بما في ذلك أسماء اثنين من القتلة الذين استهدفوا المهاجرين والمسلمين.

وحسب وكالة «رويترز»، قال تارانت إنه جاء إلى نيوزيلندا للتخطيط والتدريب على الهجوم، وأضاف أنه لم يكن عضوًا في أي منظمة، لكنه تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، رغم أنه تصرف بمفرده ولم تأمره أي جماعة بأي هجوم.

فجَّرت هذه المعلومات جدلًا كبيرًا وانتقادات حادة ضد السلطات في أستراليا ونيوزيلندا على السواء، بداعي عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحول دون تنفيذ مثل هذه الهجمات الإرهابية.

وما عزز هذه الانتقادات، أن الإرهابي تارانت ظهر في بث مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أثناء ارتكابه هذا الهجوم، وقد استمر ذلك لمدة 15 دقيقة، دون أن تظهر قوة شرطية تتصدى لما حدث، وخاصةً أنّ الهجوم تضمن مسجدين اثنين.

ورغم أن نيوزيلندا فتحت أبوابها أمام كثيرٍ من اللاجئين والمهاجرين، فإن محللين لاحظوا انتشار موجة هائلة من الكراهية لا سيما ضد المسلمين والمسيحيين، وهو ما جعلهم عرضةً لأي هجمات، رغم أن نيوزيلندا ظلت بمأمنٍ نوعًا ما عن استهدافها بهجمات إرهابية مقارنةً -على الأقل- بدول غربية أخرى، صارت أهدافًا لتنظيمات إرهابية.

واعتبر محللون أنه كان من المفترض أن توفر أجهزة الأمن حماية لازمة للمسلمين في ظل موجة الكراهية ضد المهاجرين، بالتزامن مع المناسك الدينية وعلى رأسها (صلاة الجمعة) التي وقع الهجوم أثناءها.

وأصبح هجوم اليوم، هو الحادث الإرهابي الأكثر دمويةً في تاريخ البلاد التي قلما تشهد حوادث إطلاق النار الجماعية؛ حيث وقع أكبر حادث في عام 1990 عندما فتح مسلحٌ يدعى ديفيد جراي النار من سلاحه إثر نزاعٍ مع أحد جيرانه، أسفر عن مقتل 13 شخصًا.

قد يعجبك أيضاً

No stories found.
logo
صحيفة عاجل
ajel.sa